نشرت صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر اليوم الخميس تقريرا حول استخدام الشرطة الاسرائيلية طوال نصف سنة لعيارات الاسفنج القاتلة، خلال تفريق مظاهرات الفلسطينيين في البلدات العربية وفي القدس، وذلك قبل كتابة نظم استخدامها وتدريب افراد الشرطة على استعمالها.

كما يوضح التقرير انه خلافا للنظم التي كتبت مؤخرا فقط، فقد استخدمت هذه العيارات ضد الاطفال الفلسطينيين واستهدفت القسم العلوي من اجسادهم، خلافا للتعليمات.

وكانت "هآرتس" قد اثارت موضوع استخدام هذه العيارات القاتلة، في ايلول الماضي، وكتبت ان الشرطة بدأت خلال السنة الاخيرة، باستخدام عيارات الاسفنج الأسود، والتي تزن اكثر من العيارات الزرقاء. ويتضح الآن ان نظم استخدام العيارات السوداء كتبت قبل شهر فقط.

استخدام هذا السلاح في القدس

يشار الى ان الشرطة استخدمت هذه العيارات بشكل مكثف، ضد الفلسطينيين خلال الاحداث التي وقعت في القدس في مطلع تموز. وفي اب الماضي تم اطلاق عيار مغطى بالإسفنج الاسود القاسي على الفتى الفلسطيني محمد سنقرط من وادي الجوز، فأصيب بجراح بالغة في رأسه توفي بعد ايام قليلة متأثرا بها. وتراكمت في القدس الشرقية خلال الاشهر الاخيرة الافادات حول اصابة العديد من الفلسطينيين بهذه العيارات، والتي تسببت للبعض بفقدان البصر وكسور في الوجه واصابات في الاعضاء الداخلية.

ووصلت الى جمعية حقوق المواطن افادات من اربعة اولاد، على الأقل، تعرضوا الى اصابات بالغة بسبب عيارات الاسفنج، ومن بينهم: صالح محمود (11 عاما)، الذي اصيب بكسور في وجهه واجريت له عدة عمليات، وفقد النظر تماما في احدى عينيه، وبشكل جزئي في العين الثانية، محمد عبيد (خمس سنوات)، والذي اصيب في وجهه ما سبب له ضررا في احدى عينيه، وعلا حمدان (14 عاما) التي اصيبت ايضا بضرر في النظر، واجريت لها عملية جراحية. كما اصيب جراء هذه العيارات عدد من الصحفيين، بينهم المصورة الصحفية طالي مئير، التي سبب لها العيار كسورا في وجهها.

الشهيد سنقرط

ومنذ وفاة سنقرط طلب محامو الجمعية الحصول على نظم استخدام هذه العيارات. وفي البداية ادعت الشرطة ان نظام استخدام عياري الاسفنج، الازرق والاسود، متشابها. وفي تشرين الثاني رد المستشار القضائي للشرطة ميخائيل فرانكنبورغ، قائلا ان استخدام عيارات الاسفنج تم بعد اتخاذ كافة التصاريح المطلوبة وحسب نظم الشرطة. ومؤخرا فقط، وفي اعقاب توجه اخر الى الشرطة من قبل الجمعية، بعثت الشرطة اليها بوثيقة نظم استخدام عيارات الإسفنج السوداء التي يصل قطرها الى 40 ملم. لكنه تبين بأن التاريخ الذي حملته الوثيقة هو الاول من كانون الثاني 2015، ما يعني انه تمت كتابة النظم حديثا.

وتفصل الوثيقة طرق استخدام العيارين الازرق والاسود، والتوجيهات العينية ووسائل الحذر المتعلقة بالعيارات السوداء. وتحدد الوثيقة انه يمنع استخدام هذه العيارات ضد المسنين والاولاد والنساء الحوامل، وانه يجب توجيه السلاح الى القسم السفلي من جسم المتظاهر. وقالت مصادر في الشرطة للصحيفة ان هذه العيارات دقيقة جدا، وان الشرطي المجرب لن يستصعب توجيهها الى القسم السفلي من الجسم. ولكنه على الرغم من ذلك يتبين انه تم استخدام هذه العيارات بشكل مغاير وتم اطلاقها على الوجوه والقسم العلوي من الجسم.

وبعثت محامية الجمعية امس، برسالة الى الشرطة كتبت فيها انه يستدل من الوثيقة بأن الشرطة بدأت باستخدام ذخيرة تنطوي على محفزات كبيرة للإصابة والقتل قبل كتابة نظم استعمالها. واذا كانت الشرطة قد استخدمت هذه العيارات قبل نصف سنة من كتابة هذه النظم، فان هذا يعني سلوكا خطيرا وغير قانوني من جانب الشرطة. وطالبت المحامية المستشار القضائي للحكومة بفحص الموضوع فورا. يشار الى انه رغم مرور تصف سنة على مقتل سنقرط الا انه لم يتقرر بعد ما اذا سيتم تقديم لائحة اتهام ضد الشرطي الذي قتله.

القدس: استشهاد الفتى محمد سنقرط متأثرا بجراحه

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]