"الباركور" وهي رياضة القفز الحر في الشوارع أو من ارتفاعات مختلفة تُعتبر ظاهرة منتشرة في الاونة الاخيرة في البلدات العربية وخاصة في جيل الشباب. وتُعتبر رياضة الباركور خطرة ففي الاسبوع الماضي وقعت اصابة بالغة الخطورة, حيث وصل شاب لمشفى رمبام يبلغ من العمر 15 عاما قد قفز من مكانٍ عالٍ الامر الذي انتهى بمأساة وكسر في مفصل الرقبة!

في حال حدوث كسر في مفصل الرقبة يحدث تأثير على جهاز الاعصاب مما يؤدّي إلى شلل كامل في الجسم أو حتّى إلى الموت وبشكل عام حلول تلك المشاكل معقدة جدًا! ان نوع الكسر في حالة هذا الشاب قاد الاطباء لإيجاد حل نادر بغية إنقاذه ولإرجاع الوضع كما كان في اقصر مدة علاج, وذلك عن طريق برغي يقوم الطبيب بإدخاله بين العظام لتثبيت الكسر بطريقة تكون فيها كما كانت في الوضع الطبيعي! من الجدير بالذكر ان هذه العملية الاولى من نوعها في مشفى رمبام.

صعوبة العملية تكمن في طريقتها وفي الحالة نفسها. ان العملية تنفع لنوع كسر معين في اتجاه معين, اضافة إلى ذلك, العملية تتطلب دقّة ومهارة كبيرة جدًا في العمل. تعتبر هذه العملية الحل الافضل للمريض, فلا يتم قص اي عضلة في الرقبة, انما فقط تُزاح الاعضاء قليلًا مثل ازاحة القصبة الهوائية لوصول منطقة الإصابة وبعد انتهاء العملية يرجع كل عضو لمكانه بشكل طبيعي وهذا يؤدي إلى التحام الجلد بشكل أسرع.
فحص الـ CT بعد العملية اظهر بأن المفصل قد رجع كما كان سابقا, وخرج الشاب من المشفى بدون اي اوجاع او اي معوقات على حركة الرقبة.

عبّر الطبيب إلياس حداد مُنفّذ العملية عن شعوره خلال القرار لعلاج المشكلة عن طريق هذا النوع من العمليات قائلًا: " ان الشعور قبل العملية يعجّ بضغط الانتظار, التأهب للعملية هو كالتأهب لمعركة, فعلينا الدراسة والتّخطيط لكل خطوة سنُقدِم عليها لكي نحصل على النتيجة التي نرجو ونطمح بها! في الحالة التي امامنا كان بالإمكان ان نقوم بحلول أسهل من هذا الحل, لكنّ رؤيتنا واهتمامنا بالمريض فاق كل اعتبار وهذا الّذي يقودنا لأن نبحث ونحاول دائمًا على عمل الافضل له حتى لو كانت هناك بدائل اخرى أسهل! فان هذه العملية التي نفذناها هي الحل الافضل للحالة وتمكن الشاب من التحرك بشكل طبيعي مباشرة بعد العملية. عند البدء في العملية لا يجب ان يكون تردد فكل مرحلة مدروسة بشكل دقيق جدًا, يجب علينا فقط التركيز على سلم الاولويات الذي يبدأ بعدم تسبب اي أضرار فمصلحة المريض في اولى سلم الأولويات كما ذكرتُ سابقا"
اما عن نصيحته للجمهور: يجب على كل شخص ان يكون على قدر كاف من الوعي والإدراك والحذر من القيام بأي أعمال أو رياضة خطرة يمارسها وعليه ارتداء الالبسة الواقية لتفادي اي أخطار.

وكلمة اخيرة للطبيب الياس عن العلاج لاي مشكلة صحية: "تفاءلوا دائما بالخير فان ذلك يساعد المريض جدًا على تخطي محنته وأن يتدارك المرض ومرحلة العلاج بشكل سريع وفعّال, وهذا يساعده في استعادة صحته كما كانت".
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]