اجرى مراسل موقع بكرا مقابلة مع المحلل السياسي وديع ابو نصار حول الاسلاموفوبيا في اوروبا بشكل خاص بعد عمليات فرنسا والمانيا صباح اليوم.

واكد ان مظاهرة باريس اليوم سيكون لها اصداء ايجابية وسلبية مشيرا الى ان وسائل الاعلام ضخمت من موضوع الاسلاموفوبيا في اوروبا داعيا الى ضرورة تعزيز الحوار المبنى على التفاهم ونبذ العنف من الجميع.

واعتبر ان مواجهة التطرف مثل تربية الولد وهو امر معقد شائك ويحتاج الى زمن طويل, ولكنه قال ان الخطوة الاولى هي اعطاء كل صاحب حق حقه مؤكدا على ان عدم الاستقرار في الشرق الاوسط يؤثر سلبا ويغذي التطرف في العالم كله.

وفيما يلي نص اللقاء:

اليوم مظاهرة مليونية ضد العنف في اوروبا، كيف تنظر اليها؟

تنظيم المظاهرة والمشاركين فيها من زعماء عالميين يدل ان هناك رفضا عالميا واسعا من جميع الاطياف وعلى راسها قادة العالم الاسلامي ضد الهجمات الارهابية التي وقعت في باريس قبل يومين. هذه المظاهرة سيكون لها اصداء ايجابية وسلبية فالايجابية منها هي التكاتف والعمل المشترك بين العديد من دول العالم من خلال تبادل المعلومات والافكار حول كيفية محاربة الارهاب والتيارات الاصولية المختلفة.

ومن الناحية السلبية قد تؤثر على علاقة الغرب بالدول المسلمة من جهة وعلى الجاليات الاسلامية المقيمة في اوروبا من جهة اخرى. وقد تكون هناك بعض التداعيات من قبل بعض المتطرفين المحليين في اوروبا لا سيما من عناصر اليمين المتطرف هناك الذي قد تنادي بنوع من العداء ضد كل ما هو مسلم في اوروبا وخارجها.

اي انك تقول ان هناك تضخيما لما جرى، فما هو برأيك دور وسائل الاعلام في ذلك؟

ما في شك ان هناك تضخيما من قبل وسائل الاعلام في الكثير من الاحيان وليس في موضوع باريس فقط والكثير من الاحيان عندما تحدث اعمال عنف مرتبطة بفئات اصولية يتم تضخيمها بشكل شبه فوري وبالتالي يؤثر بشكل كبير على الراي العام ليس بالضرورة ايجابا بل في الكثير من الاحيان سلبا.

ولكن يجب علينا الا نضع راسنا في الرمل وهناك ظاهرة اسلاموفوبيا عند بعض القطاعات الاوروبية ولا نستطيع ان نقول انها موجودة عند غالبية الاوروبين و جزء كبير منهم متقبل للاسلام , لا بل حدثت مظاهرات في المانيا وغيرها التي ترفض معادة الاسلام.

المشكلة مع الارهاب وليس مع الاسلام

هناك اراء واضحة وعلى رأسها الرئيس الفرنسي الذي قال لا توجد مشكلة لدينا مع الاسلام وانما مع الارهاب. وهذا هو موقف غالبية الساسة في اوروبا. ولكن هناك بعض الحركات اليمينية المتطرفة في اوروبا التي تتميز بنوع من الاسلاموفوبيا تجاه كل ما هو مسلم , وهناك من يعادي كل من هو غير اوروبي.

الا تعتقد انه وجب عقد اجتماع للديانات الثلاث يدعو لنبذ العنف، لماذا لا تبادرون؟ هل هناك عوائق؟

هناك اتصالات رفيعة المستوى التي بادر اليها الكرسي الرسولي " الفاتيكان" من خلال الاتصال مع العديد من القيادات الاسلامية واليهودية حتى من ديانات اخرى من اجل اتخاذ مواقف واضحة ولكن المشكلة الكبرى ان هذه الاتصالات بالاساس بين قيادات دينية معروفة باعتدالها وبمواقفها التي تدعو الى التاخي والحوار ونبذ اعمال العنف, المشكلة هي مع الجهات الاصولية التي تغذي الارهاب مثل زعيم حركة داعش وحركة "بوكو حرام" في نيجيريا وغيرها من الحركات الارهابية التي لا يمكن الحوار معها ولا تتأثر من اقوال ومواقف تقوم بها جهات معتدلة حتى لو كانت اسلامية , هذا لا ينفي الحاجة الى المزيد من العمل المشترك على مستوى القادة البارزين المسؤولين عن الديانات الموحدة الثلاث على الاقل من اجل اسماع المزيد من الاصوات المنادية بضرورة تعزيز الحوار المبنى على التفاهم ونبذ العنف من الجميع.

برأيك كيف بالامكان مواجهة التطرف؟

مواجهة التطرف مثل تربية الولد وهو امر معقد شائك ويحتاج الى زمن طويل, ولكن الخطوة الاولى هي اعطاء كل صاحب حق حقه، من جهة خاصة ان عدم الاستقرار في الشرق الاوسط يؤثر سلبا ويغذي التطرف في العالم كله , من جهة اخرى يجب على الاوروبين تطوير طرق من اجل دمج جميع القادمين الجدد الى اوروبا في المجتمع الاوروبي حتى لا يشعروا بانهم منبذوون والا يجب عدم السماح بالهجرة.

كما يجب عدم الكيل بمكيالين فالكثير من الناس وخاصة المسلمين في اوروبا وغيرها ساخطون على الغرب لانه يبدو انه يكيل بمكالين ويغض الطرف عن ممارسات اسرائيل وكذلك عن بعض الاعمال التي يقوم بها الاحتلال اسرائيلي في حين يقف بالمرصاد تجاه اي تحرك اسلامي او عربي , هذا الكيل بمكيالين ينعكس سلبا على علاقة العرب بالغرب ويؤثر سلبا على علاقة المسلم بالاوروبي وغيره في الغرب عامة.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]