بادر نادي حيفا الثقافي والمجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني – حيفا، لاستضافة الدكتور حاتم خوري مؤلف كتاب "تواقيع على الرمل" للمشاركة في أمسية احتفالية لمناقشة وإهداء كتابه في قاعة كنيسة مار يوحنا المعمدان الأرثوذكسية.

شارك في الامسية جمهور مميّز كمّا وكيفا، وتخلّلتها مداخلات قصيرة قدّمها: د. جـميـل إلـياس، المحامي جواد بولس ، الأديب فتحي فوراني، د. جوني منصور ، السيد جعفرفرح ، المحامية جمانة إغبارية همام، باشراف وبادارة المحامي فؤاد مفيد نقارة .

 اعرب جميعهم عن اهمية هذا الكتاب وعن نصه السلس والمشوق وعن اهمية ما جاء في الكتاب من وثائق، وعن اهمية نقل هذه الرسالة الى الأجيال القادمة وعلى ضرورة عقد امسيات مشابهة في مدن وقرى الجليل .

ماذا قالوا عن الكتاب والمؤلف؟

ومما ورد في اقوال المتحدثين، نقتطف ما يلي:"كتاب تواقيع على الرمل الذي نحن بصدده قد منحنا هذه الفرصة لنلتقي ونتداول في قضية هي في صُلب وجودنا هنا في حيفا وفي الوطن عموما. الكتاب بموضوعه ومواده وتفاصيله يندرج ضمن روايتنا هنا كجماعة أصلانية فقدت مع الوقت مواردها ومقدّراتها بما فيها أوقافها لصالح المجتمع الوافد"."هذا الكتاب يشكل فصلا هاما في روايتنا كمجتمع كما يشكل تاريخا مكتوبا بالعربية ومن زاوية نظر عربية لقضية حساسة هي في صلب وجودنا هنا!""ملف الأوقاف كما عرضه د. خوري بالوثائق والحيثيات، باستعراض المكشوف وكشف المستتر من أحابيل وصفقات تمت على ظهر الأوقاف وهي موارد هامة امتلكها مجتمعنا كي يستخدمه بما يفيده اقتصاديا لا سيما في أوقات الأزمات"."يأتي كتاب تواقيع على الرمل ليكشف عن مشهد رهيب للغاية من سوء ادارة للاوقاف من قبل مطارنه سابقين، وموظفين جشعين لم يكن همهم سوى اقتناص الفرص لإتمام صفقات مشبوهة. وبالرغم من الضغوط الشعبية والرسمية التي فُرضت على مطارنة وقيمين وتوقيعهم على مستندات تلزمهم بتوقيف البيوعات والايجارات فإنهم سخروا واستمروا في غيهم ، فكانت تواقيعهم على الرمل تماما"."عنوان تواقيع على الرمل، هو عنوان يشي بما عاناه كاتبه، الدكتور حاتم عيد خوري ورفاقه الميامين أعضاء "جمعية أبناء أبرشية الجليل" الذين يخوضون منذ أكثر من عقدين معركة شرسة داخل مؤسسات الكنيسة الكاثوليكية الجليلية، وكل مرادهم منها، كما أفصح الكتاب، أن يتوقف المسؤولون فيها عن التفريط بعقاراتها، ويصحح القيمون عليها، من إكليروس وعلمانيين، ما أسماه الكتاب فسادًا إداريًا وماليًا مزمنًا".

"فالكتاب/الوثيقة يسرد قصة عذاب نخبة من مسيحيي هذا الوطن الذين آمنوا وكتبوا ذلك لجميع القيمين على الكنيسة الكاثوليكية في المنطقة والعالم، وفي نفس الوقت يسطّر الكاتب بدقة ومهنية وافرة، إصرار مجموعة خيّرة من أبناء فلسطين المسيحيين الغيورين على أرضهم والمصممين على البقاء عليها وفيها","نُشيد بالتعاون الذي كان قائما بين جمعية ابناء ابرشية الجليل وجمعية المبادرة الاسلامية التي قادت في حينه نضالا شعبيا محليا وقطريا من اجل تحرير الاوقاف الاسلامية المصادرة. ومن هذا المنطلق، نرى انفسنا واخوتنا في جمعية ابناء ابرشية الجليل، نعمل في جبهة واحدة، وذلك لكثرة نقاط التقاطع والاهداف العامة التي تجمعنا والتي ندعو اليها حتى نكون قدوة للأخرين", وذلك بالاضافة الى تحية خطية موجهة الى مؤلف الكتاب، وصلت من المحامي وليد الفاهوم، تضمنت فيما تضمنته " اخي حاتم، كتابك سلس، شيق ومستفز للضمائر الحية...كتابك قصة كفاح على نار هادئة لن تخبو ابدا، واهم ما فيه الرصد المثابر والتوثيق...فالدوام يثقب الرخام! ولن يضيع حق ووراءه مطالب حتى لو كُسر المفتاح، وحتى ولو كانت بعض التواقيع على الرمل".

كلمة المؤلف د. حاتم خوري

وكانت كلمة المؤلف د. حاتم خوري مسك الختام، حيث قام بتوجيه الشكر والتقدير الى نادي حيفا الثقافي والى المجلس الملي الارثوذكسي في حيفا كمبادرين وكمضيفين لهذه الامسية، منوها الى ان هذه المبادرة والاستضافة ليست اولى مكرمات المجلس الملي الارثوذكسي الحيفاوي نحو جمعية ابناء ابرشية الجليل، ومستذكرا بهذا الصدد، وقوف رئيسه الاسبق المرحوم جان مجدلاني الى جانب الجمعية في خطواتها الجماهيرية الاولى، حيث كان قد وضع مجانا قاعة الكلية الاثوذكسية تحت تصرفها، المرة تلو الاخرى، وذلك ايمانا منه بعدالة قضيتها وصدق مطالبها، متحملا انتقادات ومعاتبات كل من اراد ان يسدّ طريق الجمعية ويخرس صوتها.كما توجه الدكتور حاتم بالشكر والتقدير الى الاخوة المتكلمين والى عريف المناسبة والى المدقق اللغوي والى مصمم الغلاف والى جمهور الحضور الواسع وكذلك الى كل الذين اتصلوا معتذرين عن الحضور لظروف استثنائية، والى مئات المهنئين والمباركين بصدور الكتاب، مشيرا باسلوب لا يخلو من روح الدعابة،الى ان الكتاب لا يُباع ولا يُوزع مع الصحف المحلية في نهاية الاسبوع، إنما يُقدم هدية لكنها مشروطة بدفع " ثمن باهظ"(وفقا لمعايير عالمنا العربي الذي قيل عنه انه لا يقرأ وإن قرأ فكي ينام).

هذا " الثمن هو ان كل منيأخذ نسخة من هذا الكتاب يلتزم بينه وبين نفسه، بقرأته قراءة جادة وعميقة لا قراءة غلافية سطحية استعراضية". كما سجل الدكتور حاتم شكرا خاصا لجمعية ابناء ابرشية الجليل ولمدير عام شركة ناجي مخول واولاده الاستاذ الياس مخول، لتغطيتهم تكاليف طباعة الكتاب، وكذلك الى المدقق اللغوي الاستاذ جريس جبران خوري والى مصمم الغلاف الفنان حبيب خوري اللذين تبرعا باتعابهما، مضيفا بتأثر شديد " أما تعبي المضني في تأليف هذا الكتاب وإعداده، والجهد الكبير الذي بذلته، فهو بخور اقدمه وشمعة اضيؤها في هيكل اوقافنا، كل اوقافنا اسلامية ومسيحية، باعتبارها جزء لا يتجزأ من ارض هذا الوطن الغالي".

ولم ينس الدكتور حاتم ان يستعرض امام الحاضرين الصعوبات الجمة التي جابهت الجمعية في الحصول على الوثائق الكثيرة الموجودة في الكتاب، وفي استصدار التواقيع من مختلف اوساط الرئاسة الكنسية وطوابق هرمها بدءً بالمطران وانتهاء بالكرسي الرسولي، بشأن التوقف عن بيع الاوقاف ورهنها وتأجيرها لمئات، ناهيك عن آلاف السنين، معربا عن اسفه الشديد وحزنه العميق لعدم احترام السلطة الكنسية لتواقيعها، آملا تغيير هذا النهج في المستقبل، علما بانه قد وصف وضعه بالمتشائل. ذلك لانه يعتقد ان المطلوب هو تغيير المعايير المتبعة في ادارة الاوقاف، اي تغيير النهج، لان الكنيسة لا تعاني من ازمة ايمانية روحية، إنما من ازمة ثقة بسلامة وبنزاهة وبحسن تصرف ادارتها المالية المركزية المغلقة السرية البعيدة كل البعد عن الشفافية....ان غياب الشفافية كما يعتقد الدكتور حاتم، " يكبّل المراقبة لا بل يغتالها، وغياب المراقبة العلمية الصحيحة عن اي إدارة مالية لمؤسسـة مدنية او بالذات دينية، هي– في احسن الحالات – مدعاة للشكوك والاشاعات والنفور، بل هي تطبيق عمليّ وترجمة دقيقة للمعادلة البديهية المعروفة التالية : تعاملٌ بأمور مالية (ناقص) مراقبة (يساوي) فســـاد" . نعم سيُفهم هذا التعامل وسيُدرّج كفساد ، نعم كفساد على رؤوس الاشهاد حتى لو لم يكن هناك فساد فعلي . ذلك لان النزاهة لا يكفيها ان نتحدث عنها او أن نرفعها شعارا، حتى ولا ان نـُطبّـقها فقط، انما ينبغي ان تـُـشاهـد ايضا، لا بل ان تكون ملء العين والبصر، وذلك من خلال دفاتر حسابات منظمة وميزانيات سنوية قانونية مُراقبة، واتفاقيات وعقود واضحة غير مبهمة وعطاءات معلنة." واختتم الدكتور حاتم كلمته بقوله: "فهل هناك مَنْ يسمع ويتّعظ ويذوّتُ قولَ السيد المسيح "فلا تخافوهم. فإنه ليس من محجوب إلّا سيُكشف، ولا مكتوم إلا ســيُعلم. وما اقوله لكم في الظلمة قولوه في النور، وما تسمعونه همسـا في الاذن نادوا به على السطوح "(متى10 :26-27)، و " الســراج إذا أوقِـد فـليـس ليوضع تحت المكيال بل على المسْــرَجة فيُضيءُ لجميع الذين في البيت"(متى 5 : 15). لكم اتمنى ايها الاخوات والاخوة ان يكون كتابي هذا سراجا متواضعا مضيئا...".
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]