انتخابات الكنيست على الابواب، وحديث الساعة في المجتمع العربي تشكيل قائمة عربية واحدة تضم كل الاحزاب العربية لخوض هذه الانتخابات، وذلك تزامنا مع مواقف وتغريدات عبر شبكات التواصل الاجتماعي تنادي بمقاطعة الانتخابات وتعلل ذلك بعدم وحدة الاحزاب العربية...

حول المشهد السياسي هذا، تحدث مراسلنا الى البروفيسور اسعد غانم:

نتوق الى ايام زمان

وقال البروفيسور غانم:" ما من شك ان الاصوات التي تنادي بمقاطعة الانتخابات تنقسم الى شريحتين، فمنها مبدئية تقاطع البرلمان الصهيوني، وأخرى احتجاجية لعدم توافق الاحزاب العربية على قائمة مشتركة تلبي طموح الجماهير العربية".

واسهب يقول:" اعتقد ان التجربة التاريخية من سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي كانت مثالية بحزب واحد(الجبهة والحزب الشيوعي)،حيث استطاع هذا التيار ان يترجم ايدولوجيته السياسية الى وحدة شريحة كبيرة من المجتمع العربي داخل تنظيمه،ونجح من خلال الاصوات التي حصل عليها في نهاية السبعينات(50%) وترجمتها الى قوة في الشارع، وبذلك اقام مثلا لجنة المتابعة واخرج الناس الى يوم الارض وغيرها من الانجازات الجماعية.لكن هذا من ورائنا والسؤال المطروح الان ماذا فعلت الاحزاب العربية خلال العقدين الاخيرين؟ 

تردي في العمل السياسي للأحزاب العربية

وتابع غانم:" منذ اتفاقية اوسلو اصبح التنافس في الاحزاب العربية شخصيا ولا يهدف بالضرورة الى مصلحة ومطالب الجماهير العربية في الداخل، بل الاسوء من ذلك الاجهاز على كل الانجازات الجماعية، فلجنة المتابعة شبه مشلولة وتم القضاء على اهم اشكال العمل السياسي، وهناك احزاب جمعت اموالا من العالم العربي وشكلت ادوات لانظمة عربية داخل مجتمعنا ولم تصب هذه الاموال في مصلحة الجماهير العربية، ناهيك عن التردي في العمل السياسي للاحزاب العربية...

وتابع: هناك ظاهرة مؤسفة ويندى لها الجبين فهناك احزاب تغلق فروعها في الشارع العربي بعد الانتخابات وتفتحها قبيل واثناء الانتخابات فقط، لذلك اقول ان مثل هذه الاحزاب تبحث فقط عن مصالحها الشخصية ولا تكترث لمصالح ومطالب الجماهير، اضف لذلك ان هنالك عددا من اعضاء الكنيست يمارسون اللعبة السياسية من خلال مقعدهم في البرلان وكأنه حكر عليهم ولا يضخون بدماء جديدة من احزابهم الى المعترك السياسي، فكل هذه الامور مجتمعة تثير المجتمع العربي ويبدو مجتمعنا غير مكترث ومقاطع للانتخابات بنسبة كبيرة بعكس المجتمع الاخر. 

الاحزاب العربية على المحك

وعن اقامة القائمة المشتركة اسهب غانم:" بطبيعة الحال التفكير الان عن اقامة قائمة مشتركة ليس بسبب برنامج سياسي او وطني،والدليل انهم لم يقوموا بذلك في الماضي، انما بسبب رفع نسبة الحسم في الانتخابات الوشيكة، واتذكر ان الاحزاب العربية عارضت قانون رفع نسبة الحسم بينما كنت من المؤيدين له حيث انها الاداة الوحيدة التي تفرض على الاحزاب العربية الجلوس حول مائدة واحدة.

وختم غانم: كانت في الماضي استطلاعات رأي في المجتمع العربي وغالبية الاستطلاعات اكدت على ان قائمة عربية واحدة من شأنها ان تعيد الى الصناديق 30% من نسبة المقاطعين لانتخابات الكنيست، وللاسف الشديد لم تكترث الاحزاب العربية لصوت الشارع وراحت تخوض الانتخابات كل حزب على حدة، وهذا ادى الى الاساءة للعمل الجماعي العربي. والان هذه الاحزاب على المحك، واذا كانت هذه الاحزاب جادة فعلا في موضوع القائمة الواحدة والعمل الجماعي المشترك، فيجب ان نرى ترجمة لذلك قبل الانتخابات للكنيست، من خلال الموقف من تنظيم وتاهيل لجنة المتابعة ودورها كقائدة لمجتمعنا، وغير ذلك تبقى القائمة المشتركة عملا انتهازيا من هذه الاحزاب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]