لا شك انه وفي مثل هذه الايام تعيش عائلة مواسي في طمرة ذكريات صعبة،حيث تستعيد ذكرى استشهاد شهيدها عدنان الذي طالته يد الغدر في عام 1990 بالمسجد الاقصى،وتتأجج المشاعر ولوعة الفراق خاصة في هذه الايام تزامنا مع سقوط شهيدين جديدين في النقب..

مراسل بكرا التقى عائلة الشهيد ليقف مع افرادها عن كثب حول المشاعر واستعادة الذكريات لذلك اليوم العصيب الذي سقط فيه عدنان شهيدا برصاص الشرطة والجيش الاسرائيلي في باحات المسجد الاقصى.
 
كلما سقط شهيدا في الداخل تصيبني قشعريرة في بدني

وقالت زوجته يسرا ام جهاد:كان المرحوم مرابطا في المسجد الاقصى ولم ينقطع عنه بتاتا،وكان يشد الرحال اليه كل اسبوع واحيانا اكثر من ذلك،فقد كان قلبه معلقا بالمسجد الاقصى،وحين اعود بالذاكرة لذلك اليوم المشهود اشعر بقشعريرة تسري في بدني، وترك زوجي وراءه طفلتنا فردوس و كان عمرها انذاك شهرين فقط،وعندما بلغنا خبر استشهاده دخلت في غيبوبة استمرت لساعات وساعات ،واليوم وفي ظل تكرار الاعتداءات التعسفية على المسجد الاقصى وسقوط عشرات الشهداء في الداخل الفلسطيني بت ادرك اننا مستهدفون ولا يستثنون لا البشر ولا الحجر... 

مسؤولية كبيرة لم اكن اتوقعها

بدوره فقد قال مصطفى شقيق الشهيد عدنان:نحمد الله على ان فردا من عائلتنا نال الشهادة،والشهادة تعني الكثير عند رب العالمين،وشهادة اخي عدنان تعيدني بالذاكرة الى سلوكه قبل العودة للدين والرباط في الاقصى وما بعد ذلك حين نال الشهادة،فقد كان عدنان انسانا معطاء وخلوقا وتعجز الكلمات عن وصف اخلاقه الحميدة.

وتابع مصطفى:" كان يوما صعبا للغاية، اذكر عندها حين عدت الى البيت من عملي قبل ربع قرن وسمعت عن سقوط شقيقي الاكبر برصاص الاعداء في الاقصى، لم يكن الامر سهلا حيث ترك اخي زوجة وطفلة صغيرة،وكان لا بد لي من تحمل مسؤولية كبيرة لم اكن اتوقعها..

واسهب مصطفى حول روح الوطنية التي يتحلى بها فقال: لا شك ان شهادة اخي اعطتني دفعة كبيرة في هذا السياق،ولا ننسى ان عائلة مواسي قدمت اكثر من 15 شهيدا خلال احداث النكبة،فروح الوطنية والكفاح تجذرت في العائلة منذ زمن بعيد...

وحول سقوط شقيقه في ذلك اليوم ختم مواسي فقال:لم افاجأ من خبر استشهاد عدنان،وفي تلك الليلة وقبيل سفره الى المسجد الاقصى كان عدنان يداعب طفلته ويداعبها وسألها من يرعاك بعد استشهادي،فقلت له لا تقلق سأرعى فردوس افضل رعاية بل زدت على ذلك وقلت له يا اخي نل الشهادة ولا تقلق وستكون فردوس في رعايتي،وشاء القدر ان يستشهد عدنان وكان لا بد من الايفاء بالعهد حيث تزوجت ام الطفلة بعدها لاحافظ على عائلته.

شكر لرئيس بلدية طمرة سهيل ذياب

وانهى قائلاً:" في هذه المناسبة لا بد من شكر رئيس بلدية طمرة د. سهيل ذياب الذي بادر الى احياء ذكرى الشهيد عدنان علما ان من سبقوه لم يلتفتوا الى ذلك مطلقا،كما اشكر الشيخ ابراهيم حجازي الذي سعى الى احياء ذكرى الشهيد..

شاهدوا الفيديو

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]