يصادف اليوم ، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، وتأتي هذه المناسبة التي دعت إليها الأمم المتحدة جميع الحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية لدعم مساواة المرأة، ورفع الوعي على مدى المأساة التي تعيشها المرأة المعنّفة، والتي تتعرض الكثيرات منهن وبشكلٍ يومي للاغتصاب والعنف المنزلي وغيرها..مراسل بكرا تحدث الى العاملة الاجتماعية سماح اغبارية سلايمة والتي تعمل في مركز "نعم"- نساء عربيات في المركز، للتحقق من ظاهرة العنف ضد النساء في مجتمعنا العربي،ومدى ارتفاعها.

مجتمعنا العربي يمر بمرحلة عنيفة لاسباب مختلفة

وقالت اغبارية: اول ما يخطر في بالي في هذا اليوم اولئك النساء اللواتي قتلن في مجتمعنا العربي في السنوات الاخيرة. إنها أسماءٌ لضحايا مزقتهن جرائم القتل: نسرين مصراتي وأمل مصراتي وأمل خليلي ونادية أبو عامر وسارة أبو غانم وسوزان أبو غانم عبير ابو قطيفان وحمدة أبو غانم وخديجة جاروشي وياسمين أبو صعلوك وسارة مغربي وخولة المدهون نرمين مسعود ..

وعن اسباب العنف ضد المرأة قالت اغبارية:مجتمعنا العربي يمر في السنوات الاخيرة بحالة مزرية من ظواهر العنف الى حد القتل،ولا يقتصر على النساء فقط بل تعدى ذلك الى الاطفال،وبطبيعة الحال فان المرأة معرضة اكثر للعنف،ويجب ان لا ننسى قضية السلاح المنتشر في مجتمعنا الامر الذي يؤدي الى وضع اكثر عنفا وإجراما في وسطنا العربي.

وتابعت اغبارية:في عام 2011 زار رئيس الحكومة مدينة اللد لانقاذ المدينة من العنف المستشري ونجحت الشرطة خلال ثلاث ساعات اقتحام العديد من المنازل ووضع يدها على ستة آلاف قطعة سلاح غير مرخصة.

تقاعس الشرطة والمجتمع لحماية المرأة

وتابعت اغبارية حول موضوع التوعية فقالت: نحن نقوم بالعديد من حملات التوعية ضد العنف،لكن نحن نعيش بمأساة،فكيف يعقل انه مع ارتفاع ظواهر العنف ضد المرأة لا توجد ملاجئ تحمي هذه المرأة،او أي اطر اخرى الا القليل القليل،بالمقابل هناك مشكلة كبيرة في تقديم الخدمات للمرأة المعنفة ،من جهة اخرى ما زال مجتمعنا العربي حساسا لهذا الموضوع وقضية ان يرتفع صوت المرأة امام القضاء ضد العنف من قبل زوجها ما زال خجولا...

عندما تشتكي المرأة زوجها في الشرطة تقوم الشرطة باعتقاله لساعات وابعاده عن البيت وفي نفس الوقت يعيش هذا المعتدي عند امه او اخيه في الطابق السفلي او العلوي من نفس العمارة!!

الطبقات الفقيرة اقتصاديا هي الأكثر عنفا

واسهبت اغبارية حول العلاقة بين العنف والوضع الاقتصادي في العائلة فقالت: لا شك ان الوضع الاقتصادي الضعيف عامل مساعد لظاهرة العنف،لكنه ليس مسببا،وشخصيا واجهت حالات لعائلات ميسورة الحال فيها من العنف ما يكفي،لكن بشكل عام ظواهر العنف اكثر لدى الطبقات الفقيرة،وخاصة لدى العائلات التي ما زالت تعيش بحسب عادات عربية اقرب الى الجاهلية،والمؤسف اكثر ان الكثير من العائلات العربية والاقارب يعرفون عن حالات عنف تخص اقاربهم لكنهم لا يكترثون بحجة انه موضوع شخصي وداخلي،لذلك نحن نطالبهم بالمسؤولية الجماعية تجاه الامر ومعالجة الرجال المعنفين من خلال مختصين.

حالة الضغط في المدن المختلطة

وردا على سؤال مراسلنا عن الاكثر عنفا في مجتمعنا قالت: العنف المستشري في مجتمعنا يبدو واضحا اكثر في المدن المختلطة ،في اللد ويافا والرملة،ونسبة الطلاق الاكثر في مجتمعنا في مدينة يافا،والسبب لذلك هو مستوى الخدمات المنخفضة،وانتشار السلاح غير المرخص وسرقة السيارات وغيرها من ظواهر العنف،وكما هو معلوم ففي هذه المدن المختلطة يعيش السكان العرب في حالة ضغط مستمرة وهذا عامل مساعد لظواهر العنف والطلاق.
 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك



 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]