تعتبر نسبة الطالبات الجامعيات العربيات في البلاد الأضخم مقارنة بنسبة الطلاب الجامعيين العرب، فيُلحظ في معظم الجامعات والمؤسسات الأكاديمية أن عدد الطالبات أكثر بكثير من عدد الطلاب ونسبة الناجحات في امتحانات البجروت أكبر بكثير من نسبة الناجحين ونسبة التسرب لدى الطلاب أكبر من نسبة التسرب لدى الطالبات، فما هي الأسباب ؟ وكيف تفسر هذه الحالة ؟

الغيرة والدوافع النفسية وأسباب أخرى ..
نايفة شحادة دير حنا , تعمل في اطار التربية والتعليم قالت: هنالك عدة أسباب أسباب منها، اولا وجود الفتاة داخل إطار ضيق ومنفتح في الوقت ذاته، الإطار الضيق تواجدها داخل بيت العائلة بعد عودتها من الدوام المدرسي، فما من عمل تعمله خارج البيت فتقتصر مهامها على مراجعة دروسها وتحضيرها جيداً لتتمكن من المواد المطلوبة منها. أما الإطار المنفتح فهو داخل الإطار الضيق، اي انفتاح التكنولوجيا والإبحار في الشبكات المحوسبة التي تحتوي على المعلومات في كل المجالات فهي تنير لها دروبها المستقبلية إذا أحسنت الإبحار الايجابي فيها، ثانيا الفارق في الوعي العقلي لدى الفتيات المثبت علمياُ اكبر منه عند الفتاة من الشاب، لذلك يكون إدراكها للأمور الدراسية المستقبلية أكبر وتنفيذ مهامها التعليمية والعملية بشكل اكبر من الشاب لنفس الجيل.

وتابعت: ثالثا الغيرة والدوافع النفسية لدى الفتاة وتحديات الفتاة داخل المجموعة من نفس النوع والفوارق الطبيعية مثل الجمال، الآداب، الأخلاق والمنافسة على العلامات والمكانات والمراتب الاجتماعية داخل المدرسة مقرونة بالتحصيل العلمية، رابعا تشجيع الأهل وخط مسار هادف للفتاة ومساعدتها ومساندتها لشق الطريق التعليمي وتهيئة موارد التمويل للنجاح.

وأضافت شحادة : وايضا خروج الشبان عن طاعة الأهل أحيانا والانسياق في المجالات الحياتية الأخرى مثل رخصة السياقة والعمل للحصول على المال للمصاريف الزائدة وشراء سيارة للسير بالشارع دون هدف، والتقليد للموضة والالبسة للظهور بمظهر الرجل المميز الذي يعيش بمستوى عالٍ، هذه الأمور تتيح المجال للفتيات التقدم عن الشبان وإصدار النجاحات اكبر من الشبان في نفس المجموعة.

متطلبات الحياة الأخذة في الازدياد
وقالت: نلاحظ مؤخراً إن مجتمعنا الحالي غير مكترث بالفتاة الغير هادفة مستقبلياً والغير مستقلة مهنياً، وذلك في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة في مجتمعنا العربي ومتطلبات الحياة الأخذة في الازدياد في الآونة الأخيرة، فتسعى الفتاة لتكون عنصراً فعالا لكسب قسط من التمويل الاقتصادي لنفسها وذلك من خلال نجاحها في البجروت لتطل على نافذة الدراسة الأكاديمية لتضمن مستقبلها. وذلك لتحقيق أهداف حياتية مستقبلية في مجال اختيار شريك الحياة مستقبلا هنالك أفكار متداولة في المجتمع بان الفتاة المتعلمة تحظى بمجال واسع لاختيار شريك حياتها، وذلك من باب هدف العريس في أيامنا هذه أول مطلب في شريكة حياته أن تكون الفتاه متعلمة أو صاحبة مهنة حتى يجد له سند في حياته الاقتصادية المستقبلية.

وأسهبت قائلةً : عدا عن التطورات الاجتماعية عدم التقيد بالمعايير الاجتماعية التي كانت بمثابة قوانين للمجتمع سابقاً فالأهداف عند الفتيات تغيرت ولم تقتصر على بناء أسرة فقط مقارنة بالماضي ولكن التحديات الاجتماعية والقيادية للفتاة احتلت المجال الأكبر من بناء الأسرة وانسياقها وراء قدراتها العقلية والعملية المتقنة لذا نرى الفتاة اليوم قادرة على انجاز أي عمل أداري تعليمي قيادي مقارنة بالرجل لا بل تفوقه أحيانا.

المرأة العربية أصبحت من ركائز المجتمع
مريم نصار طالبة جامعية للقب الثاني في التربية ومعلمة ومرشدة في التربية والتعليم قالت:السبب برأيي أن المجتمع العربي في حالة من التطور التدريجي مما أعطى للفتاة الفرصة بان تكون جزء من هذا التطور والانفتاح، كما وان الفتاة العربية عانت بالماضي من الكبح والاضطهاد الاجتماعي ومع مواكبة التطور والعصرنة.

وأضافت مريم نصار: كان للفتاة دور كبير مما أعطاها الفرصة للتقدم عن طريق التعليم والثقافة بالإضافة الى ان الفتاة العربية وبالأحرى المرأة العربية أصبحت من ركائز المجتمع هذا الوضع لم يكن في السابق وأصبحت مساعدة مهمة للرجل من اجل تحمل كل اعباء الحياة الصعبة ،ولكي تحصل على الرجل الاقوى عليها ان تكون قوية اجتماعيا ثقافيا واقتصاديا.
 

الاستضعاف المجتمعي دفعها للتميز
هناء نعامنة من عرابة، خريجة علم نفس قالت : سجلت الاناث في السنوات الاخيرة تفوقاً اكثر على الذكور من الناحية الدراسية ، ويعود ذلك الى التزامهن وانضباطهن في المدرسة اكثر مما يجعل تفوقهن مستحقاً وبجدارة ويستمر هذا النجاح حتى المرحلة الاكاديمية .

وأضافت هناء نعامنة :أما عن سر تفوق الاناث مقارنة بالذكور فيعود لعدة اسباب وهي : ثقافيه، اجتماعيه، واقتصاديه . فقد طرأ تطور كبير في السنوات الاخيرة على تنمية ثقافة التعليم في مجتمعنا وعلى فضله واهميته. بالإضافة للعوامل الاجتماعية التي اسهمت في التأثير على دور الاناث لفهم الواقع ايجاد حلول تتناسب معه ، فالاستضعاف المجتمعي دفعها للتميز وزاد من اصرارها على اثبات ذاتها واعتقادها بأن الهروب للأمام نجاة .

وتابعت: كما ان الاوضاع الاقتصادية توجب على الانثى المشاركة في حمل اعباء الحياة ، وحاجتها ايضا بتحقيق الاستقلال والاعتماد على النفس الذي يكون الا من خلال العمل .
 

دور المشاركة في دخل العائلة 

جنان عمر من دير حنا طالبة جامعية ومدرسة فن التصوير قالت : أصبح التعليم الجامعي والأكاديمي أمرًا ضروريًا مُلحًّا في حياة كل انسان وعلى وجه الخصوص الفتيات، والتعليم قد يرفع من رُقيّ الفتاة خصوصا في مجتمعنا وهذا ما يؤدي الى تحدي في ايجاد فرص عمل حسب المؤهلات واحتياجات سوق العمل.

وأضافت جنان : في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة أصبح للمرأة دور المشاركة في دخل العائلة المعيشي والاهتمام بتوفير أجواء معيشية ملائمة لاستمرار الحياة العائلية دون عناء, وهذا ما دفع الفتاة للحصول على شهادة اكاديمية توّفر لها فرصة عمل ملائمة لها وذلك بسبب ان الدخل الشهري للرجُل لم يكفي لسد حاجيات ومتطلبات العائلة في ظل الغلاء وارتفاع الأسعار التي تشكل عبئا ثقيلا على كاهل الرجل.

وأضافت جنان أيضا : السبب الاخر الذي دفع الفتيات الخروج للتعليم هو سهولة التنقُّل ووجود معاهد تعليم متوفرة في المحيط القريب من مكان سكنها مما يسهل الذهاب من والى التعليم بذات النها ولا تحتاج للسفر او البقاء بعيدا عن مكان سكنها الامر الذي يعطي للأهل الثقة الأكبر والطمأنينة .

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]