عقدت الجماعة الإسلامية الأحمدية ظهر الإثنين 26-1-2015 مؤتمرها الصحفي الذي كانت قد أعلنت عنه أول أمس الأحد، ردا على إعلان وزير الخارجية الإسرائيلي ليبرمان نيته لتوزيع مجلة "شارلي ايبدو" التي تحتوي رسوما مسيئة للنبي محمد - صلى الله عليه وسلم- على حسابه الخاص!

وقد شارك في هذا المؤتمر جمع غفير من رجال الدين والمجتمع والشخصيات الاعتبارية منها:

رئيس بلدية حيفا السيد يونا ياهاف، والأستاذ المربي فتحي فوراني، السيد هشام عبدو عضو المجلس البلدي السابق، الكاتب والمترجم نايف خوري، السيد صالح عباسي مدير عام مكتبة كل شيء وإخوة محترمون آخرون.

ومن رجال الدين اليهود: الحاخام دوف حيون، الحاخام دافيد أبو حتصيرا، الحاخام غولان بن حورين، الحاخام دفيد ميتسغر، وغيرهم من اليهود المتدينين المحترمين.

من ممثلي الدين المسيحي:  المطران جورج بقعوني، الأب صالح خوري كاهن رعية الروم الأرثوذكس في سخنين ومجموعة أخرى من رجال الدين المسيحي المحترمين.


ومن الطائفة الدرزية: الشيخ توفيق حلبي ومجموعة أخرى من مشايخ الموحدين الدروز المحترمين.

وكل من الشيخ سمير العاصي إمام مسجد الجزار في عكا، والشيخ سليمان سعيد السطل إمام مسجد النزهة في يافا، وغيرهم من الإخوة المحترمين.

افتتح المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن المجيد، فالترحيب بالضيوف، ثم بيان افتتاحي لأمير الجماعة المحترم جاء فيه:

"لا شك أن استتباب الأمن والسلام العالمي وتحقيق الرفاه والحياة الأفضل للبشر ينبغي أن يكون الهدف الأسمى الذي يجب أن تتعاون الشعوب والأمم في العالم من أجل تحقيقه"، ثم أضاف: "لا شك أن حرية التعبير هي قيمة مهمة ينبغي المحافظة عليها، وهي وضعت أصلا لتحقيق الأمن والسلام والحياة الأفضل، لكي يطّلع الناس بحرية على ما يدور حولهم، ولكي تمنع عنهم الجهل والظلم، ولكن استخدامها بخلاف الهدف الذي وضعت من أجله بحيث تصبح سببا للإخلال بالأمن وإيذاء مشاعر الناس يحرفها عن هدفها" .

وقال أيضا: "لقد تعرَّض الشعب اليهودي كما تعلمون إلى معاناة تاريخية، كان آخرها المحرقة النازية التي أودت بحياة الأبرياء، وقد استغل البعض حرية التعبير المزعومة لإنكار هذه المعاناة وتبرئة القتلة. ولا شك أن في إنكار هذه المعاناة استفزازا لمشاعر اليهود في العالم. لأجل ذلك اعترف العالم بهذا الحق في حماية مشاعرهم، وجرَّم هذا الفعل وأخرجه من نطاق حرية التعبير غير المقيدة".

وأردف قائلا: "إن الذين يسخرون من النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ويهاجمونه لا يرتكبون جريمة إيذاء مشاعر المسلمين فحسب، بل يقترفون كذبا شنيعا وافتراءً صارخا بإلصاق مثل هذه التهم الباطلة والترويج لها".
 
وقد علل بذلك عقد هذا المؤتمر قائلا: "لهذا قررت الجماعة الإسلامية الأحمدية عقد هذا المؤتمر للوقوف سويا بوجه هذا التصرف المشين والتكاتف أمام جميع الممارسات التي تمس بالرموز الدينية المقدسة لجميع الطوائف".

كما ألقى كل من الراف دوف حيون، الراف دافيد أبو حتصيرا، الأب صالح خوري، الشيخ توفيق حلبي، الشيخ سمير العاصي ورئيس بلدية حيفا السيد يونا ياهاف المحترمين كلماتهم التي أجمعوا من خلالها على رفضهم واستنكارهم لمثل هذه الأفعال التي من شأنها المساس بالرموز الدينية المقدسة لأي دين أو طائفة كانت، مؤكدين أنه "تنتهي حريتك حيث تبدأ حرية الآخرين"!

الراف دافيد أبو حتصيرا

فقد خطب الراف دافيد أبو حتصيرا قائلا: "اليوم نحن نرفع صرخة للسماء آملين أن توقف صرختُنا هذا العمل.. يوجد خط أحمر ومشاعر يجب مراعاتها" وأردف قائلا: "الديموقراطية الجيدة هي التي تبني لا التي تهدم".

الراف دوف حيون

أما الراف دوف حيون فجاء في كلمته: "كلنا من أجل حرية التعبير، وكلنا سنحارب حرية الإهانة.. إنه لمن الصعب جدا إطفاء حريق مثل الذي أشعله ليبرمان ولكن نحن معا ومن حيفا سنطفئ هذا الحريق".

الأب صالح خوري 

أما الأب صالح خوري فقد ألقى كلمة أكد من خلالها على قيم المحبة والسلام والاحترام المتبادل واختتمها بالقول: "جئنا إلى هنا لنستنكر الإساءة للإنسان وما بالك إذا كان هذا الإنسان شخصية مقدسة مثل محمد رسول الإسلام" ودعا لمحاكمة المسؤولين عن هذه الإساءة.

الشيخ توفيق حلبي

أما الشيخ توفيق حلبي من الطائفة الدرزية فقد أشاد بحيفا كنموذج للتآخي وحذر من التطرف وأبدى رفضه واستنكاره لكل ما يسيء للأديان والمقدسات تحت مسمى حرية الصحافة، واختتم كلمته بشكر أمير الجماعة على هذه اللفتة الكريمة وعلى خطابه المعبر.

الشيخ سمير العاصي

أما الشيخ سمير العاصي فقد أشاد بالجماعة الإسلامية الأحمدية لاختيارها لهذا الأسلوب الذي وصفه بالحضاري المحمدي.. للرد على من يتسلقون على دماء الأبرياء من خلال إثارة الفتن ونقلها من فرنسا إلى البلاد!

وذكر الشيخ قائلا: "إننا عندما استُهدف الكنيس انتفضنا رافضين لمثل هذا العمل الذي لا يتلاءم مع قيمنا وديننا وتعاليم نبينا"، ثم أردف: "يا ليبرمان كفاك جلبا للّعنات لهذه الدولة!"

وكانت الكلمة الأخيرة لرئيس البلدية السيد يونا ياهاف الذي أشاد خلالها بالجماعة الإسلامية الأحمدية التي استطاعت خلال يوم وليلة عقد مثل هذا المؤتمر الكبير بحضوره وزخمه.

 إطلاق كتاب "حياةُ محمّد" 

كما أُعلن خلال المؤتمر عن إطلاق كتاب "حياةُ محمّد" الذي يروي نبذة من سيرة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- بنسخته باللغة العبرية إضافة إلى نسخ أخرى بالعربية، الإنجليزية والروسية والتي ووزعت مجانا على الحاضرين. ويهدف إطلاق هذا الكتاب إلى تعريف القارئ بحقيقة النبي محمد وأخلاقه في الوقت الذي يشهد فيه العالم أفعالا شنيعة تُرتكب باسم هذا النبي العربي!.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]