من وجهة نظر إجتماعية، الأبوة والأمومة هي من أهم الأدوار في الأسرة. ولادة الأطفال وتوسيع وحدة الأسرة تضمن إستمرار وجود المجتمع البشري. الإنتقال الى مرحلة الأبوة يعتبر عملية نفسية حساسة في حياة الزوجين . العلاقة تتعرض إلى عدة تغييرات. لذلك هذا الإنتقال قد يؤثر على العلاقة بين الزوجين، حتى أنه يؤدي إلى إنخفاض درجة الرضا في الزواج.

بشكل عام، خلال سنوات الزواج الأولى هنالك إنخفاض كبير في الرضا الزوجي. بالإضافة إلى المتطلبات الإجتماعية والإقتصادية، الإنتقال إلى مرحلة الأبوة وإنضمام الطفل الأول يقلل من الوقت المشترك بين الزوجين. وقد أظهرت الدراسات أن هذا الانخفاض يحدث في كل الأحوال، وإنما هو أكبر بين الآباء والأمهات مقارنتاً للأزواج الذين بدون أطفال، على الأقل خلال السنة الأولى بعد الولادة.

الإنتقال إلى الأبوة يخلق، بسبب المفاهيم الرومانسية، التوقعات الخاطئة بين الأزواج الشابة. يشير المجتمع اإلى المتعة في ولادة الطفل وإنما في كثير من الأحيان الأزواج لا يدركون قوة التأثيرات الإجتماعية والإقتصادية عليهم. الخطوة الصحيحة التي ينبغي القيام بها هي تخفيض الرؤية الرومانسية والتوقعات المفرطة في الانتقال إلى الأبوة التي تساعد على الإنتقال الى هذه المرحلة بشكل أسهل.

لمرحلة الإنتقال معنى عميق، لأن الإنتقال في الواقع هو الطريقة التي حياة الفرد تتقدم وتتكشف. النمط "نهاية ومن ثم بداية" هي الطريقة التي ينمو من خلالها الإنسان ويتغير. لذا، بالرغم من أن يصعب علينا التركيز في قضايا مختلفة عند الإنتقال، علينا التعامل معها اذا أردنا أن نفهم ليس فقط ما يحدث ولكن أيضا لماذا ومتى وكيف يحدث ذلك.

ولادة الطفل الأول تعتبر عالميا مرحلة إنتقالية مهمة لأفراد الأسرة وتشكل جزءًا هامًّا جدا في تطوير الزواج.

التغيير الذي يحدث في حياة الأمهات بعد الولادة ضخم. التغييرات في جدول الحياة اليومية، تعدد المهام وقلة النوم يؤثرون على المزاج. أمهات جدد تصفن مشاعر السعادة والفرح بعد الولادة، وأحيانا الشعور بالقلق، الغضب، الشعور بالوحدة والإكتئاب.

بالإضافة، العلاقة بين الزوجين تتغير بعد الولادة. التغيير البارز يتعلق في الوقت الذي يقضيه الزوج سوياً . هذا منطقي إذ أن رعاية الأطفال تستهلك وقتا كثيرا. كلا الوالدين معا، وكل واحد منهما على إنفراد، يلاحظان أن بعد ولادة الطفل، لديهما أقل وقت لأنفسهما كأفراد وكزوج معاً. أزواج كثيرة، وخاصة الأمهات، تشيرو إلى أن كل شيء متعلق برعاية الطفل يتضمن المزيد من الوقت مما كان متوقعا قبل الولادة. بالإضافة إلى أن العمل في المنزل لا يختفي بل إنه يتكاثر. شخص جديد في المنزل يعني المزيد من الغسيل. الضيوف الذين يأتون للمباركة والتمتع بالطفل يعني المزيد من غسل الصحون، المزيد من الأوساخ في المنزل والمزيد من التسوق. بالإضافة إلى كل هذا روتين الطبخ، المهمات المختلفة المتعلقة في البيت وألخ.

فإذا، تعاون الزوج بالأعمال المنزلية ورعاية الأطفال هو قضية رئيسية التي تؤثر على العلاقة بينهما. تجربة النساء والرجال في التحول إلى الأبوة مختلفة، خاصةً لأن لديهم أدوار مختلفة كآباء. النساء عادة راضيات من الزواج أكثر من أزواجهن قبل ولادة الطفل، ولكن رضاهن ينخفض بعد ولادة الطفل الأول أكثر من أزواجهن. بالإضافة إلى ذلك، عندما يكون هنالك رضا في الزواج من كلا الطرفين، فان المهام البيتية تتوزع بشكل أكبر. بالإضافة، عند تواجد المزيد من الضغوطات في العلاقة الزوجية قبل الإنتقال إلى الأبوة، يزداد التوتر مع إستقبال الطفل الأول.

للدعم الإجتماعي تأثير على الرضا في الزواج، ويعتبر مهم خصوصا للأمهات العاملات. الشبكة الإجتماعية ودعم الأسرة خلال فترة الإنتقال إلى الأبوة تزيد من مستوى الإتصال مع الأسرة االموسعة مع إستقبال المولود الجديد.

النساء العاملات اللواتي ذكرن دعم إجتماعي منخفض، أيضا ذكرن إنخفاض بمستوى التوافق الزوجي. من المهم أن نلاحظ أن التغيرات في العلاقات مع أفراد الأسرة ليست موحدة. هناك أمهات وبنات تقتربن نتيجة لمساعدة الأم، وأحيانا المساعدة قد تسبب الغضب والتباعد. الآباء الجدد ذكروا أن أحيانا سبب التوتر بينهما هو نتيجة تدهور الوضع الإقتصادي. عندما يكون هناك القليل من المال في البنك، فمن الضروري وضع أولويات جديدة، وليس دائما هنالك إتفاق بين الزوجين حول تلك الأولويات. فمن الممكن أن يضطروا التخلي عن الكماليات المختلفة التي إعتادوا عليها من قبل وأحيانا أحدهما يجد نفسه الضحية الأولية.

من الممكن فهم الشعور في الإرهاق وفقدان الحيوية التي تميز الكثير من النساء أثناء الزواج والحياة الأسرية، خصوصا في مرحلة الإنتقال إلى الأمومة. التغييرات في مزاج المرأة هي نتيجة للتغييرات في جسمها، التي بعضها بارزة وواضحة وبعضها غير ملحوظة. عدم الإستقرار المزاجي قد يكون نتيجة الأعراض والتغيرات النفسية، الجسدية والهرمونية التي تتعرض لها المرأة. الأزواج الذين يتوقعون أنه بعد إنجاب الطفل الأول ستبقى الأمور كما كانت من قبل، يندهشون من كثافة التغييرات في حياتهم وفي العلاقة الزوجية وتأثيرها على الشعور الجسدي ومزاج كل منهما.

إنجاب الأولاد معا يخلق شعور خاص، يشبه "المجتمع" بين الزوجين، مما يعمق العلاقة خاصة اذا كانت التوقعات واقعية وكان الزوجين على إستعداد لتغيير العلاقة الحميمة بينهما. من المهم الملاحظة أن العلاقة الحميمة هي ليست بالضرورة العلاقة الجنسية فقط. إنها تشمل أيضا الشعور بالألفة والشراكة الفريدة. هنالك تجارب وأهداف خاصة فقط للشريكين، مما تخلق الشعور بالاشتراكية بين الزوجين وتشكل جزءا هامًّا في العلاقة الحميمة بينهما.

أحد الأسباب المباشرة للتوتر وانخفاض الرضا في الزواج حتى تفككه هو تقسيم المسؤوليات المنزلية بين الرجل والمرأة. إنضمام الطفل الجديد يخلق مشروع ذو دوام كامل، وإذا أضفنا الأشغال المنزلية على رعاية الطفل فهنا تبدأ التوترات. إذا العمل بالمنزل يخلق مشاكل عندما تكون الأمهات، وبعض الآباء، في إجازة الولادة، فقد تصبح المشكلة أكثر وضوحا عندما يشارك كليهما في العمل خارج المنزل.

- لتسهيل التعامل مع تلك التغييرات في مرحلة الأبوة المبكرة:

1. تخطيط مبكر لوصول الطفل وإنشاء خطة أبوية. مناقشة كيفية معالجة مجموعة واسعة من القضايا. كيفية التعامل مع زيارة الأقارب؟ من ومتى سيستيقظ كل منكما في منتصف الليل؟ وكيف كل واحد منكما يشعر تجاه سماح صرخة الطفل؟
بمجرد الحصول على نفس الصفحة جسديا، عاطفيا، وفلسفيا، الأمور ستكون أكثر سلاسة.

2. حافظوا على التواصل الكلامي بينكما من خلال مشاركة الأحاسيس والأفكار.

3. كونوا على موعد كل أسبوعين للحفاظ على العلاقة بينكما. تابعوا القانون- مسموح التحدث عن الطفل في عشر الدقائق الأولى فقط . 

 

للمزيد من المعلومات والاستفسار زوروا هذه الصفحات

https://www.facebook.com/PHILIAint

www.minerva-familiy-coaching.com

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]