مركز محمود درويش الثقافي في عرابة، المركز الذي طغى اسمه ونشاطه النوعيين على الخارطة الفنية المحلية، ليصبح مركزا لامعا بين الأوساط الفنية في طول البلاد وعرضها، المركز الذي نجح رغم عمره القصير بأن يتحوّل من مركز مستورد للنشاطات والأعمال الفنية المختلفة، ليتحول إلى مركز مصدّر لهذه الأعمال، ومنها الأعمال النوعية التي قام بانتاجها، وعلى سبيل الذكر لا الحصر مسرحية عرس الدم التي أخرجها ومثّلها وأعدها مبدعون مميزون في عرابة.

في عام 2013 استطاع المركز تحقيق إنجازات هامّة، منها فيلم 30 آذار الذي أنتجه الفنان نضال بدارنة، واعمال فنية للمخرجة الشابّة لما نعامنة، أحدهما حصل على الجائزة الأولى في مهرجان مسرحيد في عكّا.

هذه الفعاليات التي عرضت أيضا بأماكن مختلفة، منها الجامعات والمسارح الكبيرة في البلاد، استطاع المركز من خلالها وضع اسمه عالميا ليصبح روحا لعرابة يترك أثرا جميلا عند كل أهل عرابة بلا استثناء، فإذا كنا نرى العنف والاعمال السلبية، كثف المركز من نشاطاته الثقافية الإيجابية، وهذا ساهم بالحد من العنف.

المركز كان ايضًا السباق والطليعي في تقديم الأعمال الفنية، من سينما ومسرح وغناء وغيرها، قسم من العروض قدّم عرضه الأول في عرابة، والأهم، ولأول مرة تواجدت عرابة بشكل كبير قوي ومؤثّر في عروض دوليّة، وكانت التجربة الأولى والفريدة في اليونان، فكافة الفرق الثقافية والفنية المشاركة بالمهرجان الدولي من أنحاء العالم أتت بأعلام دولها ورفعته في مقدّمة فرقها، أما فرق مركز محمود درويش الثقافي في عرابة رفعت علم مجلس عرابة المحلي، وهو العلم الأبيض وفيه بصلة وبطيخ وحرّوش، ليتفاجأ المشاركون من علم هذه الدولة غير المعروف عالميا، وكلّهم كانوا يتساءلون عن هذه "الدولة" التي يجهلها الجميع، فكان الأمر بارزا لكل الحضور من الدول المختلفة في العالم، وفي نهاية العام السابق وعد مديره بنشاط وصفه بالضخم والذي سيجمع عرابة بلدا ثقافيا موحدا تحت عنوان "عرابة عاصمة الثقافة العربية"، والسؤال الذي يطرح، أين اختفى كل ذلك في عام 2014؟!

أبو حجازي لــ"بكرا": واصلنا نجاحتنا رغم المعيقات والصعوبات

من جانبه، قال محمود أبو جازي مدير مركز محمود درويش الثقافي عرابة: إنجازات كثيرة حققها مركز محمود في السنوات الأخيرة، ووضعنا على عاتقنا الاستمرار بالنجاح وأيضا جعل عرابة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2014 ، ولكن ما حصل في السنة الاخيرة من تغييرات كان لها دورا اساسيا في تراجع ملحوظ بالنجاح مركز محمود درويش.

وعن أسباب تراجع النشاطات قال أبو حجازي: من الاسباب التي تساهم بشكل مباشر في تراجع نشاطات مركز محمود درويش هي ضعف التعاون ما بين بعض المدارس والمؤسسات وعدم التنسيق، فمن أجل انجاح المركز يجب ان يكون هناك تواصل مستمر ما بين مجلس عرابة المحلي والمدارس واقسام المجلس المختلفة مع مركز محمود درويش والعمل معا من اجل النهوض وانجاح مسيرته الثقافية والفنية، وما نراه اليوم من غياب ومقاطعة هو أحدد الأسباب.

ويتابع قائلا: هناك أمور أخرى منها نقص الدعم المادي المقدم للمركز، ودخول رئيس المجلس المحلي في وعكة صحية والتراجع في دعم المركز.

غياب المجلس المحلي يغيب الدعم!!

وفي سؤال مراسل بكرا حول ما إذا كان غياب المجلس يغيب الدعم المحلي للمركز؟؟، قال: دائما تقدم لنا إدارة المجلس وعودا إيجابية، ولا زالنا بانتظار تنفيذها، وانا كمدير لمركز محمود درويش ادعو كل المسؤولين اصحاب القرار واتمنى عليهم دائما ان يستمر التعاون ما بيننا والدعم للمركز من اجل النهوض بثقافتنا التي اعتدنا عليها وايضا من اجل مصلحة شبابنا واهلنا في عرابة والحفاظ عاليا على اسم مركز محمود درويش الثقافي ودعم الخط والمسيرة الوطنية التي تبناها المركز منذ اللحظات الاولى.

وفي رده على حديث أبو حجازي، قال نائب رئيس مجلس عرابة المحلي احمد عثمان كناعنة:" لن نتخلى عن دعم مركز محمود درويش الثقافي لا ماديا ولا معنويا، ولكن بالامكانيات المتوفرة لدينا حاليا ولا انكر ان في الفترة الاخيرة وبسبب عدم استقرار الوضع المادي بالمجلس كان سبب بتخفيض نسبة الدعم لمركز محمود والاسباب تعود لتغيير المحاسب المرافق للمجلس ثلاث مرات بفترة 4 اشهر وايضا عدم استقرار الوضع في شركة الجباية التي قد تساهم في تحسين الوضع المالي.

3 أشهر 

وتابع قائلا: منذ البداية اخذنا على عاتقنا انجاح مسيرته الثقافية، ولكن حاليا نحن نمر بظروف لا تمكننا الدعم بالشكل المطلوب ، وانا اتعهد لأهل عرابة ومتابعي مركز محمود درويش خلال 3 اشهر بعد المصادقة على ميزانية العام القادم سينتعش الوضع المالي للمجلس وسنعود لدعم مركز محمود درويش بكل الامكانيات المطلوبة والعمل معا من اجل استمراريته ونجاحة. وايضا نعد بمشاركتنا كمجلس محلي بالتعاون مع مركز محمود درويش اننا سنعمل دئما لما فيه مصلحة البلد واهل البلد الطيب.

وقال: سنعمل معا على اقامة مشروع ضخم تحت اسم " عرابة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2014"، وهو مهرجان دولي يتضمن العديد من الفعاليات الثقافية والتربوية والفنية ، والتي سيتم من خلالها دعوة العديد من الدول للمشاركة في هذا المهرجان الثقافي .وهذا الشعار الذي تبناه مجلس عرابة المحلي منذ السنة الاولى.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]