يكتب شمعون شيفر في "يديعوت احرونوت" ان رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وقف هناك ظهر امس، والى جانبه زوجته سارة، ومن تحت اقدامه البساط الأحمر، ومن خلفه طائرة ال عال، ومن امامه الميكروفونات التي اعدها مساعده المخلص عزرا سايدوف، وقال انه يسافر في "مهمة تاريخية". احد المسؤولين الكبار في الجهاز الأمني، سابقا، قال بهدوء: "انه ينبح على الشجرة غير الصحيحة". او بعبارة اخرى: "ليس مصيريا ولا حذاء".

نتنياهو مخطئ ويضلل الجمهور. وبدل ان يعمل ضد ايران ويبحث عن طرق لتأخير تحول ايران الى دولة تملك اسلحة نووية، اعلن الحرب على الولايات المتحدة. الآن، ومن خلال التسلل من وراء ظهر الرئيس الأمريكي، وبمساعدة الجمهوريين في الكونغرس، يأمل منع توقيع الاتفاق بين ايران والقوى العظمى. لكنه عمليا، لم يتبق أي امل بإلغاء الاتفاق. هذا محزن ولكنه صحيح في المرحلة التي وصلت اليها المحادثات.

لقد نجح الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير خارجيته محمد جواد ظريف، بدق اسفين بين الولايات المتحدة واسرائيل. كما يبدو فان الايرانيين سينجحون بواسطة سياسة الابتسامات ازاء الغرب، وبمساعدة الكثير من الدهاء والمساومة، بالاحتفاظ بقدرتهم على اتخاذ القرار المستقبلي بشأن انتاج القنبلة.

في طهران يضحكون، وفي القدس يندبون على التحالف الاستراتيجي الذي بات يختفي. وهكذا سيحاول نتنياهو من خلال خطابيه، الصاق قطع الجرة التي فجرها. سيحاول مصالحة الرئيس الامريكي من خلال توجيه الشكر اليه على كل الخير الذي قدمه لإسرائيل، خاصة ما يتعلق بأمن مواطنيها. وبالتأكيد سنسمع منه الى جانب ذلك، الكثير من التصريحات الفارغة حول المسؤولية عن منع الكارثة الثانية.

في المقابل، ومن وراء الكواليس، يبدو ان مستوى الثقة بالنفس اعلى قليلا. فقد تم ارسال المتحدثين بلسان الليكود مرة اخرى الى استوديوهات التلفزيون امس، للدفاع عن رئيس الحكومة الذي يسارع الى القاء الخطاب، واتهام كل من يعارض رحلته باليساريين، بما في ذلك قائمة طويلة من الجنرالات والطيارين ورؤساء الموساد سابقا، الذين يحملون على اجسادهم ندبات وجراح الحروب، وينتقدون سياسة نتنياهو.

حسب قوة الردود يمكن فقط التكهن بأن حزب رئيس الحكومة يتخوف من ان تقود رحلته هذه الى الانهيار في الانتخابات، ويتم توثيقها في التاريخ عمليا، كآخر رحلة له الى واشنطن في هذا المنصب. في السطر الأخير، تبدو الامور واضحة اكثر، ورحلة نتنياهو الى العاصمة الامريكية وخطابه امام الكونغرس، ستجسد فشلين كبيرين له كرئيس للحكومة: تحويل ايران الى دولة على عتبة التسلح النووي تحت مظلة الشرعية الدولية، وتدمير نسيج العلاقات المتشعبة والمصيرية لأمننا مع الادارة الامريكية.

يكفي ان نقتبس ما قالته امس ديان فاينستاين، التي ترأست في السابق لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، وقدمت مساهمة كبيرة الى امن اسرائيل في اهم القضايا: "نتنياهو لا يمثلني، انه متعجرف". والنتيجة الحتمية هي ان نتنياهو يصل الى واشنطن كرئيس للحكومة يحرص على امن مواطنيه، بشكل يقل عن وصوله كمشعل للحرائق.
 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]