بدأ التغيير في المملكة العربية السعودية يوم الخميس الساعة السادسة مساء، حيث يعتقد أن الملك عبدالله توفي في هذا الوقت.

لكن شائعات الوفاة انتشرت قبل ذلك، فالدولة التي تمارس رقابة شديدة على الإعلام لم تكن قادرة على منع تسرب خبر وفاته على التويتر.

فأول ما نشر عن قرب نهاية الملك ظهر على حساب تويتر يتبعه 14 مليون شخص. ويوم الأربعاء أخبر الأطباء أبناء الملك أنه الملك سيموت قريبًا.

الوفاة مساء الخميس ببث القرآن الكريم

ويرجح أن تكون الوفاة حصلت يوم الخميس الساعة السادسة مساء، وعندها قطعت محطة تليفزيونية بثها، وبدأت تبث القرآن الكريم، وعادت مرة أخرى إلى البث العادي، ولكن لم يتم الإعلان عن وفاة الملك بشكل رسمي إلا بعد خمس ساعات.

فماذا حدث في هذه الساعات الخمس؟

سؤال طرحه مايكل شيردان وهالة جابر في تقرير لهما نشر في صحيفة "صاندي تايمز".

ويجيب التقرير عن هذا السؤال بما قاله دبلوماسي: إن سلمان احتاج وقتًا للتأكد من استقرار الجيش، ولإرسال أوامره إلى الحرس الجمهوري القوي، وللاجتماع بالعائلة المالكة؛ كي يخبرهم أن التغيير حتمي.

وتبين الصحيفة أن التغيير جاء عندما أصدر الملك سلمان أمرًا بعزل مدير البلاط الملكي خالد التويجري من منصبه، وتعيين ابنه محمد بن سلمان (35 عامًا) مكانه. وجاء صعود الملك سلمان إلى السلطة ليعزز دور السديريين مرة أخرى، وهم الذين تراجعت حظوظهم بعد وصول الملك عبدالله إلى السلطة.

ويقول مراقبون في المنطقة: إن الملك سلمان، الذي استعاد سلطة السديريين، تحرك من أجل تأمين العرش لهم وللجيل القادم من أحفاد الملك عبد العزيز بن سعود، مؤسس المملكة العربية السعودية، ومن بين هؤلاء ولده الأمير محمد، بحسب الصحيفة.

وتقول "صاندي تايمز": إن تغير القيادة في السعودية وضع مصالح الغرب وأمنه في يد جديدة، وإن كانت ترتجف، وهو ما يعني أن الرهانات بالنسبة للغرب ضخمة.

المخابرات السعودية

وتنقل الصحيفة عن مسؤول أمني غربي قوله: "أصبحت المخابرات السعودية لاعبًا رئيسيًا، رغم وجود شكوك دائمة حولها في واشنطن"، في إشارة إلى هجمات سبتمبر، التي شارك فيها 15 سعوديًا من أصل 19 مهاجمًا.

ويستدرك المسؤول الأمني بأن "المصالح المشتركة أساسية، وهناك حاجة لعلاقة عمل قوية". فقد استطاعت المملكة في ظل الملك الراحل عبدالله، مواجهة التهديد الذي مثلته القاعدة وإدارة زعيمها أسامة بن لادن، وفق التقرير.

وتبين "صاندي تايمز" أن الملك عبدالله ظل وفيًا للتحالف بين العائلة والمؤسسة الدينية، ولم يتجرأ على المس بالقوانين المشددة، رغم احتجاج منظمات حقوق الإنسان، وشددت المملكة على حرية التعبير.

المدون السعودي رائف بدوي

ويلمح الكاتبان إلى قصة المدون السعودي رائف بدوي، الذي سجن وجلد بجرم إقامة موقع على الإنترنت. كما ويشيران إلى قصة المرأة البورمية، التي أعدمت هذا الشهر، وهي تصرخ أنها بريئة من جريمة قتل اتهمت بها، وصورت على فيديو انتشر في أنحاء العالم كله.

وترى الصحيفة أنه رغم رفض الملك للديمقراطية وفتح المجال أمام التحول في البلاد، إلا أنه بدأ برنامجًا إصلاحيًا حذرًا، حيث فتح الجامعات أمام النساء، وسمح لهن بدور أكبر في الحياة العامة، ومنح مقاعد لهن في مجلس الشورى، مع أنه تراجع عن وعده لهن بالسماح بقيادة السيارات.

ويضيف التقرير أن الملك اشترى رضا السكان، من خلال استخدام مليارات الدولارات في مشاريع عمرانية، ووفر فرص عمل كي يمتص غضب شعبه، ويبعد شبح الربيع العربي عن بلاده. كما وأقنع المؤسسة الدينية بالمساعدة في برنامج لإعادة تأهيل الشباب الذين انجذبوا للتشدد الديني.

 الملك سلمان جلطة دماغية

وتذكر الصحيفة أن خليفته قد لا يملك اليد القوية للإمساك بالأمور. فقد عانى الملك سلمان من جلطة دماغية، وخضع لعملية في العمود الفقري، وتظهر عليه أعراض مرض الخرف. ومع ذلك فوفاة الملك عبدالله لم تكن مفاجئة، ولهذا كانت عملية نقل السلطة سلسة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]