أعربت جهات في المؤسسة الأمنية الاسرائيلية مؤخرًا عن مخاوفها من الانعكاسات المحتملة لسقوط الجولان السوري، غير المحتل، في أيدي "المحور الراديكالي"- وفق وصفها، موضحة أنه “ليس في نية "تل أبيب" السماح بتمركز حزب الله أو إيران في الجولان السوري، وأن الأمر يعد بالغ الخطورة".

وبحسب المصادر، التي نقلتها وسائل إعلام إسرائيلية، وضع كهذا سيلزم الجيش الإسرائيلي بدراسة إجراء تغييرات إستراتيجية على خطط عمله، ولذلك ستحصل انعكاسات إقليمية بعيدة المدى.

وأكدت المصادر ذاتها على أنه وقبل حوالي سنتين طرحت فكرة إقامة "حزام أمني" في حال حدوث تصعيد في القتال بسوريا مما يوضح حاليًا محاولات الإنقاذ للمصابين السوريين التي تنفذها إسرائيل بشكل يوميّ تقريبًا.

وفي حديثٍ سابق مع أحد المصابين حول تفاصيل نقلهم إلى إسرائيل قال لـ "بكرا" على أن المُصاب يصل إلى نقطة معينة، قريبة من درعا، ليتم نقله بواسطة الجيش إلى المستشفيات الإسرائيلية حيث يتلقون العلاج هناك ويمنعون من الحديث عن طريقة نقلهم.

بغض النظر عن هوية المصاب...

وبغض النظر عن أهداف إسرائيل، وعن هوية المصابين، إلا أننا – ووفق الشهادات- نعي أن جزءً منهم من العزل، الذين أصيبوا بالحرب الدائرة بالخطأ، وحتى لو كانوا من ما يسمى بالـ "ثوار"، فهذا لا يلغي تقديم المساعدة الإنسانية لهم، ولعل هذا هو المبدأ التي تسير عليه مؤسسة الإغاثة والعون في الناصرة والتي بدأت بمرافقة المصابين من حواليّ 3 سنوات.

وقدّمت الإغاثة الإنسانية للجرحى، مئات الحقائب التي تحوي على عددٍ من اللوازم الأولية التي يحتاج إليها أي مريض في المستشفى، كما رافقت عائلتهم وقدّمت لهم المساعدات المالية والغذائية والخدماتيّة.

إلى ذلك، قامت الإغاثة الإنسانية في الناصرة بتركيب أطراف للمصابين الذين بترت أيديهم أو أرجلهم، حيث يعمل المستشفى الإسرائيلي على إنقاذحياتهم إلا أنه لا يقوم بمساعدتهم لإكمال حياتهم، مما يعني مرحلة العلاج التشغيلي للجسم.

الإغاثة الإنسانية تعمل على تركيب أطراف لجريحين

وفي هذا السياق، ووسط فرحة كبيرة، لدى الطاقم الطبي في مستشفى الجليل الغربي في نهريا، وفرحة لا توصف لجريحين سوريين، تم هذا الإسبوع تركيب ساقين للجريحين الذين بترت ساقهما في الحرب في سوريا اثر انفجار عبوة ناسفة .

وحضر التركيب وفد لجنة الاغاثة الانسانية ممثلة بمديرها السيد رائد بدر وعضو الادارة جاسر كناعنة وموظف المؤسسة حسني عزام وكل هذا بالتنسيق مع السيدة كوثر قبلان من مستشفى نهريا.

وفي حديثٍ مع السيد رائد بدر أكد لـ موقع "بكرا" على أن الخدمات الخاصة التي تقدمها مؤسسة الإغاثة والعون في الناصرة للمصابين السوريين تأتي من منطلقات إنسانية بحت ولا علاقة لها بالموقف السياسي من الأزمة.

وقال لـ "بكرا" على أن المؤسسة ترافق كل مريض سوري يصل إلى المستشفيات الإسرائيلية، حيث تقدم له مساعدات شخصية وخدمات أخرى تسهل تواصل مع الطاقم الطبي، وايضًا تقوم بتوفير أطراف لمن بترت أطرافهم .

وقال بدر على أن العمل يتم بالتنسيق مع المستشفى الذي يرغب بهذا التنسيق. وأضاف أن المؤسسة قدمت حتى الآن عشرات الأطراف وهي مكلفة جدًا، ويحدد السعر حسب الطرف نفسه، حيث يبدأ من 9 آلاف شيكل ويصل إلى 40 ألف شيكل.

وشدد بدر على أن التمويل لكل هذه المشاريع يأت من متبرعين من أهلنا في فلسطين الـ 48 داعيًا فلسطيني الـ 48 إلى دعم المؤسسة ماديًا ليستمر عملها في دعم أخوتنا السوريين والفلسطينيين، حيث تعمل المؤسسة ايضًا على مشاريع دعم خاصة للأخوة في الضفة والقطاع.

أبرياء والنظام يقصف درعا يوميًا ...

وفي حديثٍ مع أحد الجرحى الذين ركبت لهم الأطراف (الأسم محفوظ في ملف التحرير) قال لموقع "بكرا": اقسم بالله اننا شعب بريء، بعيدين عن الارهاب وعن القتل.

واضاف : ما ذنب الطفل والمرأة والمسن ؟! لقد دمروا سوريا بسبب السياسة والنظام والحكم، نحن مثل باقي البشر نريد ان نعيش بكرامة".

وفي حديثٍ مع الجريح الآخر الذي فضّل ذكر أسمه الأول فقط مشيرًا أنه عبد من درعا، قال : اريد ان اعود الى سوريا ولا اعرف اذا امي وابي واخوتي ما زالوا على قيد الحياة . الحرب في سوريا شيء فظيع جدًا. لا يمكن لأي عقل بشري تصور حجم البشاعة التي يقترفها النظام السوريّ بحق المواطنين.

وأوضح: عندما يدخل النظام أي بلدة يقوم باستباحتها، ولا قيمة لحياة طفل ولا قيمة للأعراض وكأننا نتحدث عن مغول القرون الوسطى، وربما أبشع عنفا وقسوة وممارسة .

وعن أصابته قال: أنا أصبت جراء القصف للمنطقة، فدرعا لا تهدأ ابدًا وتتعرض للقصف بالطيران من قبل النظام السوريّ بشكل مستمر.

وعن شعوره قال لـ "بكرا": لم اصدق إنني يمكن أن امشي أبدا بعد إصابتي، اعتقدت أن نهايتي ستكون مع هذه الإصابة، ولكني اليوم أقف مجددًا على قدمين صناعيتين، ربما لا يعينانني كثيرا حتى الان، ولكنني سعيد جدًا بالتنقل مجددًا وإنني ممتن للجنة الإغاثة الإنسانية للعون على هذه المساعدة التي مكنتني الوقوف والمشي مجددًا. 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]