بعد اقل من 24 ساعة على جريمة تدفيع الثمن التي طالت مسجد الهدى في جبعة قرب بيت لحم، تعرضت فجر اليوم الخميس كنيسة رقاد السيدة العذراء في جبل "صهيون" لاعتداء اثم نفذه على ما يبدو عصابة ما يسمى" تدفيع الثمن" اليهودية المتطرفة.

ومن المعلومات الواردة فإن الغلاة احرقوا غرفة تستخدم لدراسة اللاهوت وكذلك المرحاض وغرفة الاستحمام ورسموا شعارات مسيئة للنبي عيسى عليه السلام.

ووقعت الحادثة قرابة الساعة الرابعة من فجر اليوم وعمل 3 سيارات اطفاء على اخماد الحريق في حين لم يصب اي شخص بأذى..

وتحقق الشرطة الاسرائيلية في الحادثة.

بقي ان نشير ان الكنيسة تعرضت في السابق لاعتداءات اثمة وكان اخرها بعيد زيارة بابا الفاتيكان الى المنطقة السنة الماضية، حيث تم  في حينه اضرام النيران في سجل الزوار في الكنيسة ووضعه بجانب "الارعن الكنسي" وهي "آلة عزف" ولولا تدخل الرهبان في الكنيسة بصورة مستعجلة لكانت النيرات اتت على كل الكنيسة.

دلياني: المقدسات المسيحية و الاسلامية مُستهدفة من قِبل عصابات الارهاب اليهودي

وقال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري لحركة فتح و الأمين العام للتجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة، أن المقدسات الاسلامية و المسيحية مُستهدفة من قِبل عصابات الارهاب اليهودي. و جاء ذلك تعقيباً على إقدام مستوطنون من عصابات "تدفيع الثمن".

و أضاف دلياني أن نتنياهو و حكومته تتحملان المسؤولية الكاملة لهذه الجرائم التي اسفرت خلال 24 ساعة عن احراق مسجد الجبعة و المدرسة الدينية المسيحية في القدس، و عن ما سبقها و ما سيلحقها من أعمال ارهابية يقوم بها المستوطنون الذين يتلقون الدعم المالي و الامني و السياسي من قبل حكومة التطرف و الاستيطان الاسرائيلية.

و شدد دلياني على أن الوجود الفلسطيني الاصيل بمسلميه و مسيحيه لن يتأثر بمثل هذه الاعمال الارهابية التي تكشف القناع عن الوجه الحقيقي لليمين الاسرائيلي بإرهابه و عنصريته و فاشية حكومته.

و طالب دلياني الكنائس بالتوجه الى محكمة الجنايات الدولية لمعاقبة الاحتلال على ارهاب المستوطنين و اعتداءاتهم الاجرامية، كما ناشد الامم المتحدة بتوفير الامن للانسان الفلسطيني و مقدساته الى حين قيام الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الاراضي المحتلة عام 67 .

عيسى: احراق كنيسة رقاد السيدة العذراء في جبل "صهيون" جريمة حرب وفقا للجنايات

ادان الدكتور حنا عيسى، الامين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات احراق الكنيسة.

وقال أمين نصرة القدس والمقدسات، أن هذه الانتهاكات الجسيمة المتكررة من قبل قطعان المستوطنين على الأماكن الدينية الإسلامية و المسيحية، دليل على همجية ووحشية المستوطنين الذين يمارسون العنف والإرهاب بأبشع صورهما تحت بصر وسمع قوات الاحتلال الإسرائيلي.

وأضاف، "هذا الاعتداء على الكنيسة ما هو ألا نموذجا لأمثلة عديدة في أنحاء فلسطين، فانه يدل على أن هناك أبعادا أو أهدافا يمكن أن تلخص في نقطتين، الأولى هي طمس الهوية العربية الفلسطينية من خلال إزالة أي معلم حضاري يمكن أن يدل على الوجود العربي المسيحي–الإسلامي فيها، والثانية هي القضاء على الجذور التاريخية و التراثية للشعب العربي الفلسطيني.

وأوضح د. حنا عيسى، وهو أستاذ وخبير في القانون الدولي، "حرق الكنيسة من قبل المستوطنين يتناقض مع المادة (53) من بروتوكول جنيف الأول لعام 1977 التي حظرت الإعمال العدائية الموجهة ضد أماكن العبادة التي تشكل التراث الثقافي و الروحي للشعوب".
وشدد خبير القانون، " المادة 8 فقرة ب من النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998 اعتبرت تعمد توجيه هجمات ضد المباني المخصصة للأغراض الدينية جرائم الحرب".

وطالب الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات، المجتمع الدولي وجميع أحرار العالم لرفع الصوت عاليا لردع اعتداءات المستوطنين المتطرفين على آماكن العبادة في مدينة القدس المحتلة وباقي الأراضي الفلسطينية المحتلة التي تطال البشر والحجر والشجر بما فيها المقدسات الدينية المسيحية والإسلامية على ارض فلسطين المحتلة.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]