افتتح في مدينة بيت لحم، صباح اليوم الاثنين، ملتقى مال وأعمال الثاني في قصر المؤتمرات بمحافظة بيت لحم، بحضور رجال اعمال عرب وفلسطينيي المهجر، وبمشاركة مجموعة من الوزراء.

ويعقد الملتقى في نسخته الثانية تحت رعاية رئيس الوزراء الدكتور رامي الحمد الله، وضمن فعاليات السنة الدولية للتضامن مع الشعب الفلسطيني، بتنظيم من الشركة المتحدة لتنظيم المعارض والمؤتمرات، بشراكة مع وزارات: الاقتصاد الوطني، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والنقل والمواصلات، والإسكان والأشغال العامة، والسياحة، وهيئة تشجيع الاستثمار.

وفي كلمة نيابة عن رئيس الوزراء، قالت وزيرة السياحة رولا معايعة ان القيادة الفلسطينية تولي اهمية كبيرة لتعزيز الاقتصاد كاداة مهمة في دعم صمود الشعب الفلسطيني وتثبيت اسس دولته المستقلة.

واضافت: ان لاهتمام اركز على تعزيز وتطوير فرص الاستثمار في فلسطين، واستقطاب راس المال الفلسطيني، المحلي والخارجي، مشيرة الى خطوات ملموسة في هذا الاتجاه رغم كل الاجراءات والعرقيل الاسرائيلية، والتي تمثل اعاقة مشاركة عدد من المستثمرين في الملتقى خير دليل على هذه العراقيل.

وقالت ان اجراءات الاحتلال حرمت كثيرين من المشاركة في اعمال الملتقى، "حيث ان اقبال رجال الاعمال العرب، والفلسطينيين المتواجدين قسرا في الشتات، على الاستثمار في فلسطين يقابل بهذا التعنت الاسرائيلي الذي يسعى الى ضرب كل ما هو فلسطيني وخصوصا الاقتصادي، في سياسة ممنهجة تهدف الى تقويضة ومنعه من النمو والتطور".

واضافت: ان وجود الاشقاء العرب هنا اليوم رسالة قوية للاحتلال بان الشعب الفلسطيني ليس وحده، وانما تقف كل الشعوب العربية الى جانبه وتسانده".

وخاطبت معايعة المشاركين قائلة "ان دعم الاقتصاد الفلسطيني من خلال الاستثمار يعني بلا شك ايجاد فرص عمل لالاف الفلسطينيين، وهذا بالتاكيد يعمل على تثبيتهم وضمودهم على ارضهم"، داعية الى انشاء شراكات مع رجال الاعمال المحليين.

ونقلت معايعة شكر الحكومة الفلسطينية للعاهل البحريبي الملك حمد بن عيسى ال خليفة، على دعمه للملتقى وارسال وفد رفيع للمشاركة فيه، كما اعربت عن شكرها للامارات العربية المتحدة وقطر والاردن.

رجال أعمال من المهجر ...

وكان رئيس الملتقى هيثم يخلف استهل اعمال الملتقى مرحبا بالمشاركين، وخصوصا من الخارج، "الذين شكل قدومهم الى فلسطين تحد للاحتلال وللتأكيد على أن الشعب الفلسطيني ولاقتصاده".

واعتبر مشاركة رجال اعمال عرب ومن فلسطينيي المهجر "رسالة بان الاقتصاد الفلسطيني لن يترك رهينة للمساعدات الاجنبية المشروطة".

وتحدث يخلف عن العراقيل التي وضعها الاحتلال في مواجهة تنظيم الملتق، حيث لم يصدر تصاريح سوى ل70 من اصل 205 طلبا قدمت، ولم تصدر التصاريح الا قبل 3 أيام فقط من انعقاد المؤتمر ، حيث لم يتمكن سوى 50 شخص عمل الترتيبات اللازمة للدخول الى فلسطين لضيق الوقت، في حين لم يسمح لاي من رجال الأعمال في غزة من الوصول الى الضفة.

وقال: يعتقد الاحتلال انه يستطيع افشال هذا الحدث، لكني اقول للمشاركين العرب وفلسطينيي المهجر، ان وجودكم بيننا اليوم هو النجاح بذاته".
واضاف: سيعقد هذا الملتقى ليوم واحد فقط، لكنه سيبقى حاضرا في ذاكرة المشاركين لانه ينعقد في ظروف استثنائية معقدة، وهو يستمد الامل من تفاعلكم وترجمة الاهتمامات والاقوال الى افعل وشراكات.

وبين يخلف أن القطاع الخاص الفلسطيني يمثل في المؤتمر بمختلف مكوناته، وجميعا حضروا للتأكيد على أنه يوجد أمل كبير في فلسطين واستثمار ذو جدوى، ونتوقع أن يخرج هذا المؤتمر بشكل الأفضل الذي يخدم الاقتصاد الفلسطيني بشراكات وأعمال مختلفة بين فلسطين والعالم.
بدوره، قال رئيس اتحاد جمعيات رجال الأعمال الفلسطينيين سمير زريق، إن القطاع الخاص الفلسطيني لم يكن يوما بعيدا عن المعامان التي يسببها الاحتلال وسياساته التي لا تخفى على أحد، والهادفة لابقاء تبعية الاقتصاد الفلسطيني للاقتصاد الاسرائيلي.

واضاف أن القطاع الخاص مستمر بتصدىه لهذه السياسات وتشيكل قصص نجاح كبيرة، وكان دوما رافعة أساسية للاقتصاد الفلسطيني، لافتا الى ان جمعية رجال الأعمال هي شريك رئيسي في صناعة القرار المرتبط بالقطاع الخاص وعملت الجمعية على تقديم مختلف الخدمات التي تخدم القطاع الخاص الفلسطيني على الصعيدين العربي والدولي.

واستعرض زريق الدور الذي يضطلع به اتحاد جمعيات رجال الاعمال، سواء في توحيد الجمعيات والملتقيات الخاصة برجال الاعمال داخل فلسطين، وكذلك التواصل مع رجال الاعمال الفلسطينيين في المهجر، وتشكيل مجالس مشتركة مع المؤسسات الرديفة في كثير من الدول.

رسالة للوقوف مع فلسطين

من جهته، أكد نائب رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية والزراعية خليل رزق، ان عقد الملتقى بمشاركة عربية ومن فلسطيي المهجر في هذا الوقت بالذات "هو رسالة للوقوف مع فلسطين وشعبها الصابر المدافع عن كرامته وعن كرامة الدول العربية والإسلامية".

وبين أبناء الشعب الفلسطيني سيواصل العمل لانجاز مشروعه الوطني بمكوناته الاقتصادية والسياسية، مقدما شكرا للمبادر بتنظيم هذا الحدث المميز الأخ هيثم يخلف صاحب ومؤسس فكرة مال وأعمال في فلسطين، فقد أصبح هذا الحدث مناسبة للقاء بين رجال وسيدات أعمال من مختلف الدول الداعمة للشعب الفلسطيني، ومحطة لاستشراف الغد القادم.

ودعا رجال الأعمال المشاركين إلى المبادرة للاستثمار في فلسطين وإقامة مشاريع مشتركة مع نظرائهم الفلسطينيين، فلسطين تقدم حوافز مشجعة للاستثمار ويمكن أن يحقق رجال الأعمال أرباحا لافتة في فلسطين، والإحصاءات الرسمية تؤكد ذلك إذ ارتفعت الاستثمارات خلال السنوات الأربعة الأخيرة بشكل لافت.

ودعا إلى تركيز الاستثمار في مدينة القدس باعتباره واجب وطني وديني لحمايتها من التهويد والاستهداف، وكذلك دعا إلى الاستثمار في قطاع غزة الذي دمر الاحتلال مناطق واسعة منه وعدد كبير من المنشآت الاقتصادية وهي بحاجة لمد يد العون من أجل مساعدة تلك المنشآت على النهوض والعودة للعمل من جديد.

وفي كلمة باسم مجلس العمل الفلسطيني-البحريني، والوفد البحريني المشارك في الملتقى، اكد اسامة شهاب الدين أن المجلس سيكون لبنة من لبنات العمل المشترك بين فلسطين والبحرين، وأن رجال الأعمال سيستثمرون في فلسطين بشكل أكبر لدعم اقتصادها وصمودها.

وقال "حضرنا من بلد صغير بالمساحة لكن سمائها عالية جدا كسماء فلسطين، وقد اختلف أهل البحرين في أكثر من جانب لكنهم اجتمعوا على حب فلسطين"، مبينا أن فرص العمل المشتركة كثيرة ونتوق للتعاون مع فلسطين.

إلى ذلك، قال محمد أبو عين في كلمة اتحاد المصدرين والمستوردين الفلسطينيين، إن فلسطين تستحق مستقبلا مزدهرا بعد كثير من المعاناة بسبب الاحتلال، وأن انعقاد المؤتمر هو رسالة تحد واصرار لتطوير قطاع الأعمال في فلسطين الذي حقق نجاحات كبيرة رغم عقبات الاحتلال، وهذه النجاحات يحق لنا الفخر فيها.

وبين أن صمود رجال الأعمال وسعيهم للنجاح يؤكد أن فلسطين واعدة بالخير وحبلى بفرص استثمارية على الجميع أن يلتقطها، ومعبرا عن أمله أن يكون هذا المؤتمر مناسبة لتبادل الخبرات وبناء الشركات وتعزيز ما هو قائم منها، ونحن على ثقة كبيرة أن المسؤولية الكبيرة التي تجمعنا بالشراكة مع القطاع الخاص تشكل نبراسا لبناء الوطن والتغلب على إجراءات الاحتلال.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]