يدعو غلعاد شارون، نجل رئيس الحكومة السابق، اريئيل شارون، في "يديعوت احرونوت" الى فصل القرى العربية عن القدس، بسبب ما يتعرض له القطار الخفيف من رشق للحجارة لدى مروره في هذه الاحياء.

ويقول انه من السهل في القدس ترسيم المسار الصحيح للجدار الفاصل حول المدينة. ويجب ان يبقي الجدار خلفه كل الأماكن التي يتم فيها رشق القطار بالحجارة. صحيح ان "اختبار الحجارة" لا يلائم كل مكان، ولكن القدس ليست "كل مكان" وفيها يجري الحديث عن اطراف المدينة، وهناك ينطبق هذا الاختبار بشكل دقيق. اذ انه سيترك في الخارج بيت حنينا وشعفاط وجبل المكبر وصور باهر وام طوبا، وربما، ايضا، العيسوية وعدة اماكن اخرى.

ويتساءل شارون: ما الذي ستخسره القدس إذا اخرجنا منها القرى التي تم ضمها اليها بشكل مصطنع؟ لا شيء، بل ستربح من ذلك. هل يشعر أحد بنقص ابو ديس وما يسمى مخيم شعفاط، بعد ان فصل الجدار بينهما وبين المدينة؟ لا أحد. يمكننا في خطوة واحدة ان نحظى بتأييد كبير في العالم اذا قمنا بنقل القرى والأحياء الواقعة على اطراف القدس الى المناطق (B) الخاضعة للسيطرة المدنية الفلسطينية، وكذلك عمل معروف كبير للمدينة وانقاذها من كل مخربي المنحطين ومن مئات آلاف الفلسطينيين الذين لا يؤمنون مثلنا برؤية عاصمتنا المقدسة الى أبد الابدين، وما أشبه، ومن جانب آخر، يحبون بالذات التأمين الوطني وصندوق المرضى ورسوم البطالة وما أشبه.

اخراج العرب سكان القدس من منطقة نفوذ الدولة والغاء الحقوق التي تمنحها لهم ليست فكرة جديدة. فهي تظهر في مبادرة جنيف وفي مقترحات براك واولمرت على الفلسطينيين. المسار المقترح هنا سيسحب الاقامة من عدد اقل من الفلسطينيين. وعلينا ألا نخطئ، فالفلسطينيين يرشقون الحجارة، يكرهوننا ويمكنهم قول ما يشاؤون، ولكن آخر أمر يريدونه هو خسارة الهوية الزرقاء. ولكن علينا نحن ان نفعل ما يعتبر جيدا وصحيحا لنا. يجب علينا الاحتفاظ بالبلدة القديمة، (التي لا تتجاوز مساحتها كيلومتر واحد) الى الأبد، وكذلك على الأحياء المجاورة لها. ولكن يجب الانفصال عن الاطراف التي تثقل علينا، ومن المفضل الاسراع بذلك.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]