استجابت المحكمة المركزية في تل ابيب، لطلب رجل مصاب بالشلل التام الناجم فصله عن جهاز التنفس، طلبا للموت الطوعي او ما يسمى"بالموت الرحيم".

ويشار الى ان قرار المحكمة قد صدر قبل حوالي شهر لكن لم يسمح بالنشر الا يوم امس الثلاثاء. وعلم ان الرجل كان طوال السنوات الاخيرة مصابا بالشلل التام، سوى قدرته على تحريك عينيه،ويتنفس بشكل اصطناعي، وقد طرأ تدهور في حالته الصحية ونشأت مخاوف من عدم قدرته التواصل مع من حوله..عن هذا الموضوع تحدث مراسلنا مع حاخام عكا يوسف يشار والى الشيخ محمد زهرة امام وخطيب مسجد اللبابيدي – عكا، لمعرفة رأي الدين الاسلامي واليهودي في قضية الموت الرحيم،هل جائز ام محرم؟

ما يعجز عنه الطب فقد يكون شفاءه من الله

وقال الشيخ زهرة: ما يقوم به بعض الأطباء من مساعدة المرضى على إنهاء حياتهم أو ما يسمونه بالقتل الرحيم هو أمر مخالف لتعاليم الإسلام، لأنه قتل للنفس التي حرم الله.

والحامل على ذلك هو اليأس من الشفاء وهو قنوط من رحمة الله تعالى، قال تعالى: (قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون) [الحجر: 56]. وقال تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون) [يوسف: 87].

بل لا يجوز للإنسان أن يتمنى الموت لضر نزل به، فكيف أن يقتل نفسه، أو يساعد على ذلك، ففي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يتمنين أحدكم الموت لضر أصابه، فإن كان لابد فاعلاً، فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي.

وتابع الشيخ: المؤمن يعلم أن المرض الذي أصابه وإن كان مزمنا لا يرجى زواله إنما هو ابتلاء من الله تعالى يكفر الله به من خطاياه. قال صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه". متفق عليه. وللترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله حتى يلقى الله تعالى وما عليه خطيئة" [رواه الترمذي وقال حسن صحيح]. وأجمع أهل العلم أن من طلب من شخص أن يقتله لا يجوز له الإقدام على ذلك وإن فعل كان قتل عمد. والمرء الذي أقدم على هذا الطلب يخشى أن يكون قلبه قد عري من الإيمان بالله تعالى. قال عز من قائل: (ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما) ومن يدري؟ فلعل ما يعجز عنه الطبيب يكون شفاؤه من عند الله بلا سبب، أو بسبب له دواء لا يعلمه المريض أو الطبيب المعالج ، قال صلى الله عليه وسلم: "ما من داء إلا أنزل الله له دواء علمه من علمه وجهله من جهله" [أخرجه النسائي] ولمسلم عن جابر يرفعه: "ما من داء إلا وله دواء فإذا أصيب دواء الداء برئ بإذن الله".

الحياة والموت خاضع لله وحده

اما حاخام عكا يوسف يشار فقال:خالق العبد اولى به، وقد خلق الله الانسان بأجمل صورة، فهو خالقه ومتوفيه ،وبحسب الشريعة اليهودية لا يجوز اطلاقا قتل النفس بأي حال من الاحوال ، حتى لو كان المريض يلفظ انفاسه الاخيرة فلا يجوز فعل ذلك، وحياة ساعة مثلها كمثل الحياة الابدية، ومن يفعل ذلك فقد يلقى عذابا اثيما في الاخرة.

وختم الحاخام:بالنسبة للقضية الخاصة فلا يجوز فصل الاجهزة عن المريض حتى يلقى ربه ،وفي هذه الحالة يقع الاثم والمسؤولية على الطبيب والمريض وهيئة المحكمة التي صرحت بالموت الرحيم لهذا المريض.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]