تجمع البطوف يطلق حملة التحضير للمؤتمر السادس وللاحتفال بمرور 20 عامًا على تأسيس الحزب، والتحضير لمؤتمر حماية القدس
عبد الفتاح: الظرف الإقليمي، والمخططات الإسرائيلية تضعنا في امتحان الصمود في الوطن والتمسك ببرنامجنا وبدورنا الوطني الرائد

أقرت لجنة منطقة البطوف للتجمع الوطني الديمقراطي، في اجتماعها أمس الجمعة في مدينة سخنين، مجموعة من الخطوات تحضيرًا للمؤتمر السادس لحزب التجمع، الذي يأتي موعده الصيف القادم، وتحضيرًا للاحتفال بالذكرى العشرين لتأسيس الحزب وذلك في الثلاثين من آذار القادم. كما أقرت اللجنة مجموعة من النشاطات السياسية والثقافية والشعبية، وفي صلبها تنظيم نشاطات تحضيرًا للمؤتمر الوطني الشعبي لحماية القدس والأقصى، الذي أقرته لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، في اجتماعها الطارئ أوائل هذا الشهر.

كان افتتح الاجتماع، سكرتير المنطقة المحامي إياد خلايلة، الذي استعرض المهام الملقاة على عاتق لجنة البطوف، على المستوى التنظيمي الداخلي وعلى مستوى التفاعل مع قضايا المنطقة وأهلها.

وقدم الأمين العام للتجمع، عوض عبد الفتاح، مداخلة مطولة حول الوضع السياسي في العالم والمنطقة وتأثير هذا الوضع على واقعنا كشعب فلسطيني، وكجماهير فلسطينية داخل الخط الأخضر. وأسهب في حديثه عن الوقائع الراهنة، خاصة بعد العدوان الإجرامي على قطاع غزة والصمود الأسطوري للمقاومة، متوقفًا عند حكومة الوفاق الوطني الفلسطيني التي تراوح مكانها، وعند سلوك دولة الاحتلال التي استأنفت مخططها الكولونيالي في الضفة والقدس، وكذلك ممارساتها القمعية الوحشية، مفسرًا أن ما شجع إسرائيل على ذلك، هو أولاً: بنية الائتلاف الحاكم الحالي المتسم بالتطرف الشديد، وثانيًا: التحالفات مع أنظمة عربية كالنظام المصري والنظام السعودي وغيره والذي يرى فيها نتنياهو سندًا ودعمًا لإسرائيل.

"غير أن للواقع وجهًا آخر.."، قال عبد الفتاح، "إذ أن إسرائيل تواجه حملة متصاعدة مناهضة لسياساتها الكولونيالية والإجرامية على مستوى العالم، خاصة في أوساط المجتمع المدني حيث هناك شبكة واسعة من المناضلين والأحرار في فلسطين والعالم ينخرطون منذ سنوات في العمل على عزل إسرائيل، وكذلك تواجه إسرائيل انتفاضة بطولية مصغرة في مدينة القدس منذ أشهر طويلة، والتي قد تتسع وتنتشر في عموم الأرض المحتلة.

وواصل عبد الفتاح: "إن الظرف الإقليمي، والواقع العربي البائس حيث انتشار وتوسع منظمات القتل والموت كداعش وغيرها التي هي نتاج الاستبداد والهيمنة الإمبريالية وهو واقع مهمش للقضية الفلسطينية، يفرض علينا كشعب تحديات كبيرة؛ مثل إنجاح مشروع الوحدة الفلسطينية وتبني استراتيجية كفاحية حقيقية والتخلص من التردّد في الانضمام للمحافل الدولية، وخاصة محكمة الجنايات الدولية حتى تتمكن فلسطين من ملاحقة حكام إسرائيل المجرمين.

معركة عرب الداخل
أما على صعيد عرب الداخل، فقال: "لا يجوز أن ننظر إلى أنفسنا كضعفاء ولا حيلة لنا ولا قوة.. بسبب تفاقم التحريض والعداء ضدنا، فنحن أيضًا أقوياء، ونشكل رقمًا صعبًا في معادلة القوة ضد الصهيونية، وإلا لماذا كل هذا الخوف الصهيوني من وجودنا ودورنا. أليس لأننا فاعلون، ومتمسكون ببرنامج وطني ومدني-ديمقراطي وواقعي. أليس لأننا لا نخضع للإرهاب الإسرائيلي". وأضاف: "هنا، داخل الخط الأخضر، ميداننا للعمل الذي نستطيع أن نؤثر فيه، ومهمتنا الأساسية هو أن نجدد العمل في مشروع تنظيم صفوفنا كأقلية قومية، وإيجاد الصيغة المناسبة لتعزيز وتصليب العمل المشترك، في إطار لجنة متابعة منظمة تنظيمًا عصريًا، ومتماسكة ولها أسنان قوية".

وقال: "لقد آن الأوان لحسم قضية مأسسة لجنة المتابعة، فالتحديات الراهنة، والنقد الشعبي المتزايد على واقع اللجنة، ما عاد ليسمح باستمرار هذا الواقع، وعلينا جميعًا، كل مركبات اللجنة، أن نتحمل المسؤولية عن النهوض بهذا الجسم العربي التمثيلي المركزي. إنها مسؤولية وطنية وأخلاقية أمام شعبنا بأكمله، لأنه بذلك نصون وحدة شعبننا داخل الخط الأخضر ونقف سدًا أمام محاولات التفتيت الطائفي. لأن النجاح بذلك يمكننا ليس فقط من إنجاز البناء الداخلي وحماية أبنائنا وبناتنا، إنما أيضًا من تطوير دورنا الوطني والديمقراطي في مساندة نضال شعبنا من أجل الحرية والاستقلال والعودة وتحقيق العدالة. وأشار إلى أن ما يشجع على خوض التجربة مجددًا هو أن غالبية الحركات والأحزاب المنضوية في المتابعة أصبحت أكثر جدية وأكثر تصميمًا على إنجاح المهمة.

وفي تطرقه لدور حزب التجمع قال: "لقد أصبحت الحاجة للعمل المشترك ملحة أكثر من أي وقت مضى، وهذا ما يجب أن ندفع به بكل قوة وبقناعة كاملة. ونحن في التجمع نستطيع أن نرى الصورة من المنظار الوطني العام وليس من المنظار الحزبي الفئوي".

والتجمع يستطيع أن يقوم بدور كبير ونوعي على هذا الصعيد. وقد أثبت التجمع على مدار عشرين عامًا منذ تأسيسه أنه بوصلة وطنية في مواجهة الصهيونية ومواجهة الأسرلة. وأنه لن يتراجع قيد أنملة رغم كل ما تعرض له من حملات وملاحقات وتحريض ومؤامرات.
"هذا الحزب.." قال عبد الفتاح "يستحق أن يحتفل بذكرى تأسيسه بحفل مهيب في الربيع القادم".

وفي نهاية المداخلة، دار نقاش مطول حول كل ما طرح حول قضايا التنظيم وفصل المقال والسياسة. وقدم المتناقشون اقتراحات هامة تتعلق بكيفية إنجاح المهام المطروحة وتعزيز صفوف الحزب ودوره بين جماهيرنا الفلسطينية.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]