قال د. فياض عدوي أخصائي ومدير قسم الغدد والسكري المركز الطبي – زيف في صفد وعضو ادارة الرابطة الإسرائيلية للسكري، في حديث لمراسلنا في شهر التوعية لمرض السكري، ان نقطة الانطلاق تبدأ من كون السكري متفاوت بين مريض وآخر، وان طبيعة المرض متغيرة، اضافة الى ان العوامل التي تسبب السكر عديدة ولا تتعلق بالضرورة في افراز البنكرياس، ففي البنكرياس خلايا تُفرز هرمونات مختلفة ، بعضها لها تأثير على السكر بشكل خاص، وكذلك الكبد يفرز سكر اكثر من اللازم.

ويبدأ السكري عندما يفرز البنكرياس كمية اقل من الانسولين، وبالمقابل يزداد هرمون آخر المعروف باسم غلوكاجون ويسبب ارتفاع السكر بالدم، كما ان للكبد دور مهم في تطور السكر وكذلك عضلات الجسم لها تأثير على السكر والتي من المطلوب منها استيعاب السكر في العضلات، وعندما يصاب الشخص بالسكري يصبح هنالك خلل في استيعاب السكر. هذه الاعضاء الثلاثة لها الأثر الأكبر على السكري.

بالمقابل قال د. فياض عدوي ان هنالك عوامل اخرى ليست اقل اهمية منها افراز الامعاء للهرمونات بعد الأكل وهذه الهرمونات لها تأثير على خلايا البنكرياس في تحفيز البنكرياس على افراز الانسولين وتقلل من هرمون الغلوكاجون الذي يرفع من نسب السكر في الدم، وكذلك لها تأثير على مركز الدماغ واعطاء الشعور بالشبع وتقليل الشهية لكي لا يتناول الشخص اكثر من حاجته.

وقال ان للكلى ايضا تأثير على امتصاص السكر واعادته الى الدم وهو خلل آخر قد يحدث عند اصابة الشخص بالسكر.

من هنا، يقول د. عدوي انه من اجل الحفاظ على توازن السكر هنالك مثلث الحمية والرياضة البدنية والعلاج بالأدوية، وقال ان الرياضة البدنية والحمية الغذائية السليمة هي من شأن المريض بينما العلاج هو شأن متعلق بالطبيب حسب العوامل التي تدخل في اسباب ارتفاع السكر لدى المريض، لذلك من الضروري ملاءمة العلاج للمسبب الرئيس او للعضو المسؤول عن ارتفاع السكر.

العلاجات

ويقول د. عدوي انه بداية يعطى المريض العلاج التقليدي وهو الغلوكوفاج، المعروف بانه فعال وخال من اية اعراض جانبية، ولا يزيد من وزن المريض ولا يخفض السكر بشكل خطر، ومن ثم تبدأ عملية ملاءمة العلاج حسب الحالة لأن العلاجات متنوعة، والعمل على المسبب الرئيس لارتفاع السكر، ومن ثم الأخذ بالحسبان مضاعفات هذه العلاجات خاصة ان بعض العلاجات تزيد من وزن المريض وبعضها يخفض من وزنه وهنالك ادوية تؤثر على الكلى او على القلب والاوعية الدموية الدقيقة، لذلك يجب على الطبيب الاخذ بالحسبان كل هذه المتغيرات عند اعطاء العلاج الصحيح.

انكريتينات

في السنوات العشر الاخيرة حدثت ثورة في مجال الادوية والعلاجات مع دخول الانكريتينات وهي علاجات شبيهة بالهرمونات التي تفرزها الأمعاء لزيادة افراز الانسولين والتقليل من نسب الغلوكاجون، وهي مجموعة أدوية تقسم الى قسمين الاول طويل الامد والثاني قصير الأمد، وطويلة الامد هي "فيكتوزا" و"بايدوريون" وتعمل هذه الادوية كما ذكر سالفا على تحفيز افراز الانسولين، خفض الغلوكاجين، وتقليل الشهية وبالتالي عدم زيادة الوزن. وتؤثر هذه الأدوية بالأساس على السكر في حالة الصيام وليس بعد الوجبات.

ليكسوميا

يعتبر الليكسوميا وهو علاج جديد من العلاجات قصيرة الأمد وتعمل على خفض السكر بعد الوجبات، وتأثيرها الايجابي يكمن في التقليل من سرعة انتقال الطعام من المعدة الى الامعاء وبالتالي يمنع الامتصاص السريع للسكر بعد الوجبات، وابطاء انتقال الطعام من المعدة الى الامعاء يقلل من امتصاص السكر، فضلا عن عملها على تحفيز البنكرياس لإفراز الانسولين والتقليل من افرز الغلوكاجون. اضافة الى ذلك تمنع ارتفاع وزن المريض لا بل تخفض الوزن، وهذا ما يميز الليكسوميا عن سواها من العلاجات. وليكسوميا علاج يعطى مرة واحدة في اليوم وأبرز ميزاته انه يعمل اكثر على المعدة وليس على عضو أخر.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]