قدّر الخبير في الاقتصاد الإسرائيلي، والباحث في المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية (مستقل)، عاص الأطرش، إجمالي الاستثمارات الإسرائيلية في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس بحوالي 80 مليار دولار وذلك منذ عام 1967 وحتى الوقت الحالي.

وأضاف الأطرش، خلال محاضرة حول آثار الاستيطان على الاقتصاد الفلسطيني، اليوم الاثنين، تابعها مراسل الأناضول، في مدينة رام الله وسط الضفة الغربية، إن هذه الاستثمارات، تشمل الاستثمارات المباشرة التي تدر دخلاً سنوياً على الإسرائيليين مثل المشروعات التجارية والصناعية والزراعية، واستغلال الموارد الطبيعية للأراضي.

ويعيش في الضفة الغربية وفق أرقام أوردتها المحاضرة نحو 550 ألف مستوطن إسرائيلي موزعون على أكثر من 288 مستوطنة مقامة في الضفة الغربية والقدس الشرقية، حتى نهاية العام الماضي 2014.

70% يعملون داخل إسرائيل 

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن أكثر من 70 % من سكان المستوطنات، يعملون داخل إسرائيل، بينما تعمل النسبة المتبقية في مشاريع زراعية وصناعية بالمستوطنات التي توظف أكثر من 20 ألف عامل فلسطيني. وأضاف الأطرش أن "الاقتصاد الفلسطيني، يخسر سنويا ما يمثل 100 % من الناتج المحلي الإجمالي نتيجة وجود إسرائيل على أراضي فلسطين "التاريخية" (الضفة الغربية والقدس، وإسرائيل حاليا)".

وبلغت قيمة الناتج المحلي الإجمالي الفلسطيني لعام 2013 وفقا لأحدث بيانات صادرة عن الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني 11.4 مليار دولار. وردا على سؤال لمراسل الأناضول حول حجم الإيرادات السنوية من الاستثمارات الإسرائيلية في مناطق الضفة والقدس، قال الأطرش: "إن التقديرات تشير إلى أن إيرادات هذه الاستثمارات تبلغ نحو 10 مليار دولار سنوياً". وتستغل إسرائيل، كافة الموارد الطبيعية في الضفة الغربية والقدس، من أراض زراعية، ومياه، ومحاجر، وأشجار، والمعادن الموجودة في مناطق البحر الميت مثل الفوسفات، حيث تعد إسرائيل من الدول الرئيسية المصدرة لهذا النوع من المعادن، إلى جانب الأردن.

وقال الأطرش، إن في الضفة الغربية أكثر من 61 % من الأراضي البالغ إجمالي مساحتها 5800 كيلو متر مربع، يمنع على الفلسطينيين استغلالها أو البناء فيها، وهي مناطق تسمى (ج)، وهي في الغالب مناطق أصبحت تسيطر عليها إسرائيل لأغراض عسكرية وزراعية وسكنية. وأضاف أن كل المستوطنات الإسرائيلية المقامة على أراضي الضفة الغربية والقدس، تعتمد بنسبة 100 % على المياه الجوفية في باطن الأراضي في تلك المناطق.

خسارة فلسطينية

وذكر تقرير صادر عن البنك الدولي في عام 2013 أن الاقتصاد الفلسطيني يخسر سنوياً ما قيمته 3.4 مليار دولار، بسبب عدم سيطرته على المناطق المسماة "ج" (أراضي في الضفة الغربية خاضعة للسيطرة الإسرائيلية). والمركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية، هو مؤسسة غير ربحية، تأسس عام 2000، بمبادرة مجموعة من المثقفين والأكاديميين الفلسطينيين من بينهم الشاعر الراحل محمود درويش، وهو مختص في إعداد كتب ودراسات متعلقة بالشأن الإسرائيلي وتأثيراتها المتعددة وخاصة على الجانب الفلسطينى، ويحصل على تمويله من الدول المانحة كاليابان، والاتحاد والأوروبي.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]