قضى الرئيس الأفغاني السابق حميد قرضاي ( أو " كرزاي") أكثر من عشر سنوات في القصر الجمهوري، حتى ما قبل شهر حين تم انتخاب رئيس جديد، ونادرًا ما ظهرت إلى جانبه في الصور أو المناسبات الرسمية أو العامة عقيلته، زينات كرزاي، فتقوقعت داخل القصر الفخم، متخلية عن عملها كطبيبة.

أما الرئيس الجديد، أشرف غني، فقد تحدث في خطابه في حفل تنصيبه، بتأثير بالغ عن " زوجتي الحبية، شريكة حياتي"، وهي السيدة " رولا" اللبنانية الأصل، المنحدرة من أسرة " سعادة" المسيحية المعروفة، وقد كانت تجلس خلال حفل التنصيب في الصف الثاني، بين حضور غالبيته من الرجال، فنادرًا ما يصطحب الأفغان، مهما علت مراتبهم ومناصبهم، نساءهم إلى المناسبات أو الاحتفالات، بسبب التقاليد والأعراف الصارمة، ناهيك عن التحدث عن نسائهم توددًا أو بانفعال، كما فعل الرئيس الجديد.

من بيروت إلى أمريكا إلى كابول

رولا تعرفت الى أشرف غني في الجامعة الأميركية في بيروت، التي التحق بها عام 1969 ليتخرج بعد 5 أعوام حائزا على إجازة في “علم الإنسان”، “وساعده في دراسته الدكتور فؤاد سعادة شقيق زوجته”.
بعد التخرج عاد غني وزوجته عام 1974 إلى أفغانستان للتدريس في جامعة كابول، وحصل أثناءها على منحة لمتابعة دراسته في الخارج العائلة بقيت في اميركا حيث شغل اشرف مناصب مهمة في هيئات تابعة للأمم المتحدة ، ومنها البنك الدولي، بعد الغزو السوفييتي عام 1979 ، وتلاه نظام طالبان.

اشرف الذي عاد عام 2001 إلى وطنه، شغل منصب وزير للمال بين عامي 2002 و2004.
ويقال ان السبحة لا تفارق يديه ابداً، وهو كان يرافق زوجته رولا إلى الكنيسة دائماً حين كانا يقيمان في الولايات المتحدة، ولم يجبرها على اعتناق الإسلام.

اما الولدان مريم وطارق فتعلما وعملا ايضاً في الولايات المتحدة.

الابنة مريم كاتبة وفنانة تصوير وأداء فوتوغرافي معروفة، تعمل مدرّسة في برنامج “كوبريونيون”، وفي جامعة نيويورك، ونالت جوائز عدة.
الابن طارق الذي يصغرها بأربعة أعوام، شغل منصب مستشار لوالده حين كان وزيراً للمال، وله نشاطات بارزة في برمجة إدارة المعلومات.

إشاعات واتهامات حاقدة

وبطبيعة الحال، تراوحت ردود أفعال الأفغان بين الإعجاب بتصرف الرئيس الجديد، وخاصة من جانب النساء والجمعيات المناصرة لحقوقهن- والتنديد والتشنج والتشهير والتشكيك من جانب بعض الأوساط الأصولية الرجعية الحاقدة على النساء والأجانب، وذهب بعضهم بعيدًا حين تساءلوا: هل حقًا اعتنقت السيدة " رولا" الإسلام؟ وأضاف أحد خطباء المساجد: هذه السيدة جاءت إلينا لتحولنا إلى... نصارى!
وأكثر من ذلك، فقد عمدت بعض الأوساط الحاقدة إلى فبركة صور يظهر فيها الرئيس " غني" وهو يصلي في كنيسة (!) واتهمه آخرون بأنه متزوج من " عملية لإسرائيل"!

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]