بات موقع “يوتيوب” بشكلٍ رئيسي، كما مواقع تواصل إجتماعي أخرى، بمثابة جنود مجهولون لـ “تنظيم داعش” المستثمر الأكبر في هذه المواقع ترويجاً له.

يكاد موقع “يوتيوب” كما مواقع التواصل الاخرى تغص بالمواد الاجرامية الخاصة بالتنظيم من مشاهد فيديو عبارة عن إعدامات ميدانية أو هجمات أو دعوات “تكفيرية” أو تهديدات يطلقها عناصر التنظيم، او هي خطابات لقادته، كما تحصي وجود ملايين الصور التي تكشف عن إجرامهم.

وفقا لما اوردته وكالة (lhv) العالمية للأنباء يقول خبراء في مجال الفضاء الإلكتروني، ان 42 مليون موضوعاً ما بين خبر، فيديو، وصورة، كلها نشرت عن "داعش” منذ نشأتها أي منذ أقل من سنتين على أقصى تقدير.

وبناءً عليه، فإن التنظيم جنّد مجاناً موقع "يوتيوب” ليكون المرآة للجماعة التكفيرية التي لا يمكن بدونها ان يتحرك إعلامياً. ويظهر من سياق عمل التنظيم، انه يعتمد على هذه الشبكة حصراً في مشروع تواصله وإرساله الرسائل للمجتمعات الغربية فهذه الاخيرة بات إعلامها يقتنص كل شريط فيديو رسالة او غيرها للتنظيم وينشرها عبر آثيره، حيث بات اسم ISIS الذي يرمز للجماعة على انها "الدولة الاسلامية في العراق والشام” محط جذب للنشطاء الغربيون الذين يبحثون في الموقع المذكور عن جديد التنظيم.

حصة تويتر

وسائل الدعاية هذه ليست محصورة فقط بـ "يوتيوب” على الرغم من انه اضخمها، بل يذهب جزءً منها إلى حصة "تويتر”، الموقع المتضمّن ارشيفاً ضخماً لصور "غزوات داعش” وبياناته، كما يختزن في مشغلاته معلومات دسمة عن نشطاء التنظيم الالكترونيون المفترضون، كما اولئك الذين ينشطون في الدول الاوروبية.

وتفيد تقديرات ومعلومات إستخباراتية وصحافية، ان عملية الدعاية والترويج والتجنيد تتم بأغلبها على موقع "تويتر” ومواقع اخرى مثل "سكايب”، حيث يقوم "الدواعش” بإعطاء دروس وتوجيهات لـ "طلاب المعروفة” تمهيداً لتجنيدهم، فيما تعتبر "تركيا” الممر المثالي لعبور المرتزقة هؤلاء. لا شك بأن التنظيم، وفي مدة قصيرة، برع في إستخدام هذه الوسائل لمصلحته، والتي باتت إحدى مؤسسات دعايته الاعلامية، حتى بات البعض يظن ان هذه الوسائل تكاد لا تستطيع العيش دون مواد "داعش” الجاذبة للزوار اكثر من غيرها!.

المفاجأة في هذا الأمر، ان من هو قيّم على مواقع مثل "تويتر” و "يوتيوب” لا يحركون ساكناً تجاه النشاط الإرهابي لهذا التنظيم وإستخدامه لهذه المؤسسات، وعلى ما يبدو، انه يحظى بموافقة ضمنية منها على ما يقوم به عبرها وإستخدامه لها!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]