يظن الكثيرون أن الأطباء محصنون من المرض أو الإعياء، ويستغربون اذا سمعوا عن طبيب تعرض لوعكة صحية أو مرض ما، لأن الطبيب وجد لشفاء المرضى ومعالجتهم. فهل سيتقبل أحد أن يتعرض طبيب ما لحادث عمل خلال عمله، فهذا ما لم تعترف به مؤسسة التأمين الوطني.

وتعود القصة الى عامين، عندما وصل طبيب عائلة من منطقة الشمال الى عيادته التي تقع في الطابق الثاني من المبنى، وتناول من سيارته صندوقين من ورق الطباعة من حجم A4 ، التي يحتاجها لعمله، وصعد بهما الى العيادة، وهناك أنزل الحمولة لكنه شعر عندها بآلام شديدة في كتفيه.

من جهتها رفضت مؤسسة التأمين الوطني الاعتراف بآلام الكتفين لدى الطبيب كـ"حادثة عمل".

هنا توجه الطبيب إلى المحامي سامي أبو وردة في حيفا، المتخصص في قضايا التأمين الوطني والأضرار الجسدية، ورفع دعوى بواسطته ضد التأمين الوطني.

وتدعي مؤسسة التأمين الوطني أنه لم يثبت لها أن هذه كانت "حادثة عمل"، وأن رفع صناديق ورق من قبل الطبيب لا تعتبر "حادثة".

في الدعوى التي قدمها المحامي سامي أبو وردة باسم موكله الطبيب، الى محكمة العمل اللوائية في حيفا، جاء أن "ما حدث للطبيب يعتبر "حادثة عمل"، لأنه رفع وحمل صندوقي الورق الى عيادته لحاجته إليهما في عمله، ولهذا يستحق تعويضات عن الأضرار التي لحقت به وبعمله".

لا شك أن القضاة سيقفون أمام قضية غير مسبوقة في دعاوى التعويضات، وعليهم أن يتخذوا قرارا جريئا، والبت في جوهر القضية "هل يعتبر حمل ورفع أوراق للعيادة جزءا من عمل الطبيب، أم لا؟"

وهذا ما سنعرفه قريبا بعد النظر في القضية. 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]