"إيمانًا بقدرة الفنّ على تحريك الجمود القائم وكسر الجليد الذي تُدفن تحته القضايا الشائكة" شارك يوم السبت الماضي (25.10.2014) مجموعة من الفنّانين والعاملين في القطاع الثقافيّ في جولةٍ بحثيّة في النقب نظّمها مركز عدالة وجمعيّة الثقافة العربيّة، حيث زارت المجموعة عددًا من القرى غير المعترف بها، وقرى أخرى لم يغيّر الاعتراف بها أي من ظروفها العصيبة من حيث المسكن، البنى التحتيّة والخدمات.

وهدفت الزيارة إلى إطلاع الفنّانين على أحوال قرى النقب عن كثب، في ظل حرمان الأهالي من الخدمات الأساسيّة؛ كالماء والكهرباء والمدارس والخدمات الصحيّة، والأهمّ – حرمانهم من حقّهم بالمسكن، من دون التنازل عن أرضهم ونمط حياتهم. كما اطّلعت المجموعة على الأساليب التي ينتهجها أهالي النقب لمواجهة التحدّيات المفروضة عليهم والحفاظ على وجودهم.

تضمّنت الجولة البحثيّة زيارة لقرية عتّير- أم الحيران، اللقيّة، السرّة وخشم زنّه، بمرافقة وإرشاد خليل العمور من مكتب عدالة في النقب وفادي مسامرة مدير المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها. كذلك التقت المجموعة بأهالي القرى كما استمعت إلى ممثّلين عنهم في كل من القرى واطلعت على قصص الممارسات القمعيّة والتهجيريّة؛ من هدمٍ وجرفٍ وحرمان من الخدمات، المستمرّة على أرض النقب رغم إسقاط مخطّط برافر على الورق. هذا ويشكّل العرب في النقب اليوم أكثر من 26% من مجمل سكّانه، يصارعون على البقاء في ما لا يزيد عن 5% من مجمل أراضيه، بعد مصادرة غالبيّة أراضيهم، بينما تصرّ إسرائيل على حصرهم فيما لا يزيد عن 3% من الأرض.

وجاءت المبادرة لجولة الفنّانين من قبل مركز عدالة وجمعيّة الثقافة العربيّة، حيث هدف العمل إلى تشجيع القطاع الثقافي والفنّي الذي تنشط فيه جمعيّة الثقافة العربيّة على لعب دور فعّال في القضايا الاجتماعيّة والسياسيّة، وخاصةً القضايا الشائكة التي يمثّل فيها مركز عدالة أهالي النقب دفاعًا عن حقوقهم في الأرض والخدمات. ويأمل مركز عدالة وجمعيّة الثقافة العربيّة "أن تلهم الزيارة المشاركين في أعمالهم وكتاباتهم التي من شأنها أن ترفع الوعي الجماهيري بقضيّة النقب، خاصةً وقد غاب النقب وأهله عن الأضواء بعد الإلغاء الرسميّ لمخطّط برافر التهجيري، وزاد التعتيم بعد العدوان الدموي الأخير على غزة وأهلها." 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]