تهنئة الشيخ موفق طريف بمناسبة زيارة مقام النبي الخضر

يحتفل الدروز اليوم الاحد بزيارة مقام النبي الخضر عليه السلام في كفر ياسيف، وبهذه المناسبة ارتأى موقع بكرا نشر كلمة الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ورئيس لجنة المبادرة الدرزية الشيخ موفق طريق بهذه المناسبة العطرة، وكل عام وجميع المحتفلين بألف خير...

نص التهنئة:

بسم الله الرحمن الرحيم

مع حلول العيد والزيارة التقليدية السنوية لمقام سيدنا الخضر, عليه السلام, يُسعدني أن أتوجه الى عموم أبناء طائفتي التوحيدية, في البلاد وخارجها, بأجملِ التحياتِ المُباركاتِ, وخالص التهاني القلبية الممزوجةِ بروح المحبةِ والإيمان بقدسية سيدنا الخضر عليه السلام, وأنبياء الله, سلام الله عليهم, أجمعين, متمنياً على الله, سبحانهُ وتعالى, أن تكون هذه الزيارة فاتحةُ خيرٍ وسلامٍ وهدوء للجميع, وأن ينعم أبناء الطائفة, وكافة المواطنين في هذه الديار, بالاستقرار والرخاء والسعادةِ والعيش الرغيد .

لقد جاءت الأعيادُ لِتُذكرنا بوجود الله سُبحانه وتعالى, وأنبيائهِ المُكرمين, ولحثنا على التوبةِ والارتداد عن المعاصي, والسعيِ لنشر المحبة بين الناس, والإكثارِ من عملِ الخير, ومحاسبةِ النفسِ والتجاوزِ عن سيئاتِ الآخرين, ولتقريبِ القلوب, والعمل من أجل العيشِ في سلمٍ وسلام, وأمنٍ واستقرار, وطُمَأنينةٍ وازدهارٍ وأمان . وعليه فإنني أتوجُّه إلى جميعِ إخواني رجالِ الدينِ, من مختلفِ الطوائفِ والأديانِ, أن يضعوا نصْب أعينِهِم دائمًا, صلاحَ المجتمعِ وإصلاحهِ, والدعوة للمحبة والتآخي والسلام ونبذ العنف, على اختلاف انواعهِ وإشكاله .

يُقلقُني, ويقلقنا جميعاً, ما يجري وما يدور حولنا من إزهاقٍ لأرواح الأبرياء, مِن الأطفال والنساء والكهلة, مِن صِداماتٍ دمويةٍ ومشاكل تستدعي قادة الأطراف المتنازعةِ الى تحكيم العقل واتخاذ جانب الروية في اتخاذ القرار, ويتطلب وقف القتال بين الاطرف دون تأخير. في مثل هذا الوضع لا يسعني سوى أن اتوجه الى العلي القدير سائلاً ايّاه أن يفض هذه الخلافات بالطرق السلمية, وأن يضع, بإرادته, حداً لتلك المآسي المؤلمة إنسانياً وأخلاقياً, على حدٍ سواء, وتسويةِ الأمورِ والمشاكلِ بالتفاوض والتفاهُم والمُصالحة .

وأخيراً, أعود وأتمنى للجميع مناسبة سعيدة ومُباركة, كما وأتقدم بالشُكر الجزيل لأهالي قرية كفرياسيف الكرام بجميع طوائفهم, واخُص بالذكر رئيس المجلس المحلي السيد عوني توما, على استقبالهم الضيوف والزوَّار في كل سنة برحابة الصدر والكرم والسخاء العربي المعروف, وأدعو الله سبحانه وتعالى, ببركة سيِّدنا الخضر عليه السلام, أن يُغدِق عليهم ألخير والبركة والتوفيق, وأن يديم عليهم المحبة وحسن التعايش والجوار .
أعاد الله الأعياد علينا وايّاكُم بالخير واليُمن والبركات وكل عام أنتم بخير .