صرحت وزيرة الصحة الإسرائيلية،ياعيل غيرمان،بان الوزارة بصدد إعادة النظر في عمليات الإخصاب الاصطناعي (خارج الرحم) المتبعة حالياً،والبحث عن بدائل علاجية مناسبة.

وجاء هذا التصريح،في أعقاب تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" (الجمعة) كشف خلاله البروفيسور شلومو مشيح، وهو أحد كبار الأطباء الخبراء في هذا المجال في إسرائيل،عن أن معدلات النجاح في عمليات الإخصاب المتبعة حالياً في البلاد، من أدنى المعدلات في الدول المتطورة،وعن أنه تجري عمليات إخصاب كثيرة رغم ضآلة، وحتى استحالة نجاحها!

وجاء على لسان البروفيسور مشيح أن الحكومة تصرف عشرات الملايين من الأموال على علاجات غير مضمونة،بسبب انعدام المعايير الواضحة المطلوبة لنجاح هذه العمليات.

ردود فعل غاضبة

وأثارت تصريحات البروفيسور مشيح ردود فعل غاضبة ومستنكرة في بعض الأوساط الطبية في إسرائيل،إلى درجة إعلان أطباء خبراء عن مقاطعتهم لمؤتمر طبي نظمه البروفيسور المذكور،حول هذا الموضوع.

فقد أكد البروفيسور "شوكي دور"،المدير السابق لوحدة علاجات الإخصاب الخارجي في مستشفى "شيبا" واحد كبار الخبراء في هذا المجال- أن نجاعة علاجات الإخصاب في إسرائيل لا تقل عما هي في الدول المتقدمة،ودافع عن أساليب التعاطي مع هذه المسألة قائلاً أنه لا يجوز التغاضي عن أماني ورغبات السيدات التواقات للإنجاب،وشكك من جهة أخرى في مصداقية التقنيات التي تحدث عنها البروفيسور "مشيح" في التقرير المنشور.

كذلك،أكد البروفيسور "رافي رون إيل"،مدير وحدة الإخصاب الخارجي في مستشفى " اساف هاروفيه" (بالرملة) أن علاجات الإخصاب في المستشفيات الحكومية في إسرائيل "ممتازة"،وأن الأجهزة المستخدمة فيها حديثة وفعالة،وأن إسرائيل في مقدمة الدول المتفوقة في مجال العلاجات والأبحاث في هذا المجال.

وفيما يتعلق في معدلات النجاعة والنجاح في العمليات،قال البروفيسور "رونا يل" أنه عندما يتبين أن احتمالات الحمل لدى السيدة المتعالجة ضئيلة،خلافاً للتوقعات الأولية،فإن الأطباء يبتكرون بدائل علاجية أخرى نافعة.

البروفيسور فؤاد عزام : معطيات منقوصة

ويرى البروفيسور فؤاد عزام،رئيس الرابطة الإسرائيلية لأبحاث الإخصاب- أن المعطيات الواردة في التقرير منقوصة،ويجب التأني في استخلاص النتائج الحقيقية الواقعية،داعياً لصياغة موقف مدروس فيما يتعلق بالعلاجات الزائدة غير المبررة التي تحدث عنها البروفيسور "مشيح".

وزارة الصحة تميل إلى رأي "مشيح"

ومن جهتها أعلنت وزارة الصحة عن تبنيها لوجهة نظر البروفيسور شلومو مشيح الداعية إلى إجراء إصلاح شامل في مجال الإخصاب الخارجي،وصرحت الوزيرة غيرمان في هذا الصدد بأنه "لا يعقل أن تتعرض النساء لسلسلة طويلة من العلاجات المرهقة جسدياً ونفسياً،دون جدوى بالحمل،مما يستدعي إعادة النظر في هذه المسألة،جذرياً.

وفي السياق نفسه أكد البروفيسور أرنون افيك،المدير العام لوزارة الصحة،على وجوب وضع معايير مهنية واضحة وحازمة لعمليات الإخصاب،ودعا إلى مكافأة الأقسام العلاجية وفقاً للنتائج (النجاعة) وليس وفقاً لعدد العمليات.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]