لم تمنعه إعاقته البصرية والتحديات المجتمعية، من النضال والريادة في مجتمعه، ليصبح نصيرا لأصحاب الإعاقة البصرية، إنه المحامي عباس عباس، الذي ناضل تحت راية العزيمة والاصرار على بناء نفسه على الرغم من إعاقته، فنجح في الوصول إلى أعلى المراتب رافضا ان تكون إعاقته سببا في عرقلة حياته ومسيرته.

المحامي عباس يدير جمعية المنارة، رغم أنه ولد مع إعاقة بصرية، نتجت عن زواج والداه الأقارب

المحامي عباس قال لــ"بكرا": ولدت مع اعاقة بصرية بسبب زواج الاقارب، وأول ما اصطدمت به هو الجدار المجتمعي الذي ينظر لصاحب الإعاقة بدونية وشفقة، ولكن بفضل تشجيع من عائلتي والتصميم الذاتي لم اسمح لهذه البيئة السلبية بالتأثير علي، واستطعت بنجاح ان انهي تعليمي في المدرسة والاكاديمية.

ويتابع قائلا: انهيت اللقب الثاني في الحقوق واللقب الثاني في إدارة الاعمال، وتحولت من انسان مع اعاقة، وحسب تصنيف المجتمع يحتاج الى معونة الاخرين، الى شخص مبادر اجتماعي من خلال تأسيس جمعية المنارة عام 2005، واليوم استطيع ان اقول انني تخطيت حدود الإعاقة والجدران التي وضعها المجتمع بسبب اعاقتي واعتبر نفسي قائدًا في مجتمعي ومدير في مؤسسة محلية تنشط حتى عالميا من اجل رفع مكانة الانسان مع اعاقة قانونيا واجتماعيا.

أبرز الصعوبات التي يواجهها المعاقون بصريا

وأضاف متحدثًا عن الصعوبات التي واجهته قائلا: من الصعوبات التي واجهتني هي إتاحة المعلومات، حيث أنني في الجامعة كنت أسجل المواد التعليمية بشكل ذاتي صوتيا، لانني لم اتقن طريقة البرايل، وهو أمر عانيت منه ايضا خلال تعليمي في المدرسة.

وأضاف: إضافة إلى صعوبة في التنقل، فقضية التنقل تعتبر مشكلة صعبة جدا لكل اصحاب الاعاقات بسبب البنية التحتية وعدم وجود اجهزة كافية تساعد صاحب الإعاقة، مثل مصعد ناطق او مصعد عليه اشارات بطريقة البرايل أو لافتات خاصة مكبرة، وهذا ما تناضل المنارة من اجله، حيث تعمل على توعية المجتمع لإحقاق مثل هذه الحقوق وتطبيق أنظمة في المجتمع لتساعد ذوي الإحتياجات الخاصة.

عباس: حان الوقت لتغيير النظرة لذوي الإعاقة

واشار عباس في حديثه لـــــ"بكرا" إلى الطريقة التي يدعم بها المجتمع صاحب الإعاقة ، وقال: مجتمعنا فقط داعم نظري، اي انه لا يصنف على ارض الواقع كما يجب، انا شخصيا كنت محظوظا لانني استطعت ان احصل على الدعم من قبل اهلي الا انني بعد سنين طويلة استطيع ان اقول انه ان الاوان ان ينتقل مجتمعنا من مرحلة الدعم النظري الى الدعم العملي وان نأخذ مبادرة وان نغير البيئة المتاحة وان نشغل اكثر اشخاص مع اعاقة وان نقوم بدعمهم وبناء مراكز لهم، الدعم يجب ان يترجم الى ارض الواقع مما يتطلب من السلطات العربية المحلية والمصالح التجارية والمجتمع المدني ان يكونوا اكثر نشاطا، واحب ان اشير ان المنارة بحاجة الى دعم من كل قطاعات المجتمع لايصال الرسالة.

واختتم عباس حديثه لموقع بكرا قائلا: بكرا احلى، تفاءلوا واطرقوا كل الابواب وتسلحوا بالارادة والعزيمة ولا تيأسوا.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]