يهاجم دان مرجليت في "يسرائيل هيوم" الرئيس الفلسطيني ويكتب ان ابو مازن يعمل بالمقلوب. فهو يهدد بوقف التعاون الأمني مع اسرائيل، ويعرف ان موشيه يعلون دقيقا في ادعائه بأن الفلسطينيين سيتضررون اكثر من اسرائيل اذا تم تنفيذ هذا التهديد، وهذا ما يقوله له قادة اجهزته الأمنية، ايضا. لكنه يواصل التهديد، ولا ينفذه.

الا ان روح القائد تحقق هدفها، ويقوم الشبان الفلسطينيين بمبادرات لرشق الزجاجات الحارقة على سيارات اليهود، فتصيب احداها سيارة فتحترق، وتتسبب للطفلة ايالا شبيرا بالاحتراق ومصارعة البقاء.

انه يطالب، ايضا، بنشر قوات السلطة على معابر غزة، بناء على الاتفاق الذي تم خلال عملية الجرف الصامد. لقد هدفت عملية الجرف الصامد الى تحقيق هذا الهدف بالذات، ولم يكن بمقدورها تحقيق اهداف اخرى (الا لو كانت اسرائيل قد اخطأت واحتلت غزة). ولكنه هنا تحين لحظة التمييز الدقيقة للخبراء.

ابو مازن لا يسارع الى تحقيق نشر قواته على المعابر، ويساهم تردده في اضعاف ضغط الدول العربية الداعمة على حماس كي توافق على ذلك. العجل لا يريد الرضاعة تماما كما لا تريد البقرة المنكوبة ارضاعه.

وحانت الآن مرحلة اخرى تعتبر مركزية. فأبو مازن لم يكتف بتقديم مشروع القرار الذي يدعو مجلس الأمن الى اقامة دولة فلسطين من جانب واحد، وانما يسعى الى التصويت العاجل عليه. لماذا؟ مرة اخرى يعمل بالمقلوب.

يمكن للتركيبة الحالية لمجلس الأمن رفض الاقتراح. وبعد الاول من كانون الثاني، ستتغير هذه التركيبة، وستكون مريحة، ظاهريا، للفلسطينيين، وستكون هناك غالبية مؤيدة لهم، الامر الذي سيضطر الولايات المتحدة الى استخدام الفيتو. لكن ابو مازن لا يريد احراج الامريكيين بفرض الفيتو، ولذلك يفضل الخسارة الآن. مرة اخرى بالمقلوب.

من هذه الناحية، من المناسب لإسرائيل عدم ترك المفاوضات تتدهور نحو باب موصد. صحيح ان نتنياهو ليس معنيا بحل الدولتين للشعبين، الذي يعتبر أهون الشرين، ولكنه حتى لو اظهر سخاء اكبر ازاء الفلسطينيين لما كان سيفوت شيئا، حسب وجهة نظره. اذ انه كان سيتبين مرة اخرى، ان ابو مازن هو سياسي يعمل بالمقلوب.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]