ردا على زيارة رئيس الوزراء الفلسطيني الدكتور رامي الحمد الله للمسجد الاقصى المبارك عصر امس، اقتحم، رئيس بلدية القدس "نير نير بركات، صباح اليوم، المسجد الأقصى المبارك من باب المغاربة بحراسة من الشرطة الاسرائيلية.

وجاء اقتحام بريكات للأقصى بعد مشاركته يوم أمس في جلسات 'الكنيست' الخاصة بسحب الوصاية الأردنية على الأقصى، وبسط السيادة اليهودية الكاملة عليه.

وأوضح مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني أن رئيس بلدية القدس اقتحم وبصورة مفاجئة المسجد الأقصى عبر باب المغاربة، وقام بجولة في ساحاته، وسط تكبيرات المرابطين، مؤكدا انه اقتحام المسجد دون علم دائرة الأوقاف الإسلامية.

 أول رئيس بلدية يقتحم الأقصى

وأضاف الشيخ الكسواني ان "بركات" يعتبر أول رئيس بلدية يقتحم الأقصى، وبالتالي انضم للمجموعات المتطرفة واعضاء الكنيست الذين يقتحمون ويدعون لاقتحامه.

مؤسسة الاقصى: اقتحام "بركات" لا يزيل إسلامية المسجد الأزلية

ودانت مؤسسة الاقصى للوقف والتراث بشدة اقتحام بركات للمسجد الاقصى وقالت إن الاقتحام لا يمنح صاحبه الشرعية في اعتبار المسجد الاقصى جزءاً من نفوذ بلدية الاحتلال في القدس ، ولا يزيل اسلامية المسجد الأزلية .

وأشارت مؤسسة الأقصى الى أن رئيس بلدية القدس نير بركات اقتحم المسجد الاقصى صباح اليوم من جهة باب المغاربة ، برفقة ضباط كبار في شرطة لواء القدس ، وذلك للوقوف عن كثب على واقع الأحداث في المسجد الاقصى والاطلاع على سير عمل شرطة الاحتلال في هذا الجانب وفق ما ذكر مكتب رئيس بلدية الاحتلال .

وأوضحت المؤسسة في بيان لها أن بركات اقتحم المسجد ، برفقة عضو الكنيست موشي يوجيف ، وسلكا ما يسمى بـ "مسار المستوطنين" ، الذي يبدأ من باب المغاربة باتجاه المسجد القبلي ومن ثم منطقة المصلى المرواني انتهاء بالجهة الشمالية الشرقية للمسجد ومن ثم الخروج من باب السلسلة ، ولفتت الى أن عملية الاقتحام قوبلت برفض كبير من المصلين في المسجد الاقصى الذين أطلقوا التكبيرات والشعارات التي تؤكد حق المسلمين وحدهم فيه.

الحمد الله برفقة وفد مخابراتي فلسطيني الى الاقصى

وكان رافق الحمد الله في زيارته للاقصى قادة أجهزة الأمن الفلسطيني بما فيهم مدراء أجهزة الوقائي والمخابرات واعلن من الاقصى ان "القدس الشرقية هي العاصمة الأبدية للفلسطينيين، ولن يتم التوصل الى أي اتفاق لا يشملها".

وزير الامن الاسرائيلي اقترح تأجيل الزيارة الا ان الحمدالله رفض

وكان وزير الامن الداخلي يتسحاق اهرونوفيتش، قد تسلم صباح امس، معلومات تفيد ان رئيس الوزراء الفلسطيني في الطريق لزيارة القدس مع وفد كبير من المسؤولين الفلسطينيين. واجرى الوزير على الفور مشاورات مع كبار المسؤولين في الشرطة وضباط الألوية الذين اوصوا بتأجيل الزيارة لأسباب أمنية، وادعوا ان لهذه الزيارة ابعادا يجب الاستعداد لها.

وعندما فهمت الشرطة ان وفد الحمد الله غادر رام الله، وبعد توضيح الشاباك بأنه لا توجد أي معلومات حول امكانية المس بالزائرين، تقرر الاستعداد العاجل لاستقبال الوفد الفلسطيني. وابلغ اهرونوفيتش الأمر لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وقامت الشرطة بإرسال قوات الى منطقة الحرم القدسي.

وكشفت القناة العبرية الأولى مساء أمس تفاصيل جديدة عن كواليس سماح إسرائيل لرئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد لله وقادة أجهزة الأمن الفلسطيني بما فيهم مدراء أجهزة الوقائي والمخابرات، بزيارة الأقصى.

الزيارة مقابل التهدئة

وقالت القناة في تقرير بثته الليلة الماضية أن إسرائيل سمحت بزيارة الحمد الله وقادة الأجهزة لقاء قيامهم بتهدئة الأمور في الأقصى وفي محاولة للتقليل من تأثير حماس هناك والإشارة لها بأن السلطة متواجدة في الأقصى أيضاً.

وأضافت أن الزيارة تمت رغم معارضة الشرطة الإسرائيلية القاطع لهذه الزيارة بالإضافة لرفع وزير الأمن الداخلي "يتسحاق اهرونوفيتش" توصية بعدم السماح للحمد لله وحاشيته بزيارة الأقصى.

ولفتت القناة إلى أن قرار السماح للحمد لله بالدخول للأقصى جاء من المستوى السياسي وذلك بهدف تهدئة المواجهات المحتدمة مع المصلين هناك بالإضافة للمواجهات في القدس ككل.

تحليلات اسرائيلية: فتح وحماس!

بدوره تحدث محلل الشئون الفلسطينية في القناة "عوديد غرنوت" معقباً على ما جرى قائلا: "إن الزيارة آتت أكلها وكانت تهدف في الأصل لإرسال رسالة لحماس بأن السلطة لن تترك الساحة لها".

ونوّه إلى أن الحمد لله يحمل بطاقة كبار المسئولين "VIP" حيث تتيح له هذه البطاقة التجول أينما شاء شريطة تنسيق هذا الأمر مع إسرائيل وعدم الإدلاء بأي تصريح "تحريضي" ضد إسرائيل خلال الزيارة. على حد تعبيره.

وقال غرنوت إن حماس تحاول مؤخراً وبكل ما تملك من قوة إشعال النار في القدس والأقصى وإن زيارة الحمد لله جاءت كرسالة لحماس أكثر منها رسالة لإسرائيل واصفاً الزيارة بالناجحة.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]