في ظل الأزمات المختلفة التي تجتاح عالمنا العربي اليوم، وتتركة جريحًا ينزف ويبكي فقدان ابنائه، وفي ظل محاولة الغرب "شيطنة الإسلام" ووصفه بالإرهاب ونسب كل عملية دموية يقوم بها تنظيم "داعش" إليه مستعملا مصطلح "الدولة الإسلامية"، وايضًا في ظل التصعيد السياسي في البلاد، خاصة لما تواجهه الأقلية الفلسطينية داخل الـ 48 من تضييقات وتفشي عنصرية، مما يؤجج الوضع ويرفع من منسوب ومستوى الكراهية بين العربي واليهودي في البلاد، الأمر الذي يترجم لاحقًا إلى اعتداءات، يعمل الشيخ غسان مناصرة من الناصرة على تغيير الوضع، ويطمح إلى بناء مجتمع أكثر عدلا وانصافًا للبشرية، موضحًا أنه ابعد من قوميتنا، تجمعنا "الإنسانية"، عليه علينا ترك تلك النزاعات، التي كونها عفن التاريخ، وبدء الحوار، مؤكدًا أن هنالك ضرورة لإقالة السياسيين.

وبغض النظر إذا ما كنا نتفق أو نختلف معه، في "بكرا" التقيناه لنسمع وجهة نظر صوفية لما طرح من مشاكل وأزمات حالية، خاصة ولأنه منح في الآونة الأخيرة جائزة "السلام" لمساعيه في نشر خطاب التسامح والحوار الديني على مدار 27 عامًا.

القدس وكفركنا، تحصيل حاصل للإحتلال

بداية، عن الجائزة التي حصل عليها مؤخرًا حدثنا الشيخ مناصرة قائلا: حصلت على جائزة دولية من جامعة "تمبل" في الولايات المتحدة، وهي احدى الجامعات الحكومية الكبيرة، حيث اتت هذه الجائزة كتتويج للعمل الذي قمت به خلال الـ27 عاما الماضيات في تطوير الحوار الثقافي والديني والروحاني، والعمل على بناء علاقات متبادلة بين المجتمعات والمساهمة في نشر التفاهم بين الدول والشعوب.

وأضاف متحدثًا عن تقييمه للوضع السياسي الحالي: الصراع في البلاد هو في الاساس سياسيّ، الساسة الذين يتحكمون في رقاب الناس هم الذين يحركون العصى حتى تتبعها الناس، بما معناه ما يحدث من انتهاكات في القدس اضافة الى ما حصل في كفركنا هي مجرد تجارب يقوم بها الحكام من اجل تأجيج الاوضاع المعيشية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية جميعها ويحولوها الى غابة حرب، وما يحدث في بلادنا اليوم هو امر مقلق جدا ويخلو من الانسانية او الاخلاقية حتى ان جميع الديانات ترفض الوضع القائم.

هناك كهنة ورجال دين يهود يحاولون تأجيج الصراع في كل مكان

ورغم تصوره، اكد مناصرة على ان الوضع الموجود حاليا هو نتيجة لتراكمات عدة منذ سنوات ولم يخلق فقط الان، وما يحدث الان من افعال حقد او خوف او كراهية هي وليدة ما قبل الحرب والعدوان على غزة ايضا، مشيرا الى ان هذه الافعال تعتبر تحصيل حاصل للإحتلال والصراع العربي الإسرائيلي والصراع الفلسطيني الإسرائيلي .

وأتهم الشيخ مناصرة بعض الكهنة اليهود في تأجيج الصراع ناسبًا لهم دور المحرض، غير المسؤول.

الحل الاساسي للصراعات الموجودي هو تنحية القيادات الموجودة في كل مكان

وفي معرض حديثه عن الحل، اقترح مناصرة حل جذري لجميع المشاكل والصراعات الحاصلة حاليا خاصة في البلاد حيث قال لـ"بكرا": الحل الاساسي للصراعات الموجودي هو تنحية القيادات الموجودة في كل مكان واستحضار قادة متنورين لديهم اتساع وقوة لقيادة الناس بطريقة حضارية متفهمة يستطيعون ان يخلقوا اجواء تعايش راقي ما بين الشعوب.

كما وناشد الشيخ مناصرة في ختام حديثه من خلال موقع "بكرا" القيادات في اسرائيل ان تقف عند عتبة معينة وان لا تتعدى اكثر مضيفا: ما اطمح اليه الان هو تغيير مطلق لهذه العقلية التي يترسخ فيها عفن تاريخي يسكنها من خلال المصلحة الذاتية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]