حذر قيادي في الشرطة الإسرائيلية اليوم صباحًا من تدهور الأوضاع في القدس مؤكدًا أن هنالك مؤشرات لاندلاع انتفاضة شعبية رافضًا تعريفها بالانتفاضة الـ 3.

وعلل القيادي في الشرطة، وهو قائد سابق في منطقة القدس، ويدعى اساف حيفتس، تصوره بأن ما يحدث حاليًا من عمليات هو غضب جماهيري وليس اعمالا منظمة، حيث ووفق التحقيقات الإستخباراتية لم تحدد أي علاقة- تنظيمية- بين منفذي الثلاث عمليات الأخيرة وبين تنظميات فلسطينية.

بدوره قال ديفيد بيرل رئيس المجلس الاقليمي لمستوطنة "غوش عتصيون" إن تواصل عمليات الدهس من قبل الفلسطينيين يثبت دون أدنى شك أننا في خضم انتفاضة ثالثة.

وزعم بيرل في تصريحات خاصة أن الانتفاضة الجديدة يقف وراءها التحريض والتشجيع من قبل جهات وفصائل فلسطينية، بالإضافة لتحريض رئيس السلطة الفلسطينية عباس عليها.

حول هذا الموضوع كان لـ "بكرا" حديث مع د. مهند مصطفى، المحاضر في العلوم السياسية في جامعة حيفا، والباحث في "دراسات"- المركز العربي للحقوق والسياسات فقال: في حال تجاوزنا المسميات، هل هي انتفاضة ام هبة شعبية ام غير ذلك، سنلاحظ أن هنالك حركة نضالية واضحة في القدس، وهي تتصاعد بشكل ملحوظ وتأخذ اشكالا عنيفة وجديدة من النضال. هذه الحركة تنبع من عدة اسباب، وما دامت الاسباب قائمة، وفي المقابل رد الفعل الاسرائيلي والتصعيد على ما هو عليه، فبإعتقادي ان الاوضاع ستتطور اكثر.

وتابع مصطفى: جدير بالتوضيح أن هذه الاحداث، لم تبدأ في ايام الأربعاء الأخيرة، فقد بدأت منذ اشهر وتصاعدت من خلال تنوع اساليب النضال الجديدة.

اليمين ليس له مصلحة في نشوب هبة/ انتفاضة جديدة

وردا على سؤال مراسلنا هل لليمين المتطرف مصلحة في اشعال انتفاضة جديدة قال د. مصطفى: اليمين الإسرائيلي ليس له أي مصلحة في نشوب هبة فلسطينية جديدة، فهو يصعد ويستخدم مختلف الأساليب لتغيير الواقع المتعارف عليه دوليًا في القدس، لكن دون أن يدفع ثمن ذلك عبر رد فلسطيني ودون أن يصل إلى حالة ترضي الفلسطينيين ايضًا. فتصعيد اليمين لا يقتصر على اقتحامات الأقصى، هو مستمر في البناء في المستوطنات وتوسيعها والضغط على الحكومة لإصدار مناقصات جديدة وتضييق الخناق أكثر وأكثر على القدس ومحيطها ناهيك عن شراء بيوت عربية.

لا شريك في الجانب الاخر

وأسهب مصطفى في حديثه إلى "بكرا": بعيدًا عن اليمين، خطاب نتنياهو، رئيس الحكومة الإسرائيلية، كان دائما محاولا ربط النضال الفلسطيني بالارهاب، وهذا ليس بجديد، حتى قبل ان يكون رئيسا للحكومة، وتجلى ذلك في كتبه. نتنياهو يحاول استغلال هذه الاحداث ضمن فكره الايدولوجي والمضي في منع اقامة دولة فلسطينية، وتكريس مقولة ان لا شريك في الجانب الاخر.

وقال: اتهامه لـ "أبو مازن"، الرئيس الفلسطيني، بالتحريض مما أدى إلى وقوع أحداث القدس، ليس صدفة، بل له مصلحة في ذلك لكي يقول للعالم ان السلطة الفلسطينية هي المسؤولة عن تدهور الحالة الراهنة مما يخرجه من مأزقه السياسي الحالي. فبعد النقد الأمريكي له، وخسارته دبلوماسيًا لهذا الحليف وإن كان مؤقتًا فقط، أضف إلى ذلك خسارات دبلوماسية متتالية لحلفاء في اوروبا آخرها لندن والسويد، وضعفه داخليًا منذ العدوان الأخير على غزة الذي أدى إلى خسائر بشرية ومادية باهظة دون تحقيق الأهداف تقريبا، بات يحتاج نتنياهو إلى "القشة" التي تعيد إليه اعتباره السياسي، خاصة وان الأبحاث الأخيرة اشارت إلى تضعضع شعبيته في المجتمع الإسرائيلي مقابل زعيم البيت اليهودي نفتالي بينت وان كان لا يزال يتجاوزه من حيث الشعبية الجماهيرية.

الداخل الفلسطيني ما زال يعيش صدمة اكتوبر

وعن انعكاس انتفاضة جديدة على الداخل الفلسطيني ختم مصطفى وقال:بلا شك ستنعكس الانتفاضة على الداخل الفلسطيني، والداخل الفلسطيني متداخل بشكل مباشر خاصة في الحرم القدسي حيث يتواجد هناك الكثير من المرابطين يوميا، والفرق بين اكتوبر 2000 وبين الاحداث الراهنة ان احداث اكتوبر 2000 كانت دامية واستشهد خلالها 13 شابا من الداخل، واعتقد ان الداخل ما زال يعيش صدمة اكتوبر 2000 ، لذلك اعتقد ان انتقال الاحتجاج الى الداخل الفلسطيني سيكون بطيئا جدًا ومتأخرًا واقل دموية، واظن ان الشرطة تعلمت الدرس من احداث اكتوبر، لكن ليس بالشكل التي نصت عليه لجنة "اور"، وما زالت الشرطة تتعامل مع العرب على انهم اعداء. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]