يتضح من بروتوكولات لجنة شؤون الضفة، المتفرعة عن لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، ان رئيس مجلس مستوطنة كرني شومرون، يغئال لاهف، ادعى امام اللجنة ان "سفر العمال الفلسطينيين على متن الحافلات الاسرائيلية المسافرة الى الضفة، يعتبر "انتصارا على المحتل اليهودي"، ولذلك دعا الى منع سفر الفلسطينيين على متن هذه الحافلات، وهو ما تبناه وزير الأمن موشيه يعلون في قراره المتعلق بهذا الشأن، كما نشرت "هآرتس" يوم الأحد الماضي.

وذكرت صحيفة "هآرتس" في تقرير تكشف فيه بروتوكول الجلسة التي تحدث خلالها لاهف، ان عضو الكنيست موطي يوغيف (من البيت اليهودي) عقد اجتماعا للجنة الفرعية لشؤون الضفة الغربية، في 12 نوفمبر 2013، لمناقشة "ضائقة الباصات" في المناطق. ويوضح البروتوكول الادعاءات التي ادت الى قرار يعلون، وكذلك موقف الجيش الذي لم يعتبر سفر العمال الفلسطينيين على متن الحافلات يشكل خطرا امنيا. وخلال تلك الجلسة طرح عدد من المستوطنين والمستوطنات ادعاءاتهم بشأن سلوك الفلسطينيين في الباصات، ومن بينها الادعاء بتحرشهم الجنسي بالفتيات، وامتلاء الحافلات بالفلسطينيين وبالتالي عدم بقاء امكنة لليهود!

لم يخلوا مقعدا لزوجته الحامل

وادعى احدهم بأن الفلسطينيين لم يخلوا مقعدا لزوجته الحامل، فيما ادعى آخر ان المسنين اليهود يقفون في الباصات لأن العمال الفلسطينيين لا يخلون مقاعد لهم. وادعت مهندسة من اريئيل ان السائقين اليهود يتركون العمل بسبب الكم الكبير من المسافرين الفلسطينيين على متن الحافلات، ولذلك يعمل مكانهم سائقون عرب، وهم "بالطبع يمنحون معاملة افضل لأبناء شعبهم" على حد تعبيرها. وادعت ان السائقين العرب يوقفون الحافلة بجانب العمال الفلسطينيين أولا وليس الى جانب النساء اليهوديات!

ورد المدير العام لشركة الباصات "افيكيم"، بن حور احفات، على هذه الادعاءات قائلا ان غالبية السائقين لديه هم يهود من سكان المستوطنات. وبعد سماع ادعاءات المستوطنين، تحدث قادة السلطات المحلية في المستوطنات، حيث ركز نائب رئيس بلدية اريئيل يحيئيل توهامي، على مسالة الخطر الأمني، وقال: "اعرف ان الجيش يتحدث طوال الوقت عن اختطاف جنود، لا حاجة لاختطاف الجنود من مواقف الباصات، يمكن لشخص ان يقوم في الصباح ويصعد الى الحافلة وبدعم من عدد كبير جدا من الفلسطينيين، يمكنه الوصول الى مفترق اريئيل تقريبا، ووضع شيء ما للسائق، واخذ الباص واختطاف خمسة مواطنين يهود الى جماعين (قرية قرب اريئيل)، ومن جماعين الى نابلس، وكل شيء مفتوح".

المواصلات العامة لدينا مدرعة امام النيران

واضاف رئيس مجلس كرني شومرون يغئال لاهف: "المواصلات العامة لدينا مدرعة امام النيران. وليس لدى الفلسطينيين ما يبحثون عنه في حافلات مدرعة امام النيران. من ناحية الحلول، طرحنا مقترحات عدة مرات، ولكن الرسالة الأساسية التي يجب ان تكون هي منع الفلسطينيين من الصعود الى الباصات المدرعة".

واضاف: "لا شك انهم كشفوا الحلقة الضعيفة لدينا: اليسار الذي يسمح لهم بالسفر الانساني، والسائق العربي، وانا اوافق مع ما قيل هنا بأن 99% من السائقين هم عرب – فهذا السائق لا يستطيع معارضة من يتواجد على الرصيف. لا شك لدي ان الأمر سيختلف لو كان السائق يهوديا".
وحسب رأيه فان العربي يربح عدة مرات، مرة يربح الراحة ومرة ثمن بطاقة السفر. واضاف: "من جانب اخر اعتقد ان هذا يعتبر نوعا من الانتصار على المحتل اليهودي، لأنه يفعل ما يشاء على متن الحافلة. منذ لحظة صعوده اليها يعتبر منتصرا لأنه يسيطر على باص لليهود. الأمر الثالث والأسوأ، انه يكتسب متعة السفر مع البنات اليهوديات. انا اقول لكم ان مسألة انتهاء ذلك بعملية قتل هي مجرد مسلة وقت."

عمال بتصاريح قانونية

لكن الكولونيل تساحي لوغاسي اوضح ان القصص التي سمعها لا تمت الى الواقع بصلة. وقال: "نحن نعمل في هذا المجال منذ عامين على الأقل وقمنا خلالها باجراء فحوصات، تعقبنا هذه الخطوط وشاهدنا الكميات، غالبية هؤلاء الناس هم اناس خرجوا بموجب تصاريح عمل، وليسوا اناسا يتواجدون بشكل غير قانوني".

وتضيف "هآرتس": "يدعي لاهف انه يتبين من فحص لدى الشرطة انه تم تقديم عدد قليل من الشكاوى بشأن التعرض للعنف او التحرش الجنسي في الباصات، لكنه يتبين من فحص اجرته "هآرتس" انه تم خلال 2014 تقديم شكوى واحدة الى الشرطة تتعلق بالتحرش الجنسي، وكانت بالذات من قبل شابة عربية اسرائيلية".

ما يريده العمال هو العودة الى بيوتهم فقط

وبالنسبة للخطر الأمني، اوضح لوغاسي "ان ما يريده العمال هو العودة الى بيوتهم فقط." وقال: " الفلسطيني الذي يخرج من تل ابيب ويريد الوصول الى قرية حارس، او منطقة ارئيل، ستتوفر له مواصلات اكثر ملائمة، وسيسافر على متن الحافلة. انه يريد الوصول الى بيته في نهاية الأمر". واضاف: "من السهل اضفاء الصبغة الأمنية على كل شيء، ولكن بالنسبة لنا ليست هذه هي المسألة. بشكل جارف، نعتقد في قيادة المركز ان الحل يكمن في زيادة عدد الباصات، وهذا ما يجب ان نوجه نحوه".

وفي تلخيصه للنقاش قال النائب يوغيف: "اريد التوجه الى قائد المنطقة، يجب تشجيع اغلاق الدائرة. اذا كان (يمكن) ذلك عبر معبر ايال مع توفير مواصلات عامة مناسبة وكافية، الأمر الذي سيحرر الخطوط للجمهور اليهودي، وعبر تفعيل خطوط تشجع السفر الى الجهات التي يريد الجمهور الوصول اليها بدون تعريف ذلك كفصل بين الجمهورين". يشار الى ان النظم التي تم نشرها في مطلع الأسبوع تمنع العمال الفلسطينيين من السفر على متن الحافلات مباشرة الى الضفة، وانما تلزمهم بالتوجه الى معبر ايال البعيد عن التجمعات الاستيطانية، والسفر من هناك الى بيوتهم.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]