بعد نحو عامين من العمل المستمر، احتفى "بيت الموسيقى" في شفاعمرو، أول أمس الخميس، بإطلاق مشروعه الجديد الذي يحمل اسم "خرز مغنى"؛ وهو عبارة عن مورد يضم اسطوانة مرفقة بكتاب أغانٍ ورزمة أنشطة للعمل مع الأطفال. وذلك بحضور مجموعة من الشخصيات التي تعمل في مجال الطفولة المبكرة؛ من مربيات ومرشدات ومسؤولين في وزارة التربية والتعليم، منهم السيدة فاطمة قاسم المفتشة العامة لجيل الطفولة المبكرة في المجتمع العربي، وبحضور ممول المشروع السيد مارك متاهيرو من مؤسسة برنارد فان لير الهولندية. تخلل برنامج الأمسية عرض حي لعدد من الأغاني التي احتوت عليها الاسطوانة، بمشاركة العازفين وأطفال من جوقة بيت الموسيقى والمغنية الرئيسية روزان خوري. كما عرض فيم قصير يسرد تاريخ بيت الموسيقى وإنجازاته، تلاه عرض لمشروع "خرز مغنى" والحاجات التي دفعت إلى المبادرة إليه وصيرورة العمل والأدوات التي استخدمت لتنفيذه. يأتي هذا الاحتفاء بالمورد والطفل، والذي جرى بأجواءٍ حميمة واحتفالية أضفتها الموسيقى الحية التي اختيرت من الاسطوانة، تزامنًا مع احتفاء بيت الموسيقى هذا العام بإتمام خمسة عشر عامًا منذ تأسيسه عام 1999.

اثنتا عشرة أغنية يضمها الكتاب والاسطوانة، شارك في كتابتها عدد من الكتاب والشعراء العرب، ووضع ألحانها موسيقيون، بعضهم من بيت الموسيقى. وقد استمر العمل على هذا المشروع أكثر من سنتين، تم فيها تجميع النصوص التي تتطرق لتفاصيل وعوالم الطفل وبيئته الأولى، تم فيها كذلك وضع الألحان وتوزيع الأغاني بحرفية ومهنية عالية، يتعرف من خلالها الطفل على الموسيقى والمقامات الشرقية. يشار إلى أن الكتاب والاسطوانة، الملائمين للأجيال 3-6 سنوات، مرفقان بكراسة إرشادية لتفعيل الطفل وإرشاد الحاضنات والمربيات. حيث عمل على تنفيذه طاقم مهني من بينه: روزان خوري؛ مركّزة فنّيّة للمشروع وأخصّائية في التربية الموسيقيّة، أدت الأغاني وكتبت الأنشطة الموسيقيّة في الرّزمة. د. كلاوديا جلوشانكوف؛ مستشارة موسيقيّة للمشروع، باحثة وأخصائيّة في التربية الموسيقيّة في الطفولة المبكرة. عامر نخلة؛ مشرف على المشروع موسيقيًّا وفنّيًا، مدير معهد "بيت الموسيقى" وشارك في تلحين اغنيتين. منى سروجي؛ لُغويّة، أخصّائيّة في تربية الطفولة المبكرة، شاركت في اختيار النصوص، وفي كتابة الرّزمة وإغنائها بمضامين تربوية، وعلى التّحرير اللغوي للمورد. وربى سمعان؛ منسّقة المشروع في "بيت الموسيقى".


يقول السيد عامر نخلة، مدير بيت الموسيقى: "لا يمكننا في هذه المناسبة التي نصدر فيها مورد "خرز مغنى" إلا أن نشعر بالفخر والاعتزاز. لأننا استطعنا أن نخلق مشروعًا يسد جزءًا، ولو بسيطًا، من فراغ المراجع الذي يعاني منه مجال الموسيقى للطفولة المبكرة في مجتمعنا. وأعتبر هذا المشروع إضافة نوعية، عمل عليها بكثير من الحرص والمهنية من حيث النص واللحن، فتجيء بمراعاة لمقدرة الطفل؛ تخاطب ذهنه وحسه وإبداعه. ثم إن المورد يتيح أدوات عملية للمربيات والحاضنات من أجل تمرير المادة بشكل حيوي ومدروس للطفل".
يجيء مشروع "خرز مغنى" نتاجاً للعمل في مبادرة "more music more life" وهي مبادرة وضعها بيت الموسيقى من أجل خلق بيئة موسيقية وإيجاد مادة موسيقية قيّمة وملائمة لجيل الطفولة المبكرة، في مسعى للمساهمة في بناء منهاج تعليمي وتطوير التعليم الإبداعي من خلال الموسيقى للأطفال، في ظل غيابه الملموس في مجتمعنا العربي في الداخل. وتعتبر هذه المبادرة امتداداً لعمل بيت الموسيقى مع الطفولة المبكرة من خلال وحدة "الموسيقى والطفل" التابعة لمعهد بيت الموسيقى- الكونسرفتوار، والتي يتعرف الطفل فيها على عالم الموسيقى من خلال توجيهه لاختيار آلته المحببة، وتحفيز ذهنه وتعبيره وقدراته الموسيقية.
يشار إلى أن الطبعة التي دشنت البارحة هي طبعة تجريبية، ويعمل بيت الموسيقى الآن على إتمام حصول المورد على اعتراف رسمي من وزارة المعارف، بحيث يصبح مرجعًا رسميًا لكل من يعمل في مجال الطفولة المبكرة في المجتمع الفلسطيني في الداخل. كما عمل بيت الموسيقى على تطوير وحدة تدريبية للمربيات والحاضنات، في إطار استكمال مستقبلي لهن من وزارة التربية والتعليم.

 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]