أسامة أبو الرب هو مزارع فلسطيني تمكن من زراعة ثمرة الفراولة في مسقط رأسه، قباطية، بمحافظة طوباس وإنتاجها قبل موسمها بشهرين، وإمتاع السوق بفراولة عضوية فلسطينية.

حلم اسامة انتقل الى ابنتيه

حلم زراعة الفراولة لم يكن حلم اسامة لوحده بل هو نجح أيضا في نقل هذا الشغف إلى إبنته حنين المهندسة الزراعية حيث كانت نتيجة هذا الشغف أن عملت حنين على أن يكون مشروع تخرجها من جامعة القدس المفتوحة عن مزرعة الفراولة الخاصة بوالدها. حنين وبعد أن شهدت نجاح والدها قررت إختيار مهنة الهندسة الزراعية وأن تخرج عن المألوف وأن تتعلم مهنة والدها وتصبح مهندسة زراعية تعمل بالارض، لتغرق بوحل الشتاء في أرض والدها وتستنشق عطر زهور ثمار تزرعها بيدها، وتشرف عليها صباحاً ومساءً.

حنين ورغم صغر سنها إلا أنها تمتلك معرفة كبيرة عن الزراعة وإمكانياتها ومعيقاتها الأمر الذي ساهم في تعميق معرفتها هي ووالدها بظروف زراعة الفراولة في الأراضي الفلسطينية حيث أكدت حنين بأن زراعة الفراولة بالضفة ليست بالسهلة بل تحتاج لظروف خاصة ومناسبة لزراعتها وإنتاجها، وأهمها وجود نظام ري خاص، ودرجة رطوبة معينة، وسماد طبيعي بمستويات محددة.

اجواء مناسبة لزراعة الفراولة

وتضيف حنين: " كان لابد من توفير الأجواء المناسبة لزراعة الفراولة في الضفة الغربية، وهنا اعتمد والدي أسامة أبو الرب نظام ري ورطوبة وسمادا محوسب، لكي يوفر متطلبات نمو الشتلة وتزهيرها، وتلقيحها، وتثميرها داخل بيوت بلاستيكية".

وشرحت حنين أهمية إستخدام تكنولوجيا الزراعة المعلقة والري والتسميد المحوسب في إدارة المزرعة وتأثيرها على الإنتاج: "إن إستخدام الزراعة المعلقة أدى إلى مضاعفة الإنتاج بثلاث مرات، فيما أدى إستخدام نظام الري والتسميد المحوسب إلى تخفيض إستهلاك المياه من 10 أكواب في المزارع المفتوحة إلى كوب واحد للدونم الواحد يوميا، بالإضافة لعدم الحاجة لإستخدام المبيدات الكيماوية ".

وفي هذا الإطار، يقول أسامة : "لم أدخل هذه التجربة بدون معرفة مسبقة بل كان عندي إلمام بجميع المعلومات التي أحتاج أن أعرفها كمزارع ، بدأت بزراعة دونم واحد فقط بمزرعة مفتوحة، خاصة وأنها ثمرة تحتاج لجهد خاص ونظام ري وتسميد معين ودرجة رطوبة عالية". نسبة نجاح "القطفة" الأولى كانت 40% وحينها أدرك أسامة أنه بحاجة لبنية متينة وبحاجة لتوفير اجواء اكثر ملائمة لكي تنجح القطفة التالية ،وهنا كانت النقلة التي أحدثها أسامة، حيث تحولت المزرعة البسيطة خلال فترة قصيرة الى مزرعة نموذجية لتضم الآن 30 دونماً معلقاً و15 دونما ارضيا.

تطور ملموس وفراولة ذكية

تطرقت حنين في بحثها الجامعي إلى التطور الذي طرأ على مزرعة والدها والتي تعتاشُ منها أكثر من 12 عائلة حيث يعمل معيلوها.وتؤكد حنين ان الجانب الاقتصادي للمزرعة مهم جداً، إذ إنه تم تصدير الفراولة وتزويد السوق المحلي بها خلال شهر تشرين اول (اكتوبر) العام 2014 الجاري اي قبل الموسم بشهرين، وكان الانتاج جيد جداً ووفيرا، مما أدى إلى تبني هذه التجربة الريادية من قبل الوكالة الامريكية للتنمية (USAID) في كل من قرى (قباطية-طوباس، علار-طولكرم، عتيل-طولكرم، الجلمة-جنين، وارتاح-طولكرم)، بحيث تكون هذه المزارع الخمسة هي نواة لقطاع زراعي جديد وواعد.

بشغف هذا المزارع أصبحت الفراولة متوفرة بالسوق الفلسطيني، فتناول فراولة حلوة الطعم، وحمراء اللون، ووطنية المصدر وقبل موسمها كان يعتبر مستحيلا حيث أن ما اعتدنا عليه من منتجات زراعية مبكرة كانت دائما مليئة بالهرمونات والسماد الكيماوي، فضلاً عن غلاء أسعارها. ولهذا، يعتبر مشروع أسامة أبو الرب لزراعة الفراولة العضوية في قباطية قصة نجاح متميزة ودليل واضح بأن "من جدّ وجد ومن زرع حصد".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]