بالرغم من الأمطار غير المُتفرقة التي هطلت اليوم في القدس، وبالرغم من برودة الطقس، إلا أن الآف النساء والرجال وصلوا للمشاركة في "قافلة السلام" التي نظمتها حركة "نساء يصنعن السلام".

المشاركات والمشاركون الذين قرروا تنظيم مسيرة جابت محيط الكنيست وانتهت بمهرجان خطابيّ في الحديقة القومية رفعوا شعارات عدة، أجمعت على مطلب واحد "كفى، لسفك الدماء"، وأكدت "نحن قادرات على إحداث التغيير".

وللتوضيح فأن "حركة نساء يصنعن السلام"، وهي حركة نسائية غير نسوية استمدت قوتها من نساء شمالي ايرلندا، قررن القيام بهذه المبادرة بالتوازي مع خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الكونغرس الأمريكي، حيث يطالبن بإيجاد حل سياسي عادل وتسوية للصراع الإسرائيلي – فلسطيني، بأسرع وقت ممكن، دون مماطلة ودون تسويف.

وتنشط "نساء يصنعن السلام" نحو الدفع والتأثير على الحكومة الإسرائيلية للوصول إلى تسوية مع الجانب الفلسطيني بغض النظر عن فحواها والخسائر المترتبة عليها، إقتصاديًا وإجتماعيًا.

حركة 4 أمهات نجحت، وكذلك نحن سننجح

المركزة ليلي فايزبرغير، من عيمق حيفر، وفي حديثها الخاص إلى موقع "بكرا"، أبدت دهشتها من عدد النساء التي وصلت للمشاركة في القافلة والتي تقدّر عددها بالآلاف، من كافة المناطق، من الجليل إلى النقب، يهوديات وعربيات.

وعن الهدف من القافلة قالت: حان الوقت لإسماع صرختنا، وصلنا لنقول "كفى"، كأمهات ومن منطلق الحب للوطن نطالب بالوصول إلى التسوية، وسنبقى هنا حتى الوصول إلى التسوية.

وأضافت فايزبرغير متحدثة عن التسوية: لا يهم تفاصيل التسوية، ولا يهم من يقوم بها كرئيس حكومة، مطلبنا واضح وشفاف، التوقيع على تسوية بغض النظر عن الخسائر التي سنتكبدها كمجتمع إسرائيلي. 

وفي معرض تعليقها على خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في الكونغرس الأمريكي قالت فايزبرغير: ارفض وبشدة خطاب التخويف والإدعاء أنه لا يوجد حل، بالطبع هنالك حل وعلى أي رئيس حكومة مستقبلي لإسرائيل العمل على ترجمته بصورة فعلية إلى أرض الواقع. حركة 4 أمهات نجحت بإخراج الجيش من جنوبي لبنان (عام 1997) ونحن بدورنا سنكون السهم الموجه نحو إنهاء الصراع الفلسطيني- إسرئيلي.

نرغب بالتسوية، لكن نتنياهو يعي ماذا يفعل

اما ياعيل أدمي، مركزة ايضًا في "نساء يصنعن السلام"، فقالت لـ "بكرا" معرفة على الحركة، على أن الحركة هي بالضبط تلك الأغنية التي تعزف حاليًا على مسرح المهرجان ويغنيها أطفال عرب ويهود سوية.

وأضافت: هذه الحركة جامعة لكل النساء في البلاد، يهوديات وعربيات، يمينيات من حيث الموقف ويساريات، علمانيات ومتدينات، يجمعهّن هدف واحد فقط، حلم الأبناء بالسلام والأمل، الحياة المشتركة والمتساوية.

وبخلاف زميلتها فايزبرغير، أبدت أدمي دعمها الكامل لموقف رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وخطابة في الكونغرس الأمريكي موضحةً على "أنه يعي ماذا يفعل". وردًا على سؤال موقع "بكرا" حول إمكانية الوصول إلى تسوية إذا ما ترأس نتنياهو الحكومة علما أنه عرقل مسيرة المفاوضات سابقًا قالت: اليوم لنا حركة نساء يصنعن السلام، سنعمل على الضغط من جانبنا، وسننجح بتغيير خطاب الإرهاب والتخويف بخطاب الأمل والقدرة على التقدّم.

ورفضت أدمي فكرة أن يتحوّل الصراع النسائي إلى عنيف كما هو الحال في شمال إيرلندا لكنها أكدت ذات الوقت على أنهن قادرات على إحداث التغيير بصورة سلميّة.

تجديد المفاوضات؟! بشراكة عربية ؟!

إلى ذلك، كانت قد ذكرت تقارير إعلامية عالمية هذا الأسبوع نقلا عن دبلوماسيين كبار في منطقتي الشرق الأوسط ودول الاتحاد الأوروبي، أن نقاشات عالية المستوى تدور بين كافة الأطراف من أجل إعادة تنشيط وتفعيل اللجنة الرباعية لدفع عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط الذي يشرف على سير أعمالها رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير.

وتأتي هذه الخطوات بعد أن أوقفت اللجنة نشاطها بعد انهيار مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية بعد 9 أشهر من النقاشات التي وصفت بـ "العقيمة" برعاية الولايات المتحدة الأمريكية، فيما كان عمل اللجنة بمثابة الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين في المفاوضات التي دارت من أجل إيجاد حل دائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، علما بأنّ اللجنة تأسست وانطلقت في عملها منذ عام 2002.

وذكر المسؤولون أن الفكرة التي تتبلور من أجل إعادة تنشيط اللجنة وتفعيل عملها تتخطى مسألة توسيع الطاقم المشارك ضمن اللجنة لتتضمن الفكرة الجديدة التي يتم التداول بها إجراء مباحثات على مستوى أعلى بمشاركة دول عربية من بينها السعودية والأردن ومصر، وضمان مشاركة ممثلين عن الدول العربية في أي محادثات مستقبلية متوقعة.

وفي هذا الصدد، يتوقع ان يتم تعيين مسؤولة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني مبعوثة خاصة إلى منطقة الشرق الأوسط خلال الأيام المقبلة، في حين يتوقع أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول خلال الأسابيع القليلة المقبلة بمشاركة الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، الأمم المتحدة وروسيا، كما ويتوقع أن يشارك أيضا ممثلون عن جامعة الدول العربية.

استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال رسالة الى:
[email protected]