"الاتصالات مع اسرائيل لا تعني الحب" بهذه الكلمات اختصر الوزير خالد كلالده العلاقة مع اسرائيل بمناسبة مرور عشرين عاما على توقيع معاهدة وادي عربه، بينما يرى اخرون بان "السلام المكروه" لم يتحقق، بينما لم تنجز الاتفاقية التعرف على رفاة ومصير 550 جنديا اردنيا فقدوا في الحروب مع اسرائيل في اعوام 1948، 1967،1969 وحرب الاستزاف.

معاهدة وادي عربه، بين الاردن واسرائيل، التي جرى توقيعها عام 1994، يتغنى بها الجانب الاسرائيلي، حيث يقول السفير الاسرائيلي في الأردن دانييل نيفو" العلاقات الاستراتيجية بينهما تشهد تطورا متلاحقا". لكن يرد رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري على ذلك بان الهدف من وادي عربه حصول الاردن على الارض مقابل حصول اسرائيل على السلام، فلم نحصل على الارض بينما حصلت اسرائيل على السلام، وليؤكد ان المجتمع الاردني غير راضي عن نتائج وادي عربه، وحركة اللاتطبيع هي اكبر من حركة التطبيع الرسمي.

مهندس اتفاقية وادي عربه رئيس الوزراء الاسبق الدكتور عبدالسلام المجالي كان اكد في مقابلة سابقة مع "العرب اليوم" أن إسرائيل خرقت معاهدة السلام منذ حادثة الاعتداء على رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل في عمَّان عام 1997.

ووصف المجالي حينها أرض الباقورة الأردنية المحررة بعد اتفاقية وادي عربة بقوله "هي أرض مملوكة لليهود لكن السيادة عليها أردنية"، موضحا أن "المعاهدة وضعت شرطا يسمح للإسرائيليين باستغلالها على أن نتملكها بعد 25 عاما".

ويؤكد المجالي" الاتفاقية حمت الأردن من شر الوطن البديل مرحليا".

خرق اسرائيل لمعاهدة وادي عربه

وزير الشؤون السياسية والبرلمانية خالد كلالده اعترف بخرق اسرائيل لمعاهدة وادي عربه، خاصة ما يتعرض له المسجد الاقصى من محاولات التقسيم المكاني والزماني الذي احبطته الحكومة الاردنية، بفعل توقيع المعاهدة، لكن كلالده يؤكد" الاتصالات مع اسرائيل لا تعني الحب".
ويتابع في معرض نقده لاسرائيل" منذ متى العلاقة مع المحتل تكون طيبه" ليؤكد" لن تكون علاقتنا مع اسرائيل جيدة الا عند اعطاء الفلسطينيين حقوقهم".

ويعترف الكلالده بان "وادي عربه" حقق الاردن تقدما في حل بعض القضايا مثل دعم الشعب الفلسطيني خاصة فترة العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة، فكان الاردن هو الشريان الوحيد في العالم للشعب الفلسطيني.

ولا يخفي الكلالده استغرابه من سير المستوطنين اليهود باتجاه تنفيذ مخطط زماني ومكاني لتقسيم الاقصى ليؤكد" هذا امر غير مفهوم وتصعيد خطير لكنه توقف، وخيارنا هو السلم وكم يستجيب الطرف الاخر لهذا الخيار، لذلك فقد استطعنا احراج اسرائيل عدة مرات".

وزير الاوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور هايل الداود يرى بان وادي عربه اعترفت بحق الاردن والهاشميين في الولاية الدينية والادارية والقانونية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس، الامر الذي ساهم في الحد من التدخلات والانتهاكات التي تتعرض لها المقدسات في القدس الشريف.

ويؤكد الداود" لا نستطيع ان نقول بامانه ان وادي عربه منعت بالكامل الانتهاكات الاسرائيلية ضد المقدسات بل اننا اسهمنا في منعهم من التمادي ولولا وادي عربه فلا نستطيع وقف الانتهاكات للاقصى".

اتفاقية وادي عربه لم تحرر الاقصى

"اتفاقية وادي عربه لم تحرر الاقصى"، هكذا يعبر الوزير المختص عن متابعة شؤون المسجد الاقصى في الحكومة الاردنية، لكن الدواد يعيد التاكيد" وادي عربه كبحت جماح الانتهاكات الاسرائيلية واهلنا في القدس يعلمون هذا، ويقدرون قيمة الدور الاردني جيدا".

اما عن خرق الاسرائيليين لمعاهدة وادي عربه بخصوص المقدسات الاسلامية والمسيحية يؤكد الداود" سلطات الاحتلال تحسب حسابا كبيرا للاتفاقية قبل ان تقوم باية محاولات لخرقها".

طاهر المصري: لا اعلم عن بنود سرية

رئيس الوزراء الاسبق طاهر المصري يؤكد في مقابلة تلفزيونية، ردا على ان كان هناك بنودا سرية" لا اعلم عن بنود سرية في وادي عربه، وان وجدت، فلا اعتقد بانها دستورية لانها لم تمرر على مجلس الامة ولم يقرها".

ويؤكد المصري ان"السلام ليس باردا مع اسرائيل بل انه غير موجود عند المجتمع الاردني تجاه اسرائيل"، وهو ما ينفيه مسؤولون اسرائيليون بان السلام مع الاردن يمر باحسن احواله.

ويقلل السفير الاسرائيلي نيفو في مقابلة قبل ايام مع الاذاعة الاسرائيلية من دلالة الانتقادات الكلامية الصادرة عن القيادات السياسية في الأردن، وعلى رأسها الملك عبد الله الثاني، بسبب السياسات الصهيونية في القدس، مشيرا إلى أن هذه الانتقادات تندرج في إطار محاولة النظام الأردني امتصاص غضب الجمهور الأردني مما يجري في القدس، ومما جرى في غزة أثناء العدوان الصهيوني الأخير، ولتجاوز الضغوط التي تمارس على عمان من قبل أطراف عربية.

جملة التصريحات الصادرة عن المسؤولين الأردنيين، التي تنتقد السياسات الاسرائيلية، لم تحل دون مواصلة تبادل المعلومات، والتعاون الأمني وزيادة وتيرة التبادل التجاري والتعاون الاقتصادي. وادي عربه لم تحل كل القضايا العالقة بين البلدين، فما زال ملف المفقودين ورفاة الجنود الاردنيين خلال سنوات الصراع العربي الاسرائيلي غير معروفة ومعلومة برغم اعترافات قادة اسرائيل ومنهم رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ارئيل شارون في صحيفة يديعوت احرونوت بانهم سعوا خلال حروبهم مع الاردن لخطف واخفاء جنود اردنيين لامكان مبادلتهم مع اسرى قد يعقوا في ايدي الجيش الاردني، غير انه لم يقع اسير اسرائيلي واحد بايدي الجيش.

 550 اردنيا من جنود الجيش الاردني مفقودون

ويؤكد عميد الاسرى الاردنيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي سلطان العجلوني انه يوجد نحو 550 اردنيا من جنود الجيش الاردني مفقودين، وغير معروفي المصير.

ويؤكد العجلوني ان اهالي من ابناء هؤلاء المفقودين اتصلوا به بعد خروجه من سجون الاحتلال وطالبوه بتشكيل لجنة وطنية لمتابعة ملف المفقودين من ابناء الجيش الاردني.

ويؤكد انه التقى رئيس الوزراء الاسبق نادر الذهبي وطلب منه تشكيل لجنة مختلطة من الجيش والاجهزة الامنية واهالي المفقودين لمتابعة ملفهم والسعي لمعرفة مصير ابناء الوطن الذين ذهبوا بقرار سياسي لمواجهة اسرائيل في الحروب معها. قضايا كثيرة تؤكد ان مصير العشرات من ابناء الجيش الاردني لم تعرف حتى اللحظة، وكانت اخرها حكاية الشهيد محمود العبيدات من قرية يبلا، الذي قضى شهيدا في فلسطين عام 1967، وكان ضمن السلجات الرسمية بانه مفقود، بينما في سجلات القيادة العامة شهيد، وكذلك الشهيد علي الشبول الذي اعيد جثمانه الطاهر قبل سنوات بعد سنوات من دفنه من دون معرفة هُويته في فلسطين. وحسب العجلوني فان من حق هؤلاء الاردنيين ان يعرف اهلهم وذووهم مصيرهم ان كانوا مفقودين ام شهداء ام ما زالوا احياء، لذلك يدعو العجلوني لتشكيل لجنة رسمية اهلية لمتابعة هذا الملف.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]