تمتهن عدد من النساء الفلسطينيات تربية النحل لتوفير فرص عمل ومصدر رزق لهم، ومنذ سنوات قررت كل من فاتن محمد، وصفاء حمدان، ورابعة الشيخ إبراهيم، وإيمان فتحي، وفاتن سالم، على اختلاف أعمارهن جَمَعهن حب تربية النحل،

لم تسلم إحداهن من لسعات النحل الغادرة التي تتسرب من تحت الملابس أو من فوقها، لكن هذه اللسعات على تعددها واختلاف أماكنها زادت النحالات الخمسة إصرارًا على الاستمرار والنجاح.

اعتدن لسعات النحل 

وتقول فاتن سالم، تمسك بيدها التي احمرت وتورمت قليلًا بعد لسعة نحلة" اعتدت على هذه اللسعات، وأصبح من ضمن عملي في المنحل".

وتضيف فاتن: "تلقينا تدريبات لمدة خمسة شهور؛ لنتعلم كيفية تربية النحل والتعامل معه، بمشاركة 15 امرأة، لم يستمر منهن إلا نحن الخمسة، ولم نتوقع أننا في يوم من الأيام سنستلم هكذا مشروع، فيه خطورة وخوف في العمل.

وتتابع: "جاء المشروع من مؤسسة كير لجمعية كفر راعي التعاونية الزراعية لصالح شخص يحمل خبرة، لكنه مر بظروف صعبة وترك المشروع لنستلم إدارته نحن الخمسة".

تمضي قائلة" قررنا خوض تجربة جديدة؛ لنثبت لأنفسنا ولغيرنا أننا نساء قادرات على حمل المسؤولية والدخول في مشروع يهابه الكثير".

وتواصل" تحدينا المصاعب، بدأنا المشروع ب 146 خلية نحل، اجتهادنا وبحُبنا للمشروع استطعنا أن نجعلهن 660 خلية، قمنا ببيع عدد كبير منهن ليبقى لنا 166 خلية، وكنا بداية نعمل كمتطوعات في المشروع إلى أن أصبح لنا نسبة فيه". تتابع:" أصبح النحل جزءا من حياتنا، وتولد بيننا وبينه محبة وألفة".

بالبداية اعتمدت النسوة على إنتاج العسل، وبيع الخلايا، ليتطور عملهن ويصبحن قادرات على زراعة الملكات واليرقات، وتوفيرها لخلاياهن ولغيرهن، بدلا من شراء الملكات بأسعار مرتفعة من خارج مشروعهن، كما يوفرنها لمن يريد.

حسن الدخل 

حول اثر المشروع على واقعهن، تقول فاتن محمد" أن المشروع حسّن من دخل النسوة الاقتصادي، ولو بشكل بسيط، كما أعطاهن خبرة جديدة في تربية النحل، وزاد من ثقتهن بأنفسهن وقدراتهن على التحدي والنجاح". تضيف" أشعرنا المشروع بأننا منتجات مفيدات في المجتمع".

أهم شيء لصفاء هو تقوية علاقاتها الاجتماعية بالناس عامة، وبصديقاتها النحالات الأربعة خاصة. تقول" أصبحنا قدوة لغيرنا من نساء البلدة، وقمنا بتدريب عدد من النساء اللواتي بعد أن رأين نجاحنا أصبحن يعملن مشاريع منزلية مماثلة لنا". بذلك تغلبت النسوة على عدم الخبرة، ليصبحن مربيات ومدربات في تربية النحل.

يعد مشروع النساء الخمسة الأول في البلدة، ويعتمد إنتاج النحل حسبهن، على تقلبات الطقس، فهو يحتاج إلى طقس معتدل، وكمية كبيرة من الزهور، كما يحتاج النحل لإدارة سليمة، ومتابعة دائمة خاصة في وقت إنتاج اليرقات للحفاظ على بقاء النحل.

وتشعر النحالات بسعادة كبيرة من انجازهن، ويتحدثن عن التجربة الأولى مجتمعات" كنا عندما تلسع نحلة إحدانا نخاف ونتراجع، ثم أصبحنا أقوى، كل منا تشجع الأخرى وقت ضعفها، اعتدنا على الأمر، وأصبحنا نتنقل في المنحل ونقوم بالأعمال اللازمة دون خوف وبكل ثقة".

الرهان على النجاح 

"كانت هناك مراهنة على نجاحنا من قبل الرجال خاصة، يقولون لن تنجح نساء في إدارة هكذا مشروع، لكننا والحمد لله نجحنا. تقول صفاء وابتسامة ترتسم على وجهها. تكمل" أصبحوا يتساءلون كيف نجحنا؟" .

تتنقل النحالات بين الخلايا الخشبية المنتشرة في المنحل والتي تتسع الواحدة منها إلى عشرة إطارات "براويز" لوضع الغذاء للنحل وتفقد الخلايا من وجود الملكة، والبيض والغذاء، وتضع له المضاد الحيوي المخلوط بالسكر الناعم لوقايته من الأمراض.

تقول فاتن في موسم إنتاج العسل، نضيف صناديق أخرى فوق هذه الخلايا لكل خلية موجودة حاليا لتتسع العسل المنتج.

ارتدت النحالات داخل غرفة وضعت في المنحل افارهول واسع ابيض اللون، لا يحتوي على اوبار ليقيهن من لسعات النحل، شبك فيه من الأعلى بواسطة سحاب قناع مع سلك ذو ثقوب دقيقة، إضافة إلى قفازات في أيديهن. وعملن بواسطة قطعة من المعدن على إزاحة إطارات الخلية بعد فتحها وكشط الشمع الزائد وتنظيف الخلايا.

تشير رابعة أنهن كن يقمن بالكشف مرة واحدة كل يومين، أما الآن مرة كل أسبوع، وعدد مرات الكشف تختلف من كل موسم لآخر وحسب الطقس.

تفتخر النساء الخمسة اللواتي أصبحن معروفات لدى أهالي البلدة، يشيرون إليهن بالبنان "هؤلاء النحالات"، بالانجاز الذي حققنه ويسعين حاليا لإنتاج حبوب اللقاح وغذاء الملكات.

أحببت الخبر ؟ شارك اصحابك 
استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]