اجواء من الفرح والسعادة عمت محكمة نابلس الشرعية، عقب عقد قران الأسير عبد الفتاح رياض زامل (40 عاما) ،على ابنة عمته خلود فيصل حنون (35 عاما)، وبحضور أفراد العائلة الذين ورغم الأسر أصروا على أن يجعلوا لهذا المناسبة مكانا للفرح في قلوبهم.

لم يكن كل من الزوجين بجانب بعضهما البعض لدى عقد القران في المحكمة، ولم يلمح كل منهما الفرحة في عيني الآخر كما جرت العادة في مثل هذه المناسبات، فالعريس يقبع في سجن النقب ويمضي حكما بالسجن مدة 24 عاما، مضى من تلك المدة أحد عشر عاما منذ اعتقاله بتاريخ 2952003، أما العروس فهي حرة طليقة ولكنها أصرت على هذا الزواج رغم علمها أنها ستكتوي لاحقا بألم الفراق.

العروس ابنة عمته

قبل اعتقال الأسير بثلاث سنوات كان ينوي ويحضر لعقد القران على ابنة عمته، ولكنه لم يتمكن حينها لظروف معينة، ومضت سنوات الأسر الطويلة حتى عاد التفكير مجددا بالارتباط، ولكن هذه المرة بروح يملؤها التحدي والإصرار رغم قهر السجون.

اجواء الفرح

ويتحدث طارق زامل شقيق الأسير الذي أتم إجراءات عقد القران نيابة عن أخيه وبوكالة منه، يتحدث عن أجواء الفرح التي ملأت قلوب العائلتين بعد عقد هذا القران، مبينا أن ما تم هو "فرحة رغم الألم".

الزواج روح جديدة للأسير

ويؤكد مدير مركز "أحرار" للأسرى فؤاد الخفش، أن الزواج بالنسبة لأسير محكوم لسنوات طويلة يعد بمثابة روح جديدة تبعث بداخل الأسير مزيدا من الأمل والحياة والإصرار والتحدي، مشيرا أن الأسرى الفلسطينيين لا زالوا يبدعون في قهر السجان بشتى الطرق والوسائل، ويصرون على الحياة رغم الأسر الذي يحجب عنهم كل معلم من معالم تلك الحياة.

نظرة امل وتفاؤل

ورغم علم كل من الطرفين بصعوبة هذه الخطوة، ولكنهم ينظرون للأمر نظرة تفاؤل وأمل، وكذك الأسير زامل الذي أصبحت حياته من الآن فصاعدا معلقة بمن هم خارج أسوار السجن، ليزداد شوقا ولهفة للتحرر يوما بعد يوم.

ويصبح للأسير زامل من الآن فصاعدا خارج السجون من ينتظر منه رسائل تحمل معاني الاشتياق والمحبة تخرج من بين ظلمات السجون المجحفة بأرواح إنسانية تحلم كما باقي البشر، وسيستوطن ذلك الشخص في عقله وقلبه ويحتل منهما مزيدا من الأمكنة حتى تحين لحظة تصبح فيها الحرية متاحة والحياة ممكنة دون قيود.

 

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]