انطلقت منتصف اليوم فعاليات احياء الذكرى العاشرة لاستشهاد القائد أبو عمار في مدينة رام الله، ووضع رئيس دولة فلسطين محمود عباس، اليوم الثلاثاء، إكليلا من الزهور على ضريح الشهيد ياسر عرفات بمقر الرئاسة في رام الله في الذكرى السنوية العاشرة لاستشهاده، وثم قرأ سيادته سورة الفاتحة على روح الشهيد عرفات، قبل توجهه إلى الاحتفال المركزي للمناسبة.

واستشهد عرفات بعد صراع مع المرض، بعد أن حاصره جيش الاحتلال الإسرائيلي في مقره برام الله بالضفة الغربية على مدى أكثر من عامين، حيث تم تشخيص في السنة الأخيرة من حياته جرح في المعدة وحصى في كيس المرارة، وعانى ضعفًا عامًا وتقلبًا في المزاج، فعانى من تدهور نفسي وضعف جسماني.

وكان المستشار الخاص للرئيس عرفات بسام أبو شريف أكد أن عرفات قتل بالسم وكشف النقاب عن نتائج بحث- دام شهورًا- حول نوع السم الذي استخدم في اغتياله، موضحاً أن السم يدعى ” ثاليوم” “THALIUM” وهو سم غريب وغير متداول ويصعب اكتشافه أو اكتشاف أثاره أو مقدماته، وهو سائل لا لون له ( شفاف) ولا رائحة ولا طعم.

وذكر أبو الشريف أن هذا السم مستخرج من عشبة بحرية نادرة وأنه يمكن وضعه دون ملاحظة في الماء وفي الأكل أو حقنه من خلال إبرة في شريان وعروق أو جلد إنسان.

محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكنيته “أبو عمار”

وعرفات اسمه الحقيقي محمد ياسر عبد الرؤوف عرفات القدوة الحسيني وكنيته “أبو عمار”، وهو رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
وترأس منظمة التحرير الفلسطينية سنة 1969 كثالث شخص يتقلد هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1964، وهو القائد العام لحركة فتح التي أسسها مع رفاقه عام 1959.

وأهم تحول سياسي في مسيرته حدث عندما قبل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 بعد انعقاد مؤتمر مدريد، وبعد قبول المنظمة بحل الدولتين دخل في مفاوضات سرية مع حكومة الاحتلال الإسرائيلية تمخضت عن توقيع اتفاقية أوسلو والتي أرست قواعد سلطة وطنية فلسطينية في الأراضي المحتلة وفتح الطريق أمام المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

بعد مباحثات كامب ديفيد وطابا بدأت الدوائر الأمريكية وأوساط من الحكومة الإسرائيلية وبعض السياسيين الإسرائيليين بالقول إن ياسر عرفات لم يعد يعتد به، بمعنى عدم جدوى التفاوض معه.

إقصاء وتضييق

وقامت “إسرائيل” بمنعه من مغادرة رام الله، لذلك لم يحضر عرفات مؤتمر القمة العربية في بيروت في 26 مارس 2002 خشية ألا يسمح له بالعودة إذا غادر الأراضي الفلسطينية.

وفي 29 مارس من نفس السنة حاصرته قوات الاحتلال الإسرائيلية داخل مقره في المقاطعة مع 480 من مرافقيه ورجال الشرطة الفلسطينية، وهكذا بدأت حالة من المناوشات التي يقتحم خلالها الجيش الإسرائيلي ويطلق النار هنا ويثقب الجدار هناك.

وتعرض عرفات من قبل الإدارة الأمريكية و”إسرائيل” لحملة لإقصائه عن السلطة أو إبعاده عن مركز القرار فيها بدعوى تحميله مسؤولية ما وصلت إليه الأوضاع في أراضي السلطة الفلسطينية من تدهور.

ففي يوم 24 مايو2002 طلب الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش تشكيل قيادة فلسطينية جديدة، وبسبب الضغط الدولي وانسداد الأفق السياسي اضطر عرفات للتنازل عن بعض صلاحياته لرئيس الوزراء محمود عباس، ولكن الأخير سرعان ما استقال وتولى المنصب أحمد قريع.

وتدهورت الحالة الصحية للرئيس عرفات تدهورًا سريعًا في نهاية تشرين الأول/أكتوبر 2004، قامت على إثره طائرة مروحية
بنقله إلى الأردن ومن ثمة أقلته طائرة أخرى إلى مستشفى بيرسي في فرنسا في 29 أكتوبر 2004.

وقد أعلن التلفزيون الإسرائيلي في 4 نوفمبر 2004 نبأ موت الرئيس عرفات سريريًا وأن أجهزته الحيوية تعمل عن طريق الأجهزة الإلكترونية لا عن طريق الدماغ. وبعد مرور عدة أيام من النفي والتأكيد على الخبر من مختلف وسائل الإعلام، تم الإعلان الرسمي عن وفاته من قبل السلطة الفلسطينية في 11 نوفمبر/تشرين الثاني 2004.

ودفن في مبنى المقاطعة في مدينة رام الله بعد أن تم تشيع جثمانه في مدينة القاهرة، وذلك بعد الرفض الشديد من قبل الحكومة الإسرائيلية لدفن عرفات في مدينة القدس كما كانت رغبه عرفات قبل وفاته.

ورغم مرور عشرة أعوام على استشهاد عرفات لم يعرف بعد من قام باغتياله.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]