انتقد المحامي محمد صبحي جبارين – رئيس "مؤسسة الأقصى للوقف والتراث" بشدة مواصلة منظمة أمريكية وشركات إسرائيلية القيام بأعمال حثيثة والبدء في المراحل الأولى في بناء ما يسمى بـ " متحف التسامح" على أنقاض مقبرة مأمن الله الاسلامية التاريخية في القدس ، بمشاركة أدوات بنائية عملاقة وعشرات العمّال يومياً، وأكد أن هذه الأعمال تنتهك حرمة المقبرة والمدفونين فيها ، في أكبر وأعرق مقبرة إسلامية ، كانت تصل مساحتها الى 200 دونماً، تضم بين جنباتها رفات عدد من الصحابة والتابعين والفقهاء والعلماء والشهداء، مشيرا الى أن هذه الأعمال تدل على التواطؤ الأمريكي إذ أن من بادر ويموّل بشكل أساسي هذا المشروع هو منظمة " سيمون فيزنطال" ومقرها في ولاية " لوس أنجلوس" الأمريكية ، وطالب المحامي جبارين التوقف فوراً عن هذا العمل، بل الجريمة بحق عشرات آلاف المدفونين في المقبرة، مطالباً بتحرك دولي إسلامي وعربي وفلسطيني لوقف هذه الجريمة بحق هذه المقبرة التاريخية ، حيث تعمل المؤسسة الاسرائيلية على استهداف التاريخ والحضارة الاسلامية والعربية في القدس المحتلة ومن ضمنها تدمير مقبرة مأمن الله .

حركة بناء قوية

وقالت "مؤسسة الأقصى" في تقرير صحفي عممته الثلاثاء 16/1/2014 أنها رصدت بالصور الفوتوغرافية ، ومن خلال زيارات ميدانية متكررة – رغم تسييج الموقع بسياح حديدي عالٍ ونصب آلات تصوير ومراقبة- في الأيام والفترة الأخيرة حركة بناء قوية ، ونصب آليات عملاقة ، ودخول وخروج شاحنات، وتواصل صب كميات هائلة من الباطون ، في الموقع المسيّج في مقبرة مأمن الله ، حيث يُبنى " متحف التسامح"، كما ورصدت المؤسسة ارتفاع جدران وأعمدة أسمنتية عملاقة ، على ما يبدو انها جزء من بناء " المتحف المذكور" ، وأكدت المؤسسة أن هذا العمل إنما يؤدي الى مواصلة الاحتلال نبش وسحق وإخفاء آلاف جماجم ورفات للأموات ، وطمس وتدمير ممنهج لمقبرة مأمن الله ، هذ الجريمة يمكن اعتبارها جريمة العصر الأكبر بحق مقبرة إسلامية تاريخية، علماً أن بناء هذا المشروع التدميري التهويدي هو بتمويل من منظمة تتخذ من الولايات المتحدة مركزاً لها ، ومنها تقوم وتنطلق جميع التبرعات لبناء هذا المشروع ، كما أن "نتنياهو" بصفته رئيس الحكومة الاسرائيلية بارك وشجع بقوة البدء بل وتعجيل استكمال هذا البناء

متحف التسامح والكرامة الانسانية

وأضافت المؤسسة إن هذا المشروع التهويدي المسمى " متحف التسامح والكرامة الانسانية" ، يُقام على مساحة قدرها 25 دونما من مقبرة مأمن الله الاسلامية والتاريخية ، وبتمويل يصل قدره الى 200 مليون دولار أمريكي من منظمة " سيمون فيزنطال " ، كما وأكدت "مؤسسة الأقصى" انها ما زالت تسعى الى وقف والتصدي الى كافة أشكال اعتداءات المؤسسة الاسرائيلية على مقبرة مأمن الله، وكافة المقدسات الإسلامية والمسيحية وأنها ستواصل هذه الجهود،لافتة إلى أنها نفذت العديد من الخطوات، بعضها كان ينجح في وقف الاعتداءات ، وبعضها كان للأسف يفشل ، لكنها مع ذلك لن تألُ جهدا في الدفاع عن حرمة المقبرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]