يصادف اليوم، اليوم العالمي لمكافحة العنف ضد المرأة، وتأتي هذه المناسبة التي دعت إليها الأمم المتحدة جميع الحكومات والمنظمات الدولية وغير الحكومية لدعم مساواة المرأة، ورفع الوعي على مدى المأساة التي تعيشها المرأة المعنّفة, والتي تتعرض الكثيرات منهن وبشكلٍ يومي للاغتصاب والعنف المنزلي وغيرها وفي هذا السياق كان لمراسل " بـُكرا " حديث مع اميل سمعان رئيس منتدى مديري مكاتب الخدمات الاجتماعية العرب حول هذا الموضوع .

صمت المجتمع على هذه الممارسات
وقال سمعان : إنه ذلك العنف الجسدي، العاطفي، الجنسي أو الاقتصادي بين أشخاص تربطهم علاقات حميمة وخاصة ضمن حدود العائلة الواحدة، هذا النوع من العنف يحدث بسبب القيم السائدة في المجتمع والتي تعتبر المرأة بشكل عام أقل درجة من الرجل, وفي العادة فإن المسيئين (الأزواج على الأغلب) يشعرون بأن لهم الحق في فرض إرادتهم على النساء بأي طريقة بما في ذلك العنف، يستمر ممارسة هذا العنف بسبب صمت المجتمع على هذه الممارسات, بالرغم أن كل من الرجال والنساء قد خبروا العنف، إلا انه عادة ما يحدث ضد النساء, وقد يحدث هذا النوع من العنف لوالدة، أخت، ابنة، صديق، زميل أو جار لأي منا، والعنف على أي حال يحدث في كل البيوت سواء تلك التي تعاني من الفقر أو تلك التي تعتبر غنية، إن العنف الأسري هو من مسئولية الشخص الذي يتصرف بشكل عنيف أو مسيء, إنه ليس من مسئولية أو خطأ الشخص الذي تتم الإساءة إليه، فليس بإمكان أي كان أن يجبر أحداً على ممارسة العنف ضد شخص آخر "

انواع العنف الاسري
واضاف سمعان : هنالك العديد من أشكال العنف الأسري، وقد لا يكون هذا العنف على شكل أضرار جسدية وقد يكون ذات نتائج لا يمكن ملاحظتها، إلا أن هذا لا يعني أن هذا النوع من العنف غير مؤذي أو لا أضرار أو نتائج سلبية وجدية له، إن جميع أنواع العنف الأسري غير مقبولة وهي عدا عن ذلك مؤذية للنساء, فيما يلي بعض أنواع العنف الأكثر انتشاراً: العنف الجسدي وهو بأشكال متعددة منها : الدفع، الضرب ، الصفع، الشد او السحب، جر الشعر، اللكم، الخنق، الحرق، لي الذراع، استعمال السلاح، ضرب الراس بالأرض او الحائط، العنف العاطفي وهو كذلك على أشكال منها: الصراخ، الشتم، الاهانة،الاحراج، النقد او الانتقاد المستمر , التهديد بإيذاء الاطفال , الحجز بالبيت، الغيرة الزائدة، التهديد بالهجران، الاسئلة والتحقيق المستمرة،العنف الجنسي أيضا له أشكاله التي منها: ممارسة الجنس بالقوة، اللمس الغير مستحب، ممارسات جنسية لا يرغب بها الشريك، الاكراه على الممارسة الجنسية، الخيانة، الامتناع عن ممارسة الجنس بشكل صحي، العنف الاقتصادي: الاحتفاظ بالنقود أو احتكار الاحتفاظ بها، منع الزوجة من الحصول على عمل أو منعها من الاستمرار بالعمل، إرغامها على طلب النقود أو المصروف، مطالبة الزوجة بان تعطيه راتبها الاستيلاء على راتبها دون رغبة منها، صرف النقود بشكل مستقل دون استشارة الزوجة أو موافقتها،منع الزوجة من امتلاك أية أشياء، عدم السماح للزوجة بالحصول على النقود " .

المرأة التي تعاني من علاقات مسيئة لا يمكنها المشاركة بشكل فعال في مجتمعها
واردف قائلا : " إن العنف الأسري يؤثر فينا وعلينا جميعا، إن المرأة التي تعاني من علاقات مسيئة لا يمكنها المشاركة بشكل فعال في مجتمعها, وتصبح مقدرتها على المشاركة سواء من خلال ما لديها من طاقة على العطاء، الأفكار، المهارات،المواهب, وحتى في الآراء فيما يتعلق بالعائلة, المجتمع, مكان العمل، أو في الحياة السياسية وتطورها يصبح معدوماً, وذلك عندما تكون مشغولة بعقلها وجسدها بالمشاكل الأسرية، يتسبب العنف الذي تواجهه المرأة بمشاكل صحية, حزن، عزلة بالإضافة إلى فقدان المساهمة في الدخل عدا عن فقدان الثقة بالنفس.

خطوة أولى هامة للتعامل مع هذه المشكلة
واختتم حديثه قائلا : الاطلاع على العنف الأسري هي خطوة أولى هامة للتعامل مع هذه المشكلة، ولا بد من أن تتعلم وتحصل على أكبر قدر من المعلومات فيما يتصل بهذه المسألة، وعلى ذلك فلا بد من أن تشارك الآخرين فيما تعرفه عن هذه القضية، وكلما زاد عدد الأشخاص المتفهمين لقضية العنف وضرورة الحد منها ورفضها سيصبح من الصعب على هذه الظاهرة أن تستشري في المجتمع. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]