أدت الاستفزازات المتكررة التي يقوم بها قطعان اليمين المتطرف وعلى رأسهم نواب اليمين في الكنيست للقدس والمسجد الاقصى تحديدا، وردود الافعال من الجانب الفلسطيني، سواءً بتفيذ عمليات فدائية أو قرار القيادة الفلسطينية التوجه إلى الأمم المتحدة، أدت الى تعكير الأجواء وخلق حالة من التوتر ليصبح المشهد مشابها لما كان عليه قبيل اندلاع هبة اكتوبر عام 2000.

مراسل "بكرا" تحدث الى عددٍ من الباحثين والمحللين ليستنبط منهم الى ما ستؤول اليه الاوضاع، وهل نحن على اعتاب انتفاضة ثالثة؟!..

امكانية اندلاع انتفاضة جديدة ضئيلة

وقال د. عادل مناع الباحث في معهد فان لير بالقدس والمؤرخ بتاريخ الشرق الاوسط، ردًا على سؤالنا: جوابي على هذا السؤال مركب بعض الشيء،ولا يمكن التنبؤ او توقع ماذا سيحدث. وكما في كل موضوع تحاول من خلاله استشراف المستقبل، ليس من السهل توقع الاحداث، لكن هناك عدة سيناريوهات متوقعة، ويتعلق الموضوع بسلوك عدة اطراف في الايام والأسابيع القادمة.

"مبدئيا من الممكن ان تتطور الاحداث في القدس الى انتفاضة جديدة، لكنني اعتقد ان إحتمال ذلك ضئيل، فهذه الأحداث ستبقى محصورة بأفعال محلية دون ان تتطور وتتسع رقعتها"- قال مناع.

وتابع مناع: لماذا اقول ان هناك امكانية ان تبقى الاحداث محلية؟ لان موقف السلطة الفلسطينية ورئيسها ضد انتفاضة واستعمال العنف والسلاح في هذه الايام اكثر من ذي قبل، لان السلطة ومنذ ما يقارب العقد تتعامل امنيا وتنسق مع اسرائيل، ومن جهة اخرى فهي تتخوف من تصنيف الفلسطينيين في العالم كإرهابيين كما يحدث في العالم العربي. 

اسرائيل لها مصلحة بدفع الفلسطينيين الى انتفاضة جديدة

وتابع مناع:اعتقد ان نتنياهو واليمين المتطرف لهم مصلحة في اندلاع هبة فلسطينية جديدة، ليسهل الامر على اسرائيل ادارة صراع عسكري عنيف ضد الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وغزة في حال قامت المقاومة بإطلاق صواريخ على اسرائيل، وهذا افضل وضع لإسرائيل للخروج من مأزقها السياسي في هذه المرحلة كونها متهمة من قبل دول كثيرة في العالم على انها تعيق التوصل الى حل سياسي مع الفلسطينيين. ولذلك فهي المسؤولة عن تدهور الاوضاع في القدس.

موقف السلطة ضد انتفاضة جديدة


وأسهب مناع: الخروج من هذا المأزق بالنسبة لاسرائيل هو اندلاع انتفاضة جديدة تمكن اسرائيل من تسويق موقفها عالميا على ان التنظيمات الفلسطينية لا تختلف عن تنظيمات اسلامية كداعش والنصرة كما يحلو لنتنياهو تسويق الامر مؤخرا. لذلك اعتقد ان اليمين ونتنياهو ومن اجل الخروج من هذا المأزق فمن مصلحتهم الدفع الى انتفاضة جديدة، لكن ومع كل ذلك اعتقد غالبية الفلسطينيين في الضفة الغربية ليس من مصلحتهم اندلاع انتفاضة جديدة.

دوامة معينة من العنف

وتابع مناع:كل ما ورد سابقا هو تحليل منطقي وعقلاني للمشهد،لكن يبقى هناك احتمال ان تندلع انتفاضة جديدة في حال استمرت سياسات اسرائيل في اقتحامها للمسجد الاقصى واستمرارها في سياسة القوة ومحاولة اليمين المتطرف بناء الهيكل في الحرم القدسي،والتضييق على اهالي القدس، فكل ذلك من شانه ان يفجر الاوضاع شعبيا برغم موقف السلطة الفلسطينية التي ستكون عاجزة عن لجمها من خلال عمليات بأدوات جديدة كما ظهر في الايام الاخيرة. وفي حال خرجت السيطرة من ايدي السلطة الفلسطينية واندلعت هبة شعبية من القاعدة فستدخل اسرائيل بدوامة معينة من العنف وبالتالي هذا سيؤدي الى مواجهة دامية مع الجيش الاسرائيلي كما يحلو لنتياهو للخروج من مأزقه السياسي محليا وعالميا ولكي يحاول اتهام الفلسطينيين في اشعال المنطقة.

انتفاضة جديدة لن تؤدي الى اراقة الدماء في الداخل الفلسطيني

وردًا على سؤالنا أنه وفي حال اندلعت الانتفاضة هل ستكون لها انعكاسات على الداخل الفلسطيني؟ ختم مناع قائلا:بطبيعة الحال ستنعكس على الداخل، لكن لن يؤدي الامر الى ما كان عليه في احداث اكتوبر 2000 ،لأننا لم نلمس احداثا تذكر في اثناء العدوان على غزة سوى بعض المظاهرات هنا هناك دون مواجهات تذكر مع الشرطة،بالمقابل اعتقد ان الشرطة تعلمت الدرس من احداث اكتوبر ولن تكون ايادي قواتها سهلة على الزناد.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]