قال والد الطفل المقدسي صالح محمود لمراسل موقع بكرا إن طفله صالح 10 اعوام خسر بصره جراء إصابته برصاص الاحتلال الاسرائيلي في بلدة العيسوية قبل ايام نقل على اثرها الى مستشفى المقاصد بالقدس ولاحقا الى مستشفى هداسا في عين كارم.

وروى سامر محمود والد الطفل تفاصيل الحادث بقوله " بينما كان صالح ذاهباً لشراء الخضار من بقالة في بلدة العيسوية , اذ اطلق احد القناصة رصاصته من مسافة قريبة جدا باتجاه نجلي الامر الذي ادى الى اصابته بجروح عند أنفه بالقرب من عينه اسفر عن حصول نزيف في العين اليمني وتهتك في الأنف، حيث وصف الاطباء جروحه ما بين متوسطة الى خطيرة ، استدعت إجراء عمليتين له في عينه اليسرى لمدة تجاوزت الـ10 ساعات".

وتابع يقول " بعد ان وصلني خبر اصابته توجهت الى مستشفى المقاصد مسرعا وكان الاطباء يحاولون السيطرة على النزيف الحاد الذي اصابه الا ان صعوبة و خطورة الوضع دفعتنا لنقله لمستشفى هداسا عين كارم , وفي يوم الحادث وصلت مجموعة من ضباط الشرطة للتحقيق معي و قاموا بتصوير صالح قبل و بعد القيام بالعملية ".

الوالد يتساءل كيف لطفل ان يكمل حياته دون البصر

وتساءل الوالد كيف لهذا الطفل و الذي لم يتجاوز العشر سنوات ان يكمل حياته و تعود الى طبيعتها دون البصر , مشيرا الى الحالة النفسية الصعبة التي تعاني منها والدته بعد اصابة نجلها فقد اجهشت بالبكاء حين راته وهو مصاب.

و تابع سامر محمود " حين ينتهي مفعول الادوية يستيقظ صالح من اصابته و يستذكر القصة التي حصلت معه و كيف اطلق القناص الرصاص عليه ".

وشدد على أن إطلاق النار على نجله كان دون مبرر، كونه كان ذاهباً لشراء الخضار من بقالة ، موضحا أن صالح أصيب من مسافة قريبة جداً أثناء مواجهات كانت مندلعة في البلدة احتجاجاً على اغلاق مداخل العيسوية.

المطالبة بتقديم الفاعلين للعدالة

وانهى حديثه بمناشدة وسائل الاعلام متابعة قضية ابنه وتقديم الفاعلين الذين اصابوا نجله الى العدالة.

الطفل اصيب بينما كان يتجمهر أهالي القرية

بدوره قال مدير مدرسة العيسوية الاعدادية خضر عبيد، ان الطفل اصيب بينما كان يتجمهر أهالي القرية مع طلاب المدارس للاحتجاج سلميا أمام المكعبات الاسمنتية التي تضعها قوات الاحتلال الاسرائيلي في شوارع البلدة .

واكد عبيد الذي اصيب بعيار مطاطي في القدم، انه لم تكن مواجهات تذكر في المكان وكانت قوات الاحتلال تتواجد بأعداد كبيرة عند محطة الوقود بالقرب من المكعبات الاسمنتية لاغلاق مدخل البلدة ، بينما ردد البعض الهتافات التي تطالب باعادة الحياة الطبيعية في البلدة وخاصة حرية التنقل والمواصلات .

وأضاف :" لم يتم في تلك اللحظة رشق حجارة باتجاه قوات الاحتلال وتفاجأت باصابتي برصاص بكاحل القدم، ومن ثم هاجم جنود الاحتلال الاهالي والطلاب بصورة مسعورة باطلاق قنابل الصوت والغاز والرصاص المطاطي، مشيرا الى انه تعرض اضافة للاصابة للاعتداء بالضرب مما ادى لكسور في القدم.

الطفل كان يقف دون فعل اي شيء

وأشار، الى أن الطفل كان يقف دون فعل أي شئ وكان ينظر لجنود الاحتلال وحسب جراحه ، فان جندي الاحتلال كان يصوب سلاحه على الطفل والدليل الرصاصة التي حطمت أنفه وشظاياها ادت لجرح داخل عينه اليمنى ونزيف حاد في الوجه.

وأكد أن المواطن المقدسي من حقه العيش بآمان وأن تتوفر له سبل الراحة والتنقل بسلام دون عراقيل من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

تفريق التظاهرات دون تمييز

وكتبت صحيفة هارتس ان الفلسطينيين يتذمرون منذ فترة طويلة من استخدام القوات الاسرائيلية لأسلحة تفريق التظاهرات بدون تمييز.

وكانت الشرطة قد اصابت في مطلع ايلول الطفل محمود سنقرط (15 عاما) من وادي الجوز، برصاصة في رأسه، وتوفي متأثرا بجراحه.

وكشفت "هآرتس" مؤخرا ان الشرطة تستخدم عيارات اسفنج من نوع جديد، اشد صرامة وخطورة من العيارات السابقة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]