ما قبل اعتداء القنيطرة، ليس كما بعده، هذه ببساطة صورة الهلع الذي يدبّ في قلوب سكان البلدات اليهودية في منطقة الجليل المحاذية للحدود اللبنانية، إذ يعيشون منذ تنفيذ الاعتداء هاجس تسلّل عناصر "حزب الله" عبر الأنفاق، التي يّدعون وجودها تحتهم.

ويبدو أكثرهم قناعةً بوجود هذه الأنفاق قاطنو كيبوتس "زرعيت" المواجة لبلدة مروحين، والتي أقيمت على أنقاض بلدة "طربيخا"، إحدى القرى اللبنانية السبع. وهم يعيشون على مقربة من الخطّ الأزرق، إذ يبعد أقرب منزل عن الشريط الشائك حوالى مئة متر، وتفصله عن الحدود احد المصانع الكبيرة من جهة، وموقع عسكري إسرائيلي ضخم مجهز بالرادارات من جهة أخرى.

ويدّعي سكان "زرعيت" سماع أصوات أعمال حفر لأنفاق تحت منازلهم ينفذها حزب الله. والأنكى من ذلك، تداول سكّان "زرعيت" لفيديو عبر "واتس آب" لمغسلة احد المنازل يسمع عبر أنبوبها أصوات حفريات وضجيج.

ولم يبق "الفيديو" طويلاً على "الواتس آب" بل سرعان ما وصل إلى "القناة العاشرة" الإسرائيليّة التي بثّته، أمس الأوّل، لتزيد من خلاله حالة الرعب.

السيناريو الموجود عند سكان الشمال الاسرائيلي هو: تسلّل "حزب الله" إلى بلدتهم عبر هذه الأنفاق، وهم لذلك حاولوا إيصال صوتهم إلى الجيش الإسرائيلي علّه "يداهم الأنفاق". وبعد تمنّع الجيش من القيام بالإجراءات، توعّد سكّان "زرعيت" أن يبحثوا عن "حزب الله" بأنفسهم! إذ أكّد البعض منهم أنّهم "سيبحثون عن أنفاق "حزب الله" في ظل تلكؤ الجيش الإسرائيلي وعدم اكتراثه لهواجسهم وهم الذين يخشون أن يتسلل عناصر الحزب إليهم.

أما في الجانب اللبناني، فالصورة مختلفة تماماً ومشهد آخر يضجّ بالحياة مشوباً ببعض القلق من عودة التوتر إلى الحدود بعد عدوان القنيطرة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]