العداءة دعاء سليمان، موهبة لن تتكرر، شاركت بالعالمية وحلمت بالاولمبيادة، وتطالب بتحسين الاطر والامكانيات والملاعب في الوسط العربي. دعاء، ابنة الناصرة لها وصولات وجولات كثيرة في رياضة العدو للنساء، حيث تحدت العقبات التي قيدها بها المجتمع وواجهت الصعوبات ووصلت الى مكانة ومراتب عالية ومرموقة في رياضة العدو، كما حصلت في جيل صغير على ارقام قياسية لم يستطع اي عداء كسرها حتى اليوم.

وعلى الرغم من مشاركاتها العالمية والدولية الا انها لم تستطع المشاركة في الاولمبيادة لالعاب القوى وتتمنى ان يعوض حلمها اي شاب او فتاة عربية بالوصول والفوز.

عن حياتها المهنية وبدايتها وعن مشاركاتها الدولية وتجربتها في عالم الرياضة حدثتنا قائلة: بداياتي في ممارسة رياضة العدو كانت عندما كان عمري عشرة سنوات، حيث شاركت في سباق الناصرة المحلي، علما انني كنت قد بدأت بالتمرن قبل السباق بشهر فقط، وقد تمت ملاحظة موهبتي في العدو حيث انني كنت اسبق الجميع ذكورًا واناثا، كما كنت امارس رياضات اخرى. عندما اصبح لدي اربعة عشر عاما تمت دعوتي للمشاركة في فريق العاب القوى في الناصرة حيث بدأت بالتمرن ضمن اطار منتظم تابع للهبوعيل.

نتيجة تدريبي الخاطئ التحقت في الخامسة عشر من عمري بمساق للمدربين في "فينجنت"

وتابعت: لاحقًا، بدأت المشاركة بمباريات محلية وقطرية، حيث شاركت المرة الاولى ضمن منافسة لمن هم اكبر من جيلي في مدينة تل ابيب، وقد حصلت عندها على المرتبة الثانية، حيث لفتت موهبتي معظم المدربين في الملعب عندها، وتم ضمي لمنتخب اسرائيل حتى جيل خمسة عشر عاما.

واشارت سليمان في حديثها لـ"بكرا" انه نتيجة قلة المدربين في الناصرة وانعدام العاب القوى وقتها تم العمل معها وتدريبها بشكل خاطئ حتى قررت في الخامسة عشر من عمرها التوجه الى معهد فنجنت والتحقت بمساق للمدربين، حينها انكشفت على عدة مدربين وفهمت اساليب وانواع جديدة وصحيحة من التدريبات.

واضافت لـ"بكرا": في سن السادسة عشر اتخذت الاستاذ حسن الهيب، مدير مدرسة توفيق زياد ومدرب العاب قوى مؤهل، مدربًا شخصيًا لي، حيث دربني وعمل معي ودعمني بدون مقابل مدة سنتين بالتعاون مع المدرب ستيفان كوبارسكي الذي رافقني دائما في التدريب.

بالمثابرة والتحدي استطعت ان اتمرد على هذه معارضة الاهل والمجتمع وان اصل الى اعلى المراتب

وعن مشاركاتها الدولية حدثتنا سليمان قائلة: خلال صف الحادي عشر شاركت لاول مرة في بطولة العالم في فرنسا بسباق الحقل اضافة الى مشاركتي في اولمبيادة للناشئين في بلجيكا، كما شاركت بعد سنتين في بطولة العالم في بوسطن وبهذه الطريقة بدأت مسيرتي تتغير من قطرية الى دولية.

اما عن الصعوبات التي واجهتها سليمان قالت: في البداية كان هناك معارضة من قبل الاهل بما يتعلق بالسفر الى تل ابيب والعودة بساعات متأخرة من الليل اضافة الى اللباس الذي يتوجب علي ارتدائه للسباق وهو لباس قصير، وهو امر لم يكن مقبولا، ولكن مع المثابرة والتحدي استطعت ان اتمرد على هذه المعارضة والصعوبات وان اشارك بالمسابقات، وقد ساهمت وسائل الاعلام في كشفي على الجمهور مما شد اهتمام اهلي الذين بدورهم بدأوا بتقبل الفكرة وقد تحولت المعارضة لدعم معنوي ومادي.

كما تطرقت سليمان الى انجازات تعتز بها حيث قالت لـ"بكرا": لدي رقم قياسي اسرائيلي بسباق الالف متر حتى جيل تسعة عشر عاما للناشئات وحتى اليوم لم يتم كسره وهو عبارة عن دقيقتين وخمسون ثانية، كما لدي نتيجة مميزة جدا خولتني للتدريج الدولي وهي مسافة 1500 متر عبارة عن اربعة دقائق وتسعة عشر ثانية، كما كان لدي مشاركات في كأس اوروبا للفرق حيث كنت احصل احيانا على مرتبة اولى او ثانية، وقد اعتزلت المنافسة اليوم اشارك فقط بشكل شخصي في سباقات محلية.

لدينا مهارات ومواهب الا اننا نفتقر الى الاطر والامكانيات والملاعب

وأختتمت: كما انني اليوم ادرب فريق العاب القوى النصراوي التابع لبلدية الناصرة، حيث تعتبر الشابات والشبان فيه بدرجة عليا ، وهناك انفتاح وتفهم ووعي لموضوع الرياضة والعاب القوى حتى ان الاهل يدعمون ابنائهم بشكل كبير، اليوم لدينا عدة مدربين مؤهلين وعدة مهارات وموهوبين الا اننا نفتقر الى الاطر والامكانيات والملاعب اللازمة لالعاب القوى الامر الذي يصعب تطوير المجال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]