ينطلق اليوم في القاهرة المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة إعمار قطاع غزة وسيطالب رئيس الوزراء الفلسطيني د. رامي الحمد الله، إسرائيل والمجتمع الدولي بإنهاء الحصار على غزة بشكل تام..

اضافة لذلك سيطالب الحمدالله بضمان عدم تعرض الشعب الفلسطيني للعدوان مرة أخرى ومساعدته على تحقيق حلمه بالرخاء والعدل في دولة مستقلة خالية من الاحتلال العسكري، في وقت بدأ المشاركون يتوافدون على القاهرة بينما طالبت جامعة الدول العربية بوجود ضمانات بعدم تكرار العدوان بعد إطلاق عملية إعادة الإعمار، بينما ستدعو واشنطن من خلال المؤتمر إلى استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل.

وقال الحمد الله في مقدمة تقرير الحكومة الفلسطينية حول الخطة الوطنية للإنعاش المبكر وإعادة الإعمار في غزة والذي ستقدمه إلى المؤتمر الدولي لدعم إعادة الإعمار في غزة اليوم الأحد في القاهرة، «إن العدوان الإسرائيلي الذي استمر أكثر من سبعة أسابيع من القصف والتوغل البري خلف آلاف القتلى والمصابين، إضافة إلى نصف مليون نازح، ورغم فداحة مستوى الدمار المادي، إلا أن الخسائر البشرية هي في الحقيقة ما لا يمكن تصوره، وهي ما سيكون التعافي منه الأمر الأكثر صعوبة».

وأضاف في نص الكلمة التي حصل موقع بكرا على نسخة منها أمس: يستحق الفلسطينيون في غزة، الذين عانوا كثيراً ولسنوات طويلة ولا يزالون يعانون، مستقبلًا خالياً من القيود والحصار والدمار، فبعزيمة وإصرار أهلنا في غزة، وقدرتهم على مواجهة الأزمات والتعافي من آثارها، نستطيع جعل المنطقة الساحلية لفلسطين منطقة يسودها الرخاء والازدهار.

وأكد أنه لا يمكن للتعافي الكامل من سنوات طويلة من الحصار والدمار أن يرى النور دون إعادة الربط بين غزة والضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، وانفتاح كافة أجزاء فلسطين على العالم من جديد، إذ من شأن حرية الحركة للأفراد والبضائع أن تحفز انتعاش قطاع غزة وتقذف به من أزمته الحالية إلى الاستدامة الاجتماعية والاقتصادية، لذا لا بد من ضمان حرية حركة الأفراد، والتنقل والوصول، وفتح الحدود وتدفق التجارة.

وأردف الحمد الله: سوف يظل شعبنا الفلسطيني ماضيًا إلى الأمام صوب تحقيق حلمه في قيام دولة مستقلة يعمها الرخاء والسلام، وعاصمتها القدس الشرقية وعندما كانت الوحدة الفلسطينية لا تزال هدفًا بعيد المنال.

وتابع: ها نحن نمد يدنا إلى المجتمع الدولي، وإلى شركائنا في السلام وأصدقائنا في أوقات الصعاب .. نتحدى العالم بأن يكون بمستوى طموحنا وشجاعتنا وجرأتنا عبر مساعدتنا على تحقيق حلمنا بالرخاء والعدل في دولة مستقلة خالية من الاحتلال العسكري.

وأضاف أن الإجراء المطلوب اتخاذه فورًا هو إنهاء الحصار على غزة بشكل تام، وضمان عدم تعرض شعبنا إطلاقًا للعدوان. وقال إنه يلوح في الأفق مستقبل أكثر إشراقًا، فأعطوا الفلسطينيين في غزة الأدوات والفرص والحرية لتأمين هذا المستقبل الآن وهنا.

يشار الى ان مصر طلبت من اسرائيل عدم المشاركة في المؤتمر كذلك لم ترسل دعوة لحماس للمشاركة في المؤتمر.

ضمانات


من جهته، أكد الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة محمد صبيح في تصريحات للصحفيين أمس أهمية هذا المؤتمر الذي يأتي استكمالًا للجهد المصري الكبير الذي بذل لوقف العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والذي خلف دمارًا هائلًا في القطاع الذي يكتظ بالسكان وأدى تدمير البنية التحتية وتشريد وقتل الآلاف من أبناء الشعب الفلسطيني في القطاع.

وشدد صبيح على ضرورة ألا تضع إسرائيل العراقيل أمام دخول المواد الخاصة بإعادة الإعمار كما فعلت في السابق بعد مؤتمر شرم الشيخ، مؤكدًا الدور المهم الذي يمكن أن يقوم به المجتمع الدولي والأمم المتحدة في هذا الصدد.

وأشار إلى أن حكومة الوفاق الفلسطينية تمثل العنوان الفلسطيني والعربي ومعها الشعب الفلسطيني بجميع فصائله لتلقي المساعدات والتمويل الخاص بإعادة الإعمار، مشددًا على ضرورة محاسبة مرتكبي الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني.

استئناف المفاوضات

إلى ذلك، قال دبلوماسيون أميركيون إن وزير الخارجية جون كيري سيدعو خلال مؤتمر القاهرة لإعادة اعمار غزة اليوم، الى استئناف عملية التسوية بين الفلسطينيين وإسرائيل. وأضاف هؤلاء المسؤولون في الخارجية الأميركية أن كيري سيجري على هامش هذا الاجتماع للمانحين، محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وأكد دبلوماسي أميركي: «لنا مصلحة في وقف مسلسل الحروب وإعادة الإعمار التي نشهدها منذ ست سنوات». وأوضح أن كيري «سوف يتحدث عن ضرورة تسوية المسائل المتعلقة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي من أجل التوصل فعلاً إلى حل دائم لمشكلة غزة».

تمثيل منخفض

ذكر تقرير إخباري أن تركيا سوف تمثل على مستوى منخفض في المؤتمر. وذكرت صحيفة «حريت» التركية أمس أنه سوف يتم ارسال مدير عام بوزارة الخارجية لحضور المؤتمر. وأضافت أن المؤتمر سوف يعقد على مستوى وزراء الخارجية غير أن تركيا لن ترسل وزير خارجيتها مولود جاويش اوغلو بسبب التوترات الحالية بين أنقرة ومصر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]