لا شك ان احداث رهط الاخيرة التي اودت بحياة كل من سامي الجعار ومن بعده سامي الزيادنة خلال تشييع جثمان الاول، واصابة واعتقال العشرات، أثرت ايضا على المجتمع اليهودي، وعلى الرغم من تجاهل القيادة السياسية بالدولة لهذه الأحداث الا ان المؤسسات الحقوقية والأوساط التقدمية الديمقراطية رأت بذلك خطرا داهما.

موقع بكرا تحدث الى حقوقيين وايضا مع اولائك الذي يتابعون اعتداءات الشرطة وهم من المجتمع اليهودي والناشطين في الائتلاف لمناهضة العنصرية في البلاد، وتحدث اليهم عن الحلول لتغيير سياسة الشرطة ازاء الاقلية العربية الفلسطينية في الداخل..

روت كرمي: غياب الحوار بين السكان العرب والشرطة بشكل خاص والسلطة بشكل عام

المحامية روت كرمي، من مركز التعددية اليهودية قالت:" اعتقد ان الامر الذي يقلق في الاحداث برهط هو غياب الحوار بين السكان العرب والشرطة بشكل خاص والسلطة بشكل عام، لان الشرطة ترى بالبدو "معسكر معادٍ"، وغياب هذا الحوار هو السبب باستعمال العنف والذي رأينا نتائجه في الاحداث الاخيرة.

وشددت كرمي على " انه صحيح ان توصيات لجنة اور قالت ان الشرطة ترى بالمواطنين العرب بشكل عام اعداء، لكنني ارى ان هذا الشعور مضاعف تجاه اهل النقب، لان الشرطة تنفذ بحقهم عدة اعتداءات وبشكل يومي وليس فقط في الاحداث الاخيرة".

وأضافت:" لكن الفرق بين الاعتداءات السابقة وهذه الاعتداءات هي ان اليوم كان هناك تسليط اعلامي".

واكدت ان البدو يعانون من مصادرة اراضيهم ومواشيهم وملاحقة الشرطة الخضراء لهم بشكل دائم.

الحل: ايجاد حوار حقيقي

اما عن تغيير سياسة الحكومة فقالت:" الحل حسب رايي يكون عبر ايجاد حوار حقيقي بين المواطنين العرب والشرطة والسلطة بشكل عام، وأيضا على الشرطة ان تحارب العنصرية الموجودة بداخلها، وعليها تأهيل رجال الشرطة وحثهم على تطبيق المساواة، بدءاً من المدرسة لان الشرطي كان في السابق طالبا واكتسب تعامله مما تلقاه في المدرسة وبعد ذلك بالجيش وطبق ذلك حين دخل بسلك الشرطة".

افرات بوديم:" يجب على الشرطة محاربة العنصرية التي بداخلها"

اما المحامية افرات بوديم من المؤسسة الحقوقية مركز "تمورا "التي تمثل ضحايا عنف الشرطة ايضا فقالت:" ما جرى هو ان الشرطة لم تراع الجوانب الحسية والموضوعية خلال تعاملها، وهذا انتهى بكارثة، ما حدث هو ترجمة لشعور الشرطة وتعاملها مع العرب في النقب".

وتابعت قائلة:" على الشرطة ان تنزع هذا التفكير من عقول رجالها، لان هذا التفكير هو الذي ادى لمقتل الشابين بالنقب، على الشرطة ان تقيم ورشات عمل وان تعاقب من لا يتصرف بمسؤولية بمثل هذه المواقف".

فنتهون اسافا:" هذه الاخطاء تأتي من رجال الشرطة وليس من جهاز الشرطة"

من جانبه قال فنتاهون اسافا من مؤسسة" طبكا" التي تتابع قضايا اعتداءات الشرطة على الاثيوبيين اليهود:" هذا حدث تراجيدي، على رجال الشرطة ان يحكموا عواطفهم بمثل هذه المواقف بدون عنصرية او تمييز، لن نسكت على هذا الامر وسنسعى لمنع الحدث القادم".

ومضى يقول:" نرى مرة بعد مرة العنف الذي يستعمله رجال الشرطة مع الطبقات الضعيفة، نحن لا نرى بان الشرطة هي المسؤولة عن هذا الامر، بل هم رجال الشرطة انفسهم الذي لا يصغون للتعليمات، لكن على جهاز الشرطة معالجة هذا الامر بشكل أساسي وخصوصا اولائك الذين يستعملون القوة ضد المواطنين".

وإستطرد قائلا:" الطريقة لتغيير مفاهيم رجال الشرطة هذه، هي اطلاعهم على عادات وتقاليد الآخر، وايضا تعيين ضباط من هذه الطوائف، وليس فقط رجال شرطة عاديين، بل يكونوا ضباطا في مواقع اتخاذ القرار بالشرطة".

اكثر من 90% من الملفات التي تصل "ماحش" يتم اغلاقها

وانتقد اسافا وحدة التحقيق مع رجال الشرطة" ماحش" فقال:" على ماحش ايضا ان تعاقب رجال الشرطة، لان اكثر من 90% من الملفات التي تصل ماحش يتم اغلاقها، يجب ان يكون هناك عقاب رادع لباقي رجال الشرطة لئلا تعود الامور على نفسها".

نعمي شيفر: للأسف في كل مكان الشاب يتعلم اليهودية لكنه لا يتعلم الديمقراطية

نعمي شيفر من "عوسيم شالوم "عمال اجتماعيون من اجل السلام قالت:" الشرطة هي المسؤولة بهذه الاحداث، فلا يكفي انها قامت بقتل الشاب الاول، بل انها عادت الى جنازته بدون سبب...على المجتمع الاسرائيلي الوقوف على هذه الجريمة".

وقالت ايضا:" في الحقيقة انا ادرس هذا الموضوع، واعيش هذه الملفات منذ 5 سنوات، وحتى الان لم اجد الطريقة لتغيير تعامل الشرطة مع المجتمع العربي، لكن على المدارس ان تعلمهم الديمقراطية، للاسف في كل مكان الشاب يتعلم اليهودية لكنه لا يتعلم الديمقراطية، وتعليم الديمقراطية الصحيحة يكون بالتوصية والتشديد على المحافظة على الاقلية وليس فقط حكم الاغلبية".

استر عيلام:" الاحداث بالنقب هي ترجمة تجاهل احتياجات العرب"

استر عيلم من مؤسسة" احوتي" قالت:" اعتقد ان ما يجري هو انقطاع عميق بين قلة فهم مؤكدة من رجال الشرطة للسكان العرب واحتياجاتهم، وهذا الامر يترجم على ارض الواقع بالعنف".

وردا على سؤال لمراسلنا عن الطريقة التي يمكن من خلالها تغيير سياسة الشرطة مع العرب قالت:" اصابع الاتهام تتوجه للمسؤول عن الشرطة، وهي القيادة، اي وزارة الامن الداخلي والحكومة، التي عليها العمل بجدية وحزم لتغيير هذه السياسة".

يوليا زلمتسكيا:" يد الشرطة سهلة على الزناد على العرب، الروس، الاثيوبيين ولا نرى اعتداءاتهم على الحرديم والمستوطنين"

اما يوليا زملتسكيا وهي مديرة مؤسسة مورشتينو لمتحدثي الروسية فقالت:" هذا عمل مخز للشرطة، ان تقوم بإطلاق نار حي على مجموعة مواطنين عزل، والذي يزيد الطين بلة هو ان" ماحش" لا تقوم بفحص هذه الملفات، وهنا اريد ان اسال لماذا لا تتصرف الشرطة هكذا مع الحريديم او مع المستوطنين؟، لماذا جميع اعتداءاتهم تكون على العرب والروس والاثيوبيين والطبقات الضعيفة؟

وانهت قائلةً:" يد عناصر الشرطة خفيفة على الزناد، وبدلا من ان تكون الحكومة اكثر صرامة خصوصا بوقت الانتخابات، نرى منها صمتا".

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]