لا يخفى على أحد أن الاعتداءات العنصرية ضد العرب في اسرائيل صارت أمرًا شبه يومي، فلا يكاد يمر يومًا إلّا ونسمع عن اعتداء عنصري، جسدي أو كلامي، إما على مسجد أو كنيسة أو على أشخاص أو على أعضاء كنيست وسياسيين أو على ممتلكات خاصة وأمس تم الاعتداء على النائب حنين زعبي في كلية رمات غان حيث قام شاب يميني متطرف برشق العصير على زعبي أثناء مشاركتها بمحاضرة حول موضوع النسوية والديمقراطية.

كيف يرى شبابنا العرب اليوم هذا النوع من العنصرية والتحريض ؟ ماذا يقولون عن الاعتداء على النائب حنين زعبي بالأمس في الجامعة ؟، اسئلة وجهها مراسلنا لبعض الناشطين .

التحريض الدموي
وقد قال سكرتير عام الشبيبة الشيوعية ورئيس الطاقم الشبابي في الجبهة، الناشط أمجد شبيطة : التحريض العنصري ضد النواب العرب يبدأ من رأس الهرم ورئيس الحكومة ووزراؤه يتحملون مسؤوليته مباشرة وكذلك كل من يسمع هذه التصريحات ويصمت عنها! والاعتداء الهمجي على النائب الزعبي هو انعكاس لهذه الهجمة، فالتحريض الدموي الذي ينطق به الوزراء لا بيد أن يترجم إلى اعتداء فعلي وهذا ما كان. الاعتداء على زعبي هو اعتداء علينا كلنا وعلى شرعية بقائنا، لكنه ايضا اعتداء على الحيز الديمقراطي الهش اصلا في هذه البلاد وانتهاك لحرمة حرم جامعي وهو أمر بمنتهى الخطورة الا أنه على ما يبدو لا يعني أحدا عندما تكون الضحية عربية. في النهاية يهمني القول أن القائمة المشتركة تحقق انجازات تغيظ اليمين وتخيفه وصراخه على قدر وجعه.

تصرف متوقع ومفهوم
حنان اشقر من كابول والتي تعمل في سلك التربية والتعلم: الاعتداء غير مشروع . وهذا إنما يدل على حضارة تقبل الاخر والراي الاخر التي تنتمي اليها هذه المجموعة من الناس وبالتالي التي تعطي شرعية كاملة لكل ما تقوم به من قول او فعل . ولكن من الناحية الاخرى فهذا التصرف متوقع ومفهوم ضمني من خلال ردود فعل الرأي العام الاسرائيلي مؤخرا حول إمكانية عودة زعبي الى الكنيست . وانا شخصيا ارى ان هناك مشاركة لحنين مباشرة لكل ما يحدث من انتهاكات لحرمتها كامرأة اولا وكنائب ثانيا ، لابد ان نبني جسور المودة والسلاسة الإيجابية لكي يتقبل الخصم التعقيب على أخطاءه ان كنّا نرى بذلك خطأ له. والامر الأهم هناك احترام مطلوب ومطالب به عضو السلطة التشريعية مقابل البرلمان او السلطة التي تنصب ليكون بها نائب مسؤول عن شؤون مواطنين وبالذات ان كانت هذه المجموعة مستضعفة ومضطهدة. كان يجب على حنين الموازنة والدبلوماسية المشروعة العقلانية لكي تبقي على ما تنصبت من اجله. اخيراً القضية الفلسطينية والهوية مهمة جدا ولكن كل منا يعبر عنها بطريقة مغايرة. ومع كل ذلك لا يوجد تبرير واحد لاعتداء وانتهاك حق وحرمة امرأة بهذا الشكل المتأرجح بين الهمجية الغوغائية والانحطاطية فان دل فإنما يدل على العجز الكامل عن التحلي بالقيم المثلى التي اشارت اليه الديانات أجمع بما يخص المرأة فلقد خصها الأنبياء بعد ما خصها الله العزيز في كتبه .

نتاج تحريض ممنهج 
رؤيا عواد من الناصرة طالبة جامعية وناشطة سياسية في التجمع الوطني الديقمراطي قالت : الاعتداء على النواب العرب يأتي من منطلق كونهم ممثلين عن الشعب الفلسطيني في الاراضي المحتلة، هذا التحريض يأتي نتاج تحريض ممنهج من المؤسسة الاسرائيلية على العرب في البلاد. تحريض على بقاء ابناء الشعب الاصليين في هذه الارض وهذا أخطر ما في الأمر.

وتابعت: التحريض على النائب حنين زعبي يأتي من مكانين: المكان الاول هو انها تحمل قضية عادلة مع حل عادل وديمقراطي، حل يدعو لأنهاء الاحتلال وضمان مساواة وعدالة اجتماعية. والمكان الثاني ان حنين امرأة كسرت قيود مجتمع ذكوري لتواجه احتلال هو ايضا ذكوري بطبعه, وهذا اكثر ما يغضبهم.

وأضافت رؤيا :ان الاعتداء على حنين زعبي في مؤسسة اكاديمية التي من المفروض انها تشجع العمل السياسي والديمقراطي من قبل طلاب حقوق يفترض ان مستقبلهم يعتمد على العدالة والعدل هو شيء هستيري عنصري وفاشي من جهة ومن جهة اخرى فهو يدل على نضالنا الصادق العادل والديمقراطي.

دليل حي على همجية إسرائيل
وسام عاصلة من عرابة وهو ناشط سياسي قال: تحت أنظار الشرطة ومنظمي المؤتمر، قامت مجموعة من برابرة ليبرمان ومارزل بالاعتداء جسديًا على النائب حنين زعبي والطلاب العرب في مؤتمر حول "النسوية" في كلية رمات جات بعد منعها من الحديث لأكثر من ساعة. وفوق ذلك لا تتورع مديرة الندوة، بكل الاستعلاء العنصري الفظ الذي ممكن أن تحمله امرأة بيضاء، بطمئنة البرابرة بأنها ستسأل حنين زعبي ما يودون قوله، فتسألها "هل كانوا سيسمحون لك بالتحدث هكذا في أي دولة عربية؟

وأضاف وسام عاصلة : إن هذا الاعتداء دليل حي على همجية إسرائيل وعنصريتها في جميع المؤسسات حتى الأكاديمية منها، فإدارة الكلية لم تحرك ساكنًا، بل سمحت لقطعان طلاب اليمين بالسيطرة والتصرف كما يحلو لهم وحتى لم تحاول صد الاعتداء، وعناصر أمن الكلية لم يدخلوا أبدًا، وهذا يوضح على أي ثقافة يربون طلابهم ويعلموهم، فالكلية التي لا تستطيع حماية ضيوفها هي كلية لا تحترم نفسها. وكذلك الحال مع باقي النواب العرب في قاعة الكنيست الإسرائيلي وما يوجهونه طيلة بقائهم في الكنيست التي لا تخلو من التحريض العنصري المستمر بحق نوابنا ومجتمعنا العربي .

الوجه الحقيقي للحكومة التي تدعي بالديمقراطية
أما نزار كناعنة عضو مجلس محلي عرابة فقال: الوحدة والقائمة الموحدة هي بمثابة صفعه مؤلمة بوجه اليمين المتطرف وهذا ما يعطي الضوء الأخضر لإبراز مواهبهم العنصرية والتحريضية أولا تجاه النواب العرب وثانيا تجاهنا كمجتمع عربي .وهذا هو الوجه الحقيقي للحكومة التي تدعي بالديمقراطية وتنتهج اسوء وأبشع الأساليب المناهضة للديمقراطية.

وتابع: التحريض هو غطاء محصن للعنصرية ولليمين من قبل رئيس الحكومة والحكومة عامة والتي تتركب من قوى اليمين العنصري الاستيطاني المشرع للقتل والاستيطان لهمجي والاعتداءات الممنهجة ضد الفلسطينيين والتحريض المباشر كما راينا مؤخرا الاعتداء على حنين الزعبي والاعضاء البرلمانيين العرب باستمرار وعلى العرب عامة . 

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]