تم العثور صباح اليوم الاثنين داخل شقة في مدينة" ريشون لتسيون" على جثة امرأة اربعينية تعرضت للطعن،  وفي حديقة عامة في شارع مجاور على جثة رجل مشنوقاً، واتضح انه زوجها، وتعتقد الشرطة ان الحديث يدور حول عملية قتل ومن ثم انتحار.

وعلم موقع بكرا ان الحديث يدور عن زوج منحدر من اصول اثيوبية.

ومن التفاصيل الواردة من موقعي الجريمة فإن احدى الجارات التي تسكن في شارع" ارنون موشيه"، اتصلت بالشرطة في ساعات الصباح الباكر مبلغةً عثورها على جارتها داخل الشقة، بعد شجار مع زوجها وهي بدون علامات حياة.

وبعد دقائق معدودات من تلقي هذا البلاغ، تم استلام بلاغ في نجمة داوود الحمراء مفاده العثور على رجل اربعيني هو الآخر، مشنوقاً في حديقة عامة في شارع" جولدا مئير" في المدينة على مقربة من الجريمة الأولى.

ويتضح من التحقيقات الاولية ان الحديث يدور عن زوج وزوجة وعلى ما يبدو يدور الحديث عن عملية قتل وانتحار، علما ان الشرطة تحقق في ملابسات الحادثة التراجيدية.

وقالت الشرطة انه لم يبلغ عن حوادث عنف داخل العائلة التي تتكون من الزوجين وخمسة اولاد ما بين 3 الى 20 عاماً.

الاثيوبيون في اسرائيل:

يبلغ عدد المنحدرين من أصول إثيوبية في اسرائيل حالياً نحو 105 آلاف نسمة، منهم نحو 27 ألفاً وُلدوا في اسرائيل. ويعيش السواد الأعظم من هؤلاء الإثيوبيين في أحياء منعزلة فقيرة على أطراف المدن بمنأى تام تقريباً عن التجمعات اليهودية الأخرى، وتشير دراسة أعدتها الوكالة اليهودية في عام 2001 إلى عجز أولئك المهاجرين عن الاندماج في التجمع الاستيطاني الصهيوني، فنحو 45% منهم لا يستطيعون إجراء محادثة بسيطة باللغة العبرية، في حين أن حوالي 65 %منهم لا يجيدون الكتابة باللغة العبرية، بينما يعجز قرابة 35 % من العائلات عن توفير المتطلبات اللازمة لأبنائها الدارسين بالمدارس.

وتتصاعد معدلات الجريمة بشكل كبير في أوساط الشبان الإثيوبيين المقيمين في اسرائيل. فبالرغم من أن نسبة الإثيوبيين لا تتجاوز 1.3 % من مجموع الشباب في اسرائيل، فإنهم يشكلون نحو 2.8 % من المتهمين في القضايا الجنائية التي باشرت الشرطة التحقيق فيها. وقد أصبحت الأحياء التي يسكنها المهاجرون من إثيوبيا مناطق خطرة، نظراً لسيطرة "عصابات الإثيوبيين" عليها.

اسباب الجريمة

ويرجع جانب كبير من هذا النزوع الإجرامي إلى شعور المهاجرين الإثيوبيين بالإحباط والعجز عن الاندماج في مجتمعهم الجديد. فقد اكتشفوا أن وعود الحياة المترفة التي قُدمت إليهم من أجل اجتذابهم للإقامة في "أرض الوعد" لم تكن أكثر من عبارات جوفاء، وسرعان ما تبين لهم عمق الهوة الثقافية والاقتصادية والاجتماعية التي تفصل بينهم والجماعات اليهودية الأخرى، وخاصة تلك الجماعات ذات الأصول الغربية، وما تكنه هذه الجماعات لهم من ازدراء باعتبارهم في مرتبة أدنى.

مسلسل تدمير نفسي متواصل

ويؤكد "إديسو ماسالا"، رئيس "جمعية اليهود القادمين لإسرائيل من إثيوبيا" وأول إثيوبي ينضم إلى "حزب العمل"، أن أبناء "الفلاشا" "يتعرضون لمسلسل تدمير نفسي متواصل بسبب ممارسات التمييز"، مما أدى إلى ارتفاع معدلات الانتحار في أوساطهم، حيث شهد عام 2000 وحده عشر حالات انتحار، وتبلغ معدلات الانتحار في أوساط الشبان الإثيوبيين نحو سبعة أضعاف مثيلتها في أوساط الشباب الآخرين في اسرائيل بصفة عامة.

وقد كان "ماسالا" نفسه هدفاً لعملية تصفية سياسية تنطوي على تمييز صريح، حيث استبعدته قيادة حزب العمل في عام 1999 من قائمة الحزب لانتخابات الكنيست لتفسح المجال لوضع ممثلة اليهود الروس ضمن القائمة. ولم يكن هذا الاستبعاد مجرد إجراء اقتضته الضرورات الانتخابية أو اعتبارات المكسب والخسارة، إذ صاحبته حملة مكثفة تزعمها "إيهود باراك"، زعيم حزب العمل آنذاك، ووصلت إلى حد التعريض ببشرة "ماسالا" السوداء والتشكيك في ولاء يهود إثيوبيا بوجه عام ("اليهود الشرقيون في إسرائيل"، برنامج تحت المجهر، قناة الجزيرة، 3 يناير 2001).

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]